سورية

«الائتلاف» يهجس بالسلطة ويشكل أشباه مؤسسات

| الوطن

تتواصل مساعي «الائتلاف» المعارض وميليشياته متسلحين بدعم تركيا لتشكيل كيانات قريبة إلى مؤسسات الحكومات لتقديم نفسه كجهة مقابلة للحكومة السورية، وذلك استباقا لأي حل للازمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من ست سنوات جراء الحرب التي تشن عليها.
ومنذ فترة بعيدة شكل الائتلاف ما يسمى «حكومة مؤقتة»، ويحاول توحيد الميليشيات تحت مسمى «جيش وطني» منذ أيلول الماضي، حيث تولى رئيس «المؤقتة» نفسه ما سمي «وزارة الدفاع» فيها، وتشكلت «هيئة أركان» له يقودها عدد من الضباط الفارين من الجيش العربي السوري، إضافة إلى تسليم ميليشيا «الجبهة الشامية» لـ«المؤقتة» إدارة معبر باب السلامة على الحدود مع تركيا.
ونقلت مواقع معارضة أمس عن ما يسمى نائب «رئيس الأركان»، العقيد هيثم العفيسي: أن كلية «عبد القادر الصالح» التي تتبع لميليشيا «الشامية» «ستستقبل في الأيام القادمة كافة الضباط والمنشقين من ميليشيا «الجيش الحر»، ليكونوا وفق زعمه «نواة «الجيش الوطني» الذي يتم العمل على تشكيله حاليًا، مشيراً إلى أن الكلية تتضمن جميع التجهيزات العسكرية، وسيتم العمل بها بشكل فوري. وقال قائد ميليشيا «فرقة السلطان مراد»، أحمد عثمان: إن الميليشيات في ريف حلب تعمل حالياً على تشكيل «جيش موحد» تحت مظلة «هيئة الأركان»، معرباً عن أمانيه في «أن يشرف هذا الجيش على جميع المعابر بإدارة موحدة».
في السياق ذاته، قال الناطق باسم «الجبهة الشامية»، براء الشامي: إن الكلية العسكرية التي تم تسليمها أنشئت من قبل «الشامية»، وذلك لضرورة التنظيم العسكري والإعداد العسكري العلمي والبدني للمقاتل، معتبراً أنها ضمت سابقاً «ضباطاً أحراراً (فارين) أكادميين قاموا بالإشراف عليها، والتدريب وإعطاء الدروس العسكرية، من تكتيك وطبوغرافيا»، مشيراً إلى أنه «تم تخريج أكثر من دفعة منها».
وأوضح، أنه «عندما أعلن تشكيل وزارة الدفاع وهيئة الأركان (من الائتلاف) كنا من أول الداعمين للفكرة والأكثر استعدادًا لإنهاء حالة الفصائلية، والانخراط بجيش وطني يضم جميع الأحرار تحت مظلة وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة».
واعتبر، أن التجاوب والدعم ترجم بتسليم الحكومة معبر باب السلامة وتسليم الكلية العسكرية بكامل عتادها وتجهيزاتها لهيئة الأركان لتكون «نواة وفاتحة خير لجمع الأحرار بجيش وطني، ونحن أول المنضمين»، على حد قوله. وتضم «الأركان» كلاً من العقيد الفار فضل اللـه الحجي رئيساً لها، والعقيد الفار هيثم العفيسي نائباً لرئيس الأركان، والعقيد الفار أحمد عثمان نائباً عن قطاع شمال حلب، والعقيد الفار عماد كوكش نائباً عن قطاع غرب وجنوب حلب، والعقيد الفار محمود عواد نائباً عن قطاع الساحل.
ورأى مراقبون أن المحاولات في الشمال تتم بتنسيق مع أنقرة التي ترغب بتوحيد وتقوية الميليشيات المسلحة لقطع أي امتداد لـ«وحدات حماية الشعب» الذراع العسكرية لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي المدرج على القوائم التركية للمنظمات الإرهابية، من التمدد إلى إدلب.
ووفقاً للمراقبين أيضاً، فإن الخطوات السابقة يرمي من ورائها «الائتلاف» أن يظهر أنه ذو رصيد سياسي وعسكري يمكنه من قيادة المعارضة التي تمر بأسوأ مراحلها بعد تخلي كثير من حلفائها عنها، كما أنها خطوة تركية باتجاه إثبات فعالية الدور التركي في سياق الحوار السوري السوري في أستانا وأن أنقرة حريصة على توحيد السوريين وحمايتهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن