سورية

«النصرة» تستعد لتبديل جلدها من جديد

| الوطن – وكالات

ليس غريباً على «جبهة النصرة» الانسلاخ من جلدها كالحرباء كلما استشعرت تزايد حدة المخاطر على كيانها الذي صنفه الأميركيون قبل غيرهم على لائحة التنظيمات الإرهابية. ولطالما سعت «النصرة» تحت قيادة أميرها أبو محمد الجولاني للاستفادة من التحولات الدولية علها تتمكن من حجز مقعد لها.
وكانت أولى محاولات الجبهة في صيف عام ٢٠١٤ عندما قدمت نفسها كجهة «معتدلة» بإمكانها مقارعة تنظيم داعش، وكم كان ذلك ليكون غريباً أن تقدم واشنطن غطاء جوياً لمسلحي «النصرة» في القتال ضد تنظيم داعش!
ولاحقاً عملت «النصرة» على التسويق لنفسها على أنها قوة «معتدلة» لمواجهة الروس، إلا أنها لم تنجح.
وفي أواخر صيف العام ٢٠١٦ أعلنت الجبهة حل نفسها وفك الارتباط بتنظيم القاعدة وتأسيس كيان جديد تحت مسمى «جبهة فتح الشام»، التي اندمجت مع كيانات أخرى لتشكل «هيئة تحرير الشام»، ولم تنطل الحيلة على أي دولة في العالم ربما باستثناء من أوحى للجولاني بفعلته تلك.
ومع توالي المؤشرات على تقارب روسي تركي إيراني حول إدلب، سعت «الهيئة» إلى بحث إمكانية حل نفسها وتعديل عقيدتها لحماية جوهرها من الدمار على يد الروس. وتكاثرت الأنباء بهذا الخصوص مع غزو الجيش التركي لأراضي سورية في محافظة إدلب.
ونقلت مواقع معارضة عن مصادر متطابقة، أحدها من «تحرير الشام»، أن مفاوضات واتفاقات تجري مع الأتراك بخصوص دخول إدلب، إلا أن حل «الهيئة» نفسها طرح مجدداً في سياقين. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أن هناك توجهاً لحل «تحرير الشام» نفسها، ونقلت عن مصادر معارضة وصفتها بـ«الرفيعة»، قولها: إن «الجناح المعتدل في الهيئة موافق على ذلك وعلى تبني علم (ما يسمى) الثورة في الفترة المقبلة»، وهو السياق الأول.
إلا أن مدير العلاقات الإعلامية في «الهيئة»، عماد الدين مجاهد، ذكر لأحد المواقع المعارضة أن الأمر غير مطروح حالياً، وطلب تأجيل الحديث به إلى وقت لاحق.
ووفق الوكالة الألمانية فإن مفاوضات جرت خلال اليومين الماضيين، وبحثت إيجاد مخرج حول منح دور لـما يسمى «حكومة الإنقاذ الوطني»، التي انتخبت حديثاً محمد الشيخ رئيساً لها، لتكون الواجهة المدنية لـ«الهيئة»، ويتحول الجسم العسكري لها إلى «وزارة دفاع».
وكانت أولى طروحات حل «الهيئة» نفسها، جاءت على لسان القائد العام السابق لها هاشم الشيخ، آب الماضي، وقال: إنها «مستعدة لحل نفسها بشرط أن تحل جميع الفصائل العاملة في الشمال نفسها تحت قيادة واحدة».
ولدى الحديث لأول مرة عن التدخل التركي في إدلب، انقسمت «تحرير الشام» حيال ذلك، بحسب ما أظهرته تصريحات متضاربة لعدد من أبرز قيادييها.
كما أن الانشقاقات عنها على مستوى الأفراد كالشرعيين السعوديين مصلح العلياني وعبد اللـه المحيسني، المناهضين للاقتتال الداخلي، والميليشيات كـ«حركة نور الدين زنكي»، و«جيش الأحرار»، أظهرت الانقسام على مستوى أكبر. ووفق معلومات نقلتها مواقع معارضة، تعيش «الهيئة» انقساماً على خلفية احتمال التدخل التركي في إدلب، بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وآخر يريد قتال تركيا والميليشيات التي تدعمها أنقرة.
السياق الآخر لحل «الهيئة»، تحدث عنه منظرون «جهاديون»، وطالبوا به في حال تدخل الأتراك، أن «يحل الجولاني تحرير الشام والإعلان عن تنظيم القاعدة وقلب اللعبة على رأس تركيا»، إلا أن محللين قالوا: إن الطرح «غير منطقي».
ومع عودة الحديث عن حل «الهيئة» نفسها، يتحدث ناشطون عن أن الجولاني يبحث عن اسم جديد لمن يناصره داخل «تحرير الشام»، في محاولة للهروب من شبح «الإرهاب» الذي تدرج «الهيئة» تحت قوائمه دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن