رياضة

نهاية رجل شجاع

| محمود قرقورا

وهكذا انتهى الحلم المونديالي لمنتخبنا بطريقة أقل ما يقال عنها إنها توازي نهاية رجل شجاع في رواية أديبنا حنا مينا.
لم نكن نراهن منذ بداية التصفيات على لاعبينا عطفاً على الظروف المحيطة والإمكانيات المتوافرة، ولم نكن نتصور ولو في الأحلام أننا قادرون على الوصول إلى الملحق.
ولكن العزيمة والإصرار وروح التحدي والإيمان بالقدرات واللعب حتى صافرة النهاية في كل مباريات الدور الثاني مكنت منتخبنا من الوصول باقتدار إلى الملحق الآسيوي.
وأمام أبطال القارة الصفراء وضعناهم في «خانة اليك» في الشوط الثاني لمباراة الذهاب، وباغتناهم بأرضهم وبين جماهيرهم مطلع مباراة الرد بهدف صاعق واحتفظنا بأمل التأهل حتى الثانية الأخيرة من المباراة التي امتدت 120 دقيقة بخلاف الوقت بدل الضائع.
لاعبونا أدوا كل الأدوار المطلوبة ولا يمكن إلقاء اللوم على أحد بمن فيهم محمود المواس الذي تعرض للبطاقة الحمراء وكان سبباً مباشراً في الخروج.
شكراً من القلب للجميع مدرباً وكادراً مساعداً وإداريين ولاعبين.
عندما كنا نقول هذه حدودنا كنا نقولها إيماناً بأننا لا يمكن لعب أدوار متقدمة لأن رهبة المنافس كانت تصيبنا بالإحباط.
أما اليوم فالصورة كانت مختلفة ولا نعتقد أن أستراليا بأسرها ستنسى العذاب الذي رافقها على مدار مباراتي الذهاب والإياب.
قلت بداية إن شعار سورية في روسيا 2018 فضفاض لكن أرض الملعب أثبتت أنني كنت مخطئاً ومن حق الجميع علي الاعتذار والوقوف باحترام أمام اللاعبين الذين كانوا نسوراً شامخة طوال رحلة التصفيات.
في كتابي كرة القدم السورية في 65 عاماً وقفت حائراً أمام اختيار جيل ذهبي للكرة السورية واليوم لا أجد عناء بوصف هذا المنتخب بأنه الأفضل عبر تاريخ كرتنا شخصية وحضوراً ونتائج.
مبارك لنا هذا المنتخب ولو أن الخروج الحزين أدمى قلوبنا وشكّل غصة في حلوقنا، لكن تلك هي الكرة، ويحق لنا رفع سقف طموحاتنا في نهائيات أمم آسيا 2019 بل إن شارعنا بات تواقاً للنهائيات القادمة أكثر من أي وقت مضى، حيث لن نرضى بلعب دور هامشي والخروج من دور المجموعات كما جرت العادة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن