رياضة

وفاء على هامش المونديال

| مالك حمود

الحديث عن منتخب الوطن وأحلامه المونديالية كانت الهاجس الأول لشارعنا الرياضي، وهذه حالة طبيعية بعد ما كان الحلم قريباً، وحالة الفرح التي زرعها فرسان المنتخب في قلوب أبناء الوطن فجرت براكين المحبة والحماس والتفاعل بشكل لم تشهده رياضتنا من قبل، ما يعكس أهمية الرياضة ودورها الكبير والفاعل في المجتمع والوطن، وطن المحبة والعطاء، وطن الترابط والوفاء.
وعطاء لاعبي المنتخب في الميدان يقابل بالوفاء من جمهور الكرة السورية العاشق والحالم برؤية الكرة السورية في المحافل الكبرى.
الوفاء مازال موجودا في مجتمعنا ورياضتنا، ووسط صخب الكلام عن المنتخب والطموحات والآمال تستوقفني لمسة وفاء في رياضتنا ربما مرت بهدوء من دون أن يكترث بها الكثيرون، لكنها كبيرة جداً بمعناها ومغزاها وعمقها.
فعند ما يقيم نادي الطليعة مهرجاناً للبراعم بكرة السلة تحية للمربي السلوي عبد الكريم فاخوري واحتفالا بشفائه من الجراحة القلبية التي أجراها مؤخرا، فإن ذلك يبدو من أهم أهداف العمل الرياضي النبيل.
هي مبادرة بسيطة بإعدادها وإخراجها، لكنها عظيمة بمضمونها الذي يحمل الوفاء من أحد أندية مدينة أبي الفداء لإنسان أعطى الكثير الكثير لكرة السلة السورية بدءاً من ناديه الأم الطليعة.. وانتقالا إلى أندية حماة بشكل عام ولاسيما أنه كان عضواً في اللجنة التنفيذية بحماة، أو للسلة السورية من خلال حضوره في العديد من مفاصلها سواء كحكم دولي، أم كإداري لمنتخب سورية لسنوات طويلة، أو كعضو في اتحاد كرة السلة، أو كرئيس للجنة العليا للحكام في سورية، أو كممثل للسلة السورية في اتحاد غرب آسيا، وغيرها وغيرها من المهام السلوية التي شغلها (أبو مصباح).
تحية لنادي الطليعة على هذه المبادرة الطيبة التي تدل على أصالة إدارته ونبلها والعمل بروح الوفاء لأصحاب العطاء.
وهنيئا للسيد عبد الكريم على هذه المحبة التي زرعها في قلوب أسرة السلة الطلعاوية أولا، والسورية ثانياً.
وبانتظار مبادرات كهذه من سائر مؤسساتنا الرياضية، فكم من رياضي له اسمه وتاريخه لم يجد من يقف معه في حالة المرض والألم…

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن