رياضة

منتخب التانغو على شفا الغياب الأول منذ 1970 … صراع رباعي على بطاقتين موندياليتين ونصف

| الوطن

ساعات قليلة تفصلنا عن آخر جولات التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 بأدوارها الرئيسية قبل الدخول في حسابات الملاحق وما زال بعض الكبار مهددون بالغياب عن العرس العالمي ولعل أهم هؤلاء المنتخب الأرجنتيني بطل العالم مرتين والذي توقف عند النقطة 25 في المركز السادس بالشراكة مع نظيره البيروفي عقب تعادلهما السلبي في الجولة السابعة عشرة من دون أهداف فأهدر ميسي ورفاقه فرصة التقدم إلى المركز الثالث، ويتنافس الألبيسيلستي مع أربعة منتخبات أخرى على بطاقتين مباشرتين وأخرى للملحق إذا اعتبرنا أن السيليستي الأورغوياني شبه ضامن للتأهل وخاصة أنه يخوض مباراته الأخيرة على أرضه بمواجهة بوليفيا.
ويخوض منتخبا البيرو وكولومبيا مباراة لا تقبل القسمة على اثنين على حين اللاروخا التشيلياني يحل ضيفاً على السيليساو البرازيلي وعليه تحاشي الخسارة إذا أراد حجز بطاقة مباشرة إلى روسيا، أما البيروخا البارغوياني فيستقبل الفنزويلي ويأمل بنتائج تخدمه في مسعاه.

قصة طويلة
قصة وصفاء البطل طويلة مع المعاناة بالتأهل إلى النسخة التالية فهاهي منتخبات السويد وتشيكوسلوفاكيا وهولندا غابت عن بطولات 1958 و1962 و1982 وهي التي حلت ثانية في البطولة التي سبقتها على حين تعذب أكثر من وصيف حتى ضمن مقعده في النهائيات التالية كما حدث مع إيطاليا 1998 والبرازيل 2002 وفرنسا 2010 وكان المنتخب الأرجنتيني وصيف مونديال إيطاليا 1990 قد احتاج لخوض ملحق مع أستراليا ليتأهل إلى نهائيات أميركا 1994، واليوم هاهو يستعيد الذكريات الأليمة التي قد تطيح بآماله من المونديال الروسي.
بداية راقصي التانغو في التصفيات لم تكن بالمستوى المأمول ففقد 7 نقاط في أول ثلاث جولات إلا أن الصحوة في الجولات التالية عززت حظوظه بالوصول المبكر وهو ما بدا واقعاً حتى الجولات الأربع الأخيرة التي لم يحصد فيها أكثر من ثلاث نقاط جعلت حظوظه على الوضع الحالي، ويواجه الفريق الذي يقوده مدرباً (خورخي سامباولي) المنتخب الإكوادوري في كويتو، والأخير فقد الأمل بالتأهل وهو سلاح ذو حدين لرفاق ميسي، فمن جهة سيلعب أصحاب الأرض من دون ضغوط وربما وجدوا راحة أكبر ومن جهة أخرى ربما لا يضعون كل ثقلهم خوفاً من الإصابة ولاسيما المحترفين في أوروبا.

الفوز أولاً
حصد النقاط الثلاث سيضع راقصي التانغو في المركز الخامس على الأقل وهذا يعني خوض الملحق أما التعادل فسيكون جيداً شريطة خسارة تشيلي بأكثر من هدفين وعدم فوز البارغواي، وهو ما يضع ميسي ورفاقه على المحك وخاصة بعد العقم الهجومي حيث فشلوا بتسجيل أكثر من هدف في الجولات الأربع الفائتة وقد جاء عكسياً بمرمى فنزويلا، وتشير كل المعطيات أنه بمقدور ديبالا وميسي وإيكاردي ودي ماريا التسجيل والفوز إلا أن هذا الأمر يبقى على الورق وخاصة أن الفريق لم يسجل أكثر من 16 هدفاً في التصفيات الحالية.
من جهته مدرب الإكوادور سيليكو وبعد الثناء على لاعبي الأرجنتين لم يفوت الفرصة لإنذارهم بأن فريقه قوي جداً في ملعبه ولم ينس التذكير بارتفاع أرض الملعب عن سطح البحر وهو الأمر الذي سيصب بمصلحة فريقه.

خدمة الأعداء
هي ما ينتظره أهل التانغو من أبناء السامبا الذين يستضيفون اللاروخا بطل القارة اللاتينية والباحث عن مواصلة الظهور المونديالي للمرة الثالثة على التوالي وكذلك فك العقدة الملازمة له رسمياً على الأراضي البرازيلية فلم يسبق لتشيلي أن فازت في أرض السيليساو طوال تاريخها وآخرها في تصفيات 2010 وأقساها 5/صفر في تصفيات 2006 وأشهرها بهدف ضمن تصفيات 1990 ويومها أقصي اللاروخا بعد تمثيلية الحارس (روخاس) وحرم من المشاركة بالتصفيات التالية.
وبدأ الفريقان البرازيلي والتشيلياني التصفيات الحالية ويومها أنزل الأخير الهزيمة الوحيدة بالسيليساو خلالها بهدفين نظيفين وهو ما يجعل البرازيليين متحفزين للثأر وخاصة أنهم لم يخسروا أي مباراة رسمية تحت قيادة المدرب تيتي، ولدحض الإشاعات التي انتشرت في الساعات الأخيرة حول تساهل محتمل من رفاق نيمار وهو الشيء الذي أنكره حارس مرمى تشيلي كلاوديو برافو معتبراً أن البرازيليين سيلعبون بكل قوتهم وأكد زميل نيمار السابق والذي لم يقبل أي هدف رسمي منه أن تشكيلة اللاروخا قادرة على إزعاج السيليساو رغم غياب دينامو الفريق أرتور فيدال للإيقاف.

ما حك جلدك
يقول المثل العربي «ما حك جلدك مثل ظفرك» وهو ما ينطبق على لقاء البيرو وكولومبيا فالفوز سيمنح صاحبه بطاقة روسيا مباشرة من دون انتظار خدمات الآخرين على حين التعادل سيضعهما وسط حسابات جديدة حسب نتائج اللقاءات الأخرى، ويعد صاحب الأرض أفضل حالياً بحساب النتائج، فالفريق البيروفي شارف على فقدان الأمل قبل خمس جولات إلا أنه صحا خلالها حاصداً 11 نقطة مكنته من استعادة الفرصة كاملة وبالمقابل حصد الكوفيتيروس الكولومبي 8 نقاط خلال الجولات المذكورة لكن هزيمته في بارانوكيا في الجولة الفائتة حرمته من ضمان التأهل وانتظار رحلة ليما التي قد تطيح بفالكاو وخاميس رودريغيز ورفاقهما.
منتخب البارغواي أيضاً لديه حظوظه هو الآخر فالفوز على الضيف الفنزويلي ربما يعيد البيروخا إلى المونديال بعد الغياب عن النسخة الفائتة ولكنه بالمقابل قد لا يفيده أبداً وسيكون بحاجة إلى تعثر تشيلي والأرجنتين بالذات ليضمن مقعداً مباشراً أو دخول الملحق، ويبدو منتخب الأورغواي مرتاحاً للتأهل بفوزه على ضيفه البوليفي وحتى من دون أن يعتمد على نتائج المباريات الأخرى.

مواجهات سابقة
• 71 مباراة جمعت البرازيل وتشيلي والغلبة للسيليساو بواقع 49 فوزاً مقابل 8 انتصارات للاروخا و14 تعادلاً والأهداف 161/61، ومنها 4 مرات في المونديال فاز البرازيلي فيها جميعاً وآخرها بركلات الترجيح 3/2 بعد التعادل 1/1 في دور الـ16 لمونديال 2014، ومنها 11 مباراة في التصفيات العالمية انتهت 7 بفوز السيليساو واثنتان للاروخا، الثانية في التصفيات الحالية أما الأولى ففي عام 2000.
• التقت الأرجنتين بالإكوادور 33 مرة ففازت الأولى 18 مرة مقابل 5 مرات للثانية و10 تعادلات والأهداف 82/32، وتقابلتا 13 مرة بالتصفيات ففاز أبناء التانغو 7 مرات وخسروا 4 وتعادلتا مرتين، أما الفوز الأخير للأرجنتين في أرض الإكوادور فكان بتصفيات 2002.
• 53 مواجهة جمعت كولومبيا والبيرو وسيطر التعادل على 21 منها وفازت الأولى 17 مرة والثانية 15 مرة والأهداف 59/59، والغلبة للكولومبيين في التصفيات المونديالية بواقع 11 فوزاً منها 4 مرات في ليما و3 هزائم و5 تعادلات.
• تقابلت الأورغواي وبوليفيا في 42 مناسبة ففازت الأولى 27 مرة مقابل 7 مرات للثانية و8 تعادلات والأهداف 100/28، ومنها 19 مباراة في التصفيات وانتهت منها 9 للسيليستي و5 للخضر و5 تعادلات ولم يسبق للبوليفي أن حقق الفوز في مونتيفيديو.

الترتيب
تتصدر البرازيل برصيد 38 نقطة تليها الأورغواي بـ28 ثم تشيلي وكولومبيا بـ26 نقطة فالبيرو والأرجنتين بـ25 وتليهما البارغواي بـ24 نقطة ثم الإكوادور بـ20 نقطة وبوليفيا تاسعة بـ14 نقطة وفنزويلا أخيراً بـ9 نقاط.

مباريات الجولة الأخيرة
البرازيل × تشيلي، الأورغواي × بوليفيا، البيرو × كولومبيا، الإكوادور × الأرجنتين، البارغواي × فنزويلا (2.30 فجر الأربعاء).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن