عربي ودولي

الخارجية التركية تستدعي مستشار السفارة الأميركية على خلفية مسألة التأشيرات … التوتر بين أنقرة وواشنطن يضغط على الليرة التركية

استدعت وزارة الخارجية التركية مستشار السفارة الأميركية في أنقرة فيليب كوسنتا بسبب خلاف نشب بين البلدين حول إصدار التأشيرات.
وقالت مصادر دبلوماسية: إن الخارجية التركية أبلغت «الدبلوماسي الأميركي بتوقعاتها بشأن مسألة إعادة النظر في تعليق إصدار التأشيرات الأميركية لمواطني تركيا».
وأضافت: إن الجانب التركي أشار إلى ضرورة التخلي عن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم العلاقات بين الدولتين.
يذكر أن الخارجية التركية استدعت مستشار السفارة الأميركية بسبب غياب السفير جون باس في أنقرة.
وأعلنت السفارة التركية في واشنطن في بيان لها الأحد تعليق إجراءات منح التأشيرات للأميركيين في جميع البعثات التركية في الولايات المتحدة باستثناء الهجرة رداً على قرار أميركي مماثل.
وتتعلق هذه الخطوة التي أعلنتها السفارة التركية في واشنطن عبر الإنترنت بالتأشيرات على جوازات السفر والتأشيرات الإلكترونية والتأشيرات على الحدود، وتدخل حيز التنفيذ «على الفور».
وقالت السفارة التركية: إن الأحداث أجبرت الحكومة التركية على مراجعة تقييمها لمدى التزام الولايات المتحدة بضمان أمن مكاتب البعثة الدبلوماسية التركية في أميركا.
وجاء القرار التركي بعد ساعات من قرار أميركي مماثل على خلفية التصعيد الأخير بين البلدين.
وكانت السفارة الأميركية في أنقرة أعلنت ليل الأحد تعليقها «بأثر فوري» لكل خدمات التأشيرات لغير المهاجرين في تركيا من أجل «إعادة تقييم التزام الحكومة التركية تجاه منشآت وأفراد البعثة الدبلوماسية الأميركية».
وقالت السفارة الأميركية في بيان لها: إن الأحداث التي وقعت أخيراً دفعت السلطات الأميركية إلى إعادة تقييم تعهدات الحكومة التركية تجاه أمن موظفي ومقار البعثات الدبلوماسية الأميركية.
ويأتي قرار السفارة الأميركية بعد أيام من صدور حكم قضائي تركي بحبس الموظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول متين طوبوز بتهم مختلفة، بينها التجسس.
من جهته قال وزير العدل التركي عبد الحميد غول إنه يأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر في قرارها تعليق معظم خدمات منح التأشيرات للمواطنين الأتراك بعد اعتقال موظف تركي بالقنصلية الأميركية في اسطنبول الأسبوع الماضي. لكن الوزير قال: إن قرار المضي في القضية ضد موظف القنصلية المحتجز يرجع للقضاء التركي.
وأضاف لتلفزيون خبر التركي: «من حقنا محاكمة مواطن تركي لجريمة ارتكبها في تركيا، آمل أن تلغي الولايات المتحدة قرارها في ضوء ذلك».
إلى ذلك ذكرت صحيفة «حرييت» أن النيابة العامة التركية أصدرت أمس مذكرة اعتقال بحق موظف ثان للقنصلية الأميركية في إسطنبول، مشيرة إلى أن محققين أجروا استجواباً لزوجة هذا الموظف وابنه.
وفي ظل تزايد حدة التوتر الدبلوماسي بين أنقرة وواشنطن انخفضت قيمة الليرة التركية بنسبة 2 بالمئة أمام الدولار أمس. وبلغ سعر صرف الدولار 3.70 ليرة تركية بعدما كان سعره 3.61.
ولم يكن حظ الليرة أوفر أمام اليورو، إذ تراجعت مقابله ليسجل اليورو 4.33 ليرة بعدما كان قد بلغ 4.24.
وقال محللون: إن القيود على منح التأشيرات سوف يضر بقطاع السياحة والأعمال التجارية.
وبدوره قال سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: إن الأوضاع الحالية تكشف وجود أزمة مزمنة في العلاقات الأميركية التركية.
وأوضح كاغابتاي لـ«فرانس برس»: «هذه الخطوة ستدفع النخب التركية إلى مطالبة أردوغان بالتوقف عن مضايقة المواطنين الأميركيين في تركيا، لكنني أعتقد أن أردوغان سيفعل العكس وسيقوم بالتصعيد».
من جهتها وصفت صحيفة «ييني شفق» الموالية للحكومة الأمر بأنه «قرار مخز من الولايات المتحدة».
وكان مسؤولون أتراك أعربوا عن أملهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة وواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وتطالب تركيا واشنطن بتسليمها الداعية فتح اللـه غولن الذي تتهمه بأنه وراء محاولة الانقلاب، وهو ما ينفيه غولن بالمطلق، إلا أن عدم حصول أي تطور في هذه المسألة أدى إلى مزيد من التعقيد في العلاقات التركية الأميركية.
ووجهت السلطات الأميركية التهم رسمياً إلى ثلاثة من مرافقي أردوغان بضرب محتجين في واشنطن على هامش زيارة له إلى الولايات المتحدة في أيار الماضي، في قرار أثار غضب الرئيس التركي.
(روسيا اليوم– إنترفاكس– أ ف ب- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن