رياضة

فرق الدوري الممتاز تحت مجهر «الوطن» … صراع الأبناء العاقين سبب وداع الحرية لدوري المحترفين

| حلب – فارس نجيب آغا

لم يكن هبوط فريق الحرية لمصاف أندية الدرجة الأولى مفاجئاً للمتابعين عطفاً على النتائج المتواضعة التي حصدها الأخضر على مدار مرحلتي الذهاب والإياب، ولعل المشهد المحفوظ عن ظهر قلب يعيد ذاته كل موسم من خلال صراع داخلي واقتتال وحرب بين أبناء النادي وكل يسعى لإفشال الآخر، بينما يسدد الفريق الفاتورة ويعود حيث كان ضمن دوري المظاليم، الدرس البليغ الذي يتلقاه أخضر الشهباء لم يقنع أهل البيت ممن يغارون على ناديهم (على حد زعمهم) وهم من يضربون الفأس بجسم الأخضر كل موسم وعندما يصبح الفريق بمرحلة الاحتضار يهب بعض أصحاب النخوة وهم قليلون لنجدته وإسعاف ما يمكن إسعافه ولكن بعد فوات الأوان، إذا هذا حال الحرية منذ مواسم عديدة، فلا شيء جديداً يمكن الحديث عنه لأن الحلقات باتت محفوظة عن ظهر قلب في سيناريو نسخ لصق لكل موسم كروي، والسبب أولاد النادي العاقين المتمزقين والمقسومين لجماعات متناحرة، ويبدو أنهم لا ينعمون برؤية ناديهم بين الكبار وهمهم فقط الضرب من تحت الحزام ومن ثم يضعون اللوم على من يعمل ويحملونه وزر الهبوط وهم أول من كان لهم يد في حبك المؤامرات والتكتلات ويبدؤون بالنحيب وذرف دموع التماسيح.

حروب داخلية
الحرية رغم أن بدايته كانت ممتازة في دوري التصنيف واقتلاعه بطاقة العبور نحو دوري المحترفين تحت قيادة مدربه مصطفى حمصي حيث سارت الأمور بشكل جيد وحصد الفريق ما يريد وتحقق المراد، ولكن عندما قص شريط المنافسة الأهم بدأ البعض بنسج خيوطه كالعنكبوت أملاً بالسقوط فلم يتمكن الفريق من تحقيق نتائج مقنعة رغم أن الأسماء والأشخاص هي ذاتها لكن شيئاً ما حدث مع أمل يلوح بالأفق قد يخرج الفريق من محنته ونتيجة تعالي الأصوات والهجمات الفيسبوكية وعدم الانسجام بين مشرف الكرة الكابتن أحمد قدور والمدرب مصطفى حمصي تقدم الأخير باستقالته وتم إسناد المهمة لإدريس ماردنلي حيث حقق فوزين مهمين ومن ثم عادت حليمة لعادتها القيمة بمسلسل الهزائم التي أجبرت الأخير على الرحيل وترك المهمة لبديله مضر الأحمد والأخير لم يستطع تحقيق شيء لكونه لا يملك عصا سحرية وبسرعة قياسية ليكون الأمل الأخير بمحمد نسريني ومروان مدراتي الذي تسلم الإشراف على الفريق بعد تغيير مجلس الإدارة ومنح من زميله محمد الحلو جميع الصلاحيات لكن سبق السيف العزل.

غياب المحاسبة
الحرية للأمانة دخل الدوري بمجموعة معقدة نوعا ما من اللاعبين فهو لا يملك عدداً وافراً من أبناء النادي ما استدعى اللجوء إلى الجار الاتحاد لاستقطاب الفائض من لاعبيه قبل أن تتفتح العيون عليهم من الأندية الأخرى وبمنتهى التعاون قدمت إدارة نادي الاتحاد كل التسهيلات في إعارة لاعبيها (حازم جبارة، محمد يوسف، عمر مشهداني، أحمد الأحمد) وجاء التوقيع مع فراس ميشو وخالد بركات ونورس كوكه ورامي الناصر وحسن جزار فضلاً عن وجود حسن مصطفى وأحمد أشقر ونور الدين علوش والخبير فراس الأحمد، ومع أن الفريق بدا عليه شيء من الاستقرار بقدوم لاعبي الاتحاد لتدعيم الصفوف، لكن كما أسلفنا تبدلت الحال من منافسات دوري التصنيف إلى منافسات دوري المحترفين، ومن وجهة نظر شخصية فإن عدم توافر السيولة المالية وحالات التآمر والاقتتال بين المجموعات المتناحرة داخل وخارج النادي قضت على الفريق من خلال عمليات استرخاء وخروج بعض اللاعبين عن النص والتمرد على المدربين من دون أي عقوبات وهو ما رفع من حدة الانحدار أكثر فغابت اليد الحديدية وحلت الفوضى نتيجة عدم المحاسبة ومع قدوم أعضاء مجلس الإدارة محمد الحلو ومروان مدراتي بدأت عملية الاقتصاص ولكن بعد فوات الأوان من خلال فسخ عقود حسن مصطفى ومحمد مارديني.

سيناريو تراجيدي
الحرية احتل المركز الأخير في دوري المحترفين حيث خاص (30) مباراة فاز (5) وتعادل (4) وهزم في (21) مباراة مسجلاً (29) هدف وعليه (58) جامعاً (19) نقطة فقط وتلك الأرقام دليل على سوء خطه الخلفي الهش الذي ترك شباكه ممر عبور سالك لجميع الفرق وبكرم لا مثيل له وهبوطه جاء مستحقاً لعدم أحقيته بالبقاء لسوء المستوى وعدم تمكنه من مقارعة خصومه، وعودته لدوري المحترفين في ظل الأجواء الراهنة تبدو غاية في الصعوبة بعد مغادرة معظم لاعبيه لأندية أخرى مع عدم توافر لاعبين بدلاء مقبولين يمكنهم سد أماكن الراحلين، وهذا نتيجة السياسة المتبعة حيث يبدو جل الاهتمام محصورا بالمكائد وعدم الاهتمام ببناء لاعبين للمستقبل يكونون خير رافد لفريق الرجال وذلك ملخص حال فريق الحرية الذي يعيد السيناريو كل موسم بين الصعود وعدم تثبيته أرجله ليلاقي بعدها الهبوط.
نتائج وأرقام

فاز فريق الحرية في خمس مباريات، على الكرامة والمجد 1/صفر ذهاباً وعلى الطليعة 4/1 والمجد 2/صفر والوثبة 1/صفر في مرحلة الإياب، وتعادل أربع مرات نصفها في الذهاب مع الوثبة 1/1 ومع الشرطة صفر/ صفر، ومع الفتوة والمحافظة 1/1 إياباً، وخسر 21 مباراة، مع الجيش مرتين صفر/1 ومع حطين مرتين 2/3، ومع تشرين مرتين صفر/1 ومع الطليعة صفر/2، ومع الاتحاد مرتين 1/2 وصفر/2، ومع جبلة مرتين صفر/3 قانوناً و1/2 ومع الفتوة صفر/1 ومع المحافظة 1/2 ومع النواعير مرتين صفر/2 و2/5 ومع الوحدة مرتين 1/2 وصفر/6 ومع الجزيرة مرتين صفر/1 و4/6 ومع الشرطة 2/5 ومع الكرامة 1/3 سجل 29 هدفاً كانت على النحو التالي أحمد الأحمد (9) أهداف وفراس الأحمد (6) ومحمد يوسف (3) وهدفان لعمر مشهداني ونور علوش وأحمد الأشقر وهدف لكل من: حسن مصطفى وعبد اللـه طبشو وعلي حسين وعماد قشقوش وخالد بركات، ودخل مرماه 58 هدفاً نال ثلاث ركلات جزاء أضاع الأولى حسن مصطفى بمواجهة الشرطة وسجل الثانية فراس الأحمد على حطين والثالثة نور علوش على النواعير واحتسبت عليه ست ركلات جزاء اثنتان للجيش سجلهما محمد الواكد (ذهاباً) ويوسف قلفا (إياباً) وأحمد حاج محمد من حطين وأنس بوطة من الكرامة زاهر خليل من النواعير وأضاع بشار قدور من المجد، وخرج 5 لاعبين بالبطاقات الحمراء وهم: حسن مصطفى بلقاء الاتحاد ونور علوش بلقاء الفتوة (ذهاباً) وعلي حسين ونور علوش بلقاء الوثبة ومحمد مارديني بلقاء الفتوة (إياباً).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن