رياضة

منتخبنا أدى ما عليه في ظروف صعبة وقاسية … خروج مشرف لنسورنا.. والحظ لم يحالفنا

| ناصر النجار

لم تكن كرة القدم عادلة، ولم تنصف كرتنا، ولم تمنح الفريق الأفضل بطاقة العبور نحو الملحق القاري.
كل شيء تخلى عن منتخبنا، والحظ أهمه، ومن يعانده الحظ فليس له مكان بين الفائزين والفرحين.
شكراً رجال منتخبنا فقد قدمتم ما عليكم وأكثر، شكراً لشجاعتكم ولبسالتكم، حاولتم، ولكن!
التجربة السورية في تصفيات مونديال روسيا 2018 كانت أكثر من ناجحة، وهي تجربة يمكننا البناء عليها، وصولاً إلى الحلم الذي يتمناه كل عشاق الكرة السورية في كل مكان.
اقتربنا كثيراً من تحقيق حلمنا (سورية في روسيا 2018)، وتوقفنا عند الخطوة الأخيرة، عاند أحلامنا كل شيء، الإصابات، الغيابات، الحكم، البطاقة الحمراء، والقائم كان آخر من وقف أمام مشروعية حلمنا، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.
اليوم يجب أن نعلق عن حلم سوري جديد، (سورية في قطر 2022)، وعلينا أن نعدّ له العدة اللازمة لذلك، لا نطوي صفحة روسيا، بل ندرسها دراسة أكاديمية، نعرف نقاط الضعف فنتجاوزها ونعالجها، ونعرف نقاط القوة فنعزّزها، ونأمل من اللـه أن تكون مباراة أستراليا (الذهاب) هي آخر مباراة نلعبها خارج أرضنا، فقد أُرهق منتخبنا وهو يجول بين المدن والأمصار، وهو يقاتل منافسه بعيداً عن سلاحي الأرض والجمهور.
اتحاد كرة القدم قدم ما عليه وأكثر وواجه سيف العقوبات الدولية والمقاطعة الخارجية وفيروس الإمكانيات المتاحة، والجهازان الفني والإداري كانوا مخلصين لعملهم أشد الإخلاص واللاعبون كانوا فرساننا في كل المباريات التي لعبوها، وأدوها بحرفية عالية أداء ومستوى.
لن نقول بعد اليوم هذه حدودنا، بل هي استراحة المحارب ليس إلا وموعدنا في النهائيات الآسيوية، وحلمنا في مونديال 2022 سيتحقق بإذن اللـه.

العقبات الخمس
الجميع شاهد المباراة، لذلك فالخوض في تفاصيلها لا يجدي الآن، ونحن هنا نتقدم بالشكر الجزيل لزملائنا بالفضائيات السورية والإذاعة على تكرمهم بنقل الحدث بشكل مباشر، كما نشكرهم على الأجواء التي أحاطوا بها جماهيرنا قبل المباراة وبشكل يومي وبعد المباراة.
للخسارة أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة، في الأسباب غير المباشرة أننا نزلنا أرض الملعب بغياب خمسة من أفضل لاعبينا وهذا الغياب يشكل كارثة حقيقية على أي منتخب عالمي ولو كان البرازيل، وهذا السبب يجب أن يؤخذ بالحسبان.
في الأسباب المباشرة، بدأ منتخبنا بقوة، لكن أرض الملعب لم تساعده فأصيب في المباراة لاعبان تم تبديلهما اضطرارياً (حميد ميدو ومرديك مردكيان) وأرض الملعب أصابت حكم المباراة، فتم تبديله، فهل في الأمر سر يكمن وراء هذا؟
الحكم لم ينصفنا، وللأسف نقول الحكمان، فقد أعطى المنتخب الأسترالي حقه بالتمام والكمال، لكنه لم ينصفنا أبداً وخصوصاً في رفع البطاقات التي كانت يستحقها المنتخب الأسترالي، وهنا نجد أن التحكيم في هذا الموضوع ظلمنا ذهاباً وإياباً.
خروج لاعبنا محمود المواس من المباراة بالبطاقة الحمراء بداية الشوط الإضافي الأول أرهق منتخبنا، وخصوصاً أن المواس من أفضل لاعبي الوسط ودوره في المباراة كان مهماً، وخروجه جاء بوقت استنفد فيه المدرب التبديلات، فلم يكن أمام منتخبنا إلا تغيير أسلوب اللعب بالموجودين داخل أرض الملعب.
آخر العقبات قائم المرمى الأسترالي الذي حرمنا هدفاً قاتلاً سدده السومة من مباشرة بطريقة ذكية، فاكتملت الفصول وتلاشى الحلم، ولعمري فإن أي منتخب يواجه العقبات الخمس هذه فلن ينجو من معركة سيدني، لذلك من الظلم أن نقول خسرنا أو فشلنا، بل لنقل الحظ أدار ظهره لنا، وهو أفضل تعبير عن هذه المباراة، وعن رحلتنا في التصفيات.
علينا أن نكرّم رجال منتخبنا وكوادره، وعلينا أن نستقبلهم استقبال الأبطال، لأنهم صنعوا فجراً جديداً لكرتنا، وكانوا الشاهدين على ميلاد كرة سورية وطنية محترفة ومحترمة يهابها كل المنتخبات ليس في قارتنا فقط، بل بكل القارات.

شجاعة مدرب
أيمن الحكيم مدربنا الوطني يستحق الشكر والتقدير على إخلاصه ووفائه لقميص المنتخب وهو عبّر عن شجاعة نادرة برهان وطني، فقبل بتدريب المنتخب بعد أن هرب من المهمة الكثيرون، وأبلى بلاء حسناً، وأضاف على المنتخب لمسته التي كانت جزءاً لا يتجزأ من الحالة الإعجازية التي وصل إليها منتخبنا، ولا شك أن هناك خلف الستار جنوداً مجهولين قدموا مثل ما قدمه منتخبنا على أرض الملعب من جهد وإمكانيات وتأمين موارد مالية ومباريات ومعسكرات، وتذليل صعوبات وقفت بوجه لاعبينا، وفي مقدمة هؤلاء فادي الدباس مدير المنتخبات الوطنية ونائب رئيس اتحاد كرة القدم وفريقه المساعد المكون من موفق فتح اللـه إداري عام المنتخبات الوطنية ومازن دقوري الأمين العام لاتحاد كرة القدم.

كل المحبة والتقدير
كل المحبة والتقدير لجمهورنا الوطني الكبير والمخلص الذي عبر عن ولائه ووفائه فوقف صفاً واحداً مشجعاً ومؤازراً ومحباً ومتابعاً وداعماً، وهنيئاً لكرتنا بهذا الجمهور الكبير والمخلص.

بطاقة المباراة
أستراليا × سورية 1/1- 2/1 بالوقت الإضافي
سجل لسورية عمر السومة د6 ولأستراليا تيم كاهيل 13-109
التاريخ 10/10/2017- الساعة 12 ظهراً.
الملعب: 42500
الحكام: رافشان أراماتون- راسولوف- سايدون (أوزبكستان).
تشكيلة منتخبنا: إبراهيم عالمة- فهد يوسف- جهاد الباعور- زاهر ميداني- مؤيد العجان- محمود المواس- حميد ميدو (إسراء حموية) عدي جفال (فراس الخطيب) تامر حاج محمد- مرديك مردكيان (أسامة أومري) عمر السومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن