سورية

مصالحة القلمون الشرقي تسير ببطء واشتراطات مسلحيها مستمرة

| الوطن

لا تزال عملية المصالحة في مدينة جيرود والقرى المحيطة بها في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق تسير بوتيرة بطيئة في ظل الاشتراطات المتواصلة التي تحاول الميليشيات المسلحة أن تطرحها على الحكومة السورية والوسيط الروسي.
ويسيطر على جيرود ميليشيات مسلحة أبرزها ميليشيا «جيش الإسلام» وشقيقتها «قوات أحمد العبدو»، فيما يطوق الجيش كامل منطقة القلمون الشرقي، بعدما سيطرت وحداته على حاجز الظاظا والسبع بيار في نيسان الماضي، ومنع تقدم الميليشيات إلى البادية وهو ما مكنه لاحقاً من فرض السيطرة على مساحات واسعة من الشريط الحدودي مع الأردن. ومطلع تموز الماضي انطلقت مفاوضات مع الميليشيات بوساطة روسية بهدف التوصل إلى مصالحة في منطقة القلمون الشرقي، توقع حينها محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، قرب الإعلان عن اتفاق مصالحة جديد في جيرود والقرى المحيطة بها. وفي تصريح لـ«الوطن» في 9 تموز الماضي، قال إبراهيم: إن المفاوضات تجري بشكل مكثف مع المسلحين الموجودين هناك وقد نشهد توقيع اتفاق للمصالحة في وقت قريب جداً.
جاء ذلك بعد سلسلة جلسات تفاوض حرص ممثلي الميليشيات في رحيبة وجيرود ومنطقة الجبل والبترا والناصرية على الغياب عن بعضها، بل نشروا إشاعات بأن الجيش سيقتحم المنطقة، رغم توافق الجانبين على «فتح حواجز مدينة الرحيبة وجيرود، كما تم الاتفاق على تهدئة الوضع وإنهاء مظاهر التوتر بشكل تدريجي وسريع واستئناف التفاوض من جديد، وتشكيل لجنة للتفاوض تشمل المنطقة بالكامل وليس جيرود فقط. ومن أبرز الملفات التي عرقلت المفاوضات حينها كان الجهة التي ستسيطر على خط الغاز في جيرود لما له من أهمية في تغذية الكهرباء لدمشق وريفها والمنطقة الجنوبية بأكملها حيث كان الجيش يشترط السيطرة على هذا الخط وتسيير دوريات عليه، فيما رفض المسلحون هذا الطرح.
ويوم أمس عمدت الميليشيات على إعادة بث الإشاعات لخلق بلبلة بين الجيش والأهالي، فادعت أن البنود التي تم الاتفاق عليها «لم ينفذ أي منها»، وفقاً لمصادر مقربة من المعارضة هناك تحدثت لـ«الوطن». وذكرت المصادر أن الميليشيات أخبرت اللجنة المفاوضة من قبل الميليشيات بعدم التوجه للاجتماع القادم قبل تنفيذ الاتفاقات السابقة، زاعمة أنه «لم يتم إبداء أي بادرة من قبل الطرف الآخر تجاه الحل سوى الإصرار على عقد اجتماع دمشق الذي يطمح ليكون اجتماع مصالحة وتسوية يريدها لا اجتماع تفاهم لتنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه بجنيف سابقا ووقع في اللواء 81 أيضاً». وذكرت المصادر، أن لجنة المفاوضات عن تلك المنطقة «أبلغت الروس بقرارهم عدم الذهاب لاجتماع دمشق لكن الروس ردوا بالدعوة لاجتماع غير رسمي في المحطة الحرارية يوم السبت المقبل».
وكان العرض الحكومي السابق للميليشيات يتضمن «إعادة تفعيل المؤسسات الحكومية التابعة للدولة، وتأمين ظروف معيشية مناسبة لأهالي المدينة، مقابل إنهاء المظاهر المسلحة فيها وحصرها في منطقة الجبل». وكان محافظ ريف دمشق، أكد في تصريحه السابق أن اتفاق جيرود يشمل المدينة وجميع القرى المحيطة بها، وأضاف: من يرغب من المسلحين بتسوية وضعه فأهلاً وسهلاً به أما الرافضون فسيتم ترحيلهم إلى إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن