كرة الطليعة طموحات واسعة وواقع رمادي

| عمار شربعي

قد تجبرنا الأحداث وتفاصيل يوميات كرة الطليعة على القول إن خيّاط ثوب الفريق للموسم الجديد لم يكن موفقاً، فقد أجبر الجميع على ارتداء الثوب الكبير فلم تكن مقاساته مناسبة لحجم اللاعبين وإن كان معظمهم يطالبون بالدفعة الأولى من مقدّمات عقودهم فهذا حقّهم طبعاً ولكن إشارات استفهام كثيرة وعلامات تعجب كبيرة تلوح في الأفق حول الآلية التي اتّبعتها الإدارة في تجديد واستقدام بعض اللاعبين وبمبالغ كبيرة قياساً إلى مستواهم الفنّي مع تقديرنا للجميع.

الإدارة أطلقت الوعود
لا يختلف اثنان في الشّارع الطلعاوي على أن عمر الصغير رئيس النادي وفضل النايف وفادي الحلبي قدّموا مبالغ كبيرة في الموسم الفائت وتنتظر جماهير الطليعة منهم مواصلة الدعم المادي لتسيير أمور فريق الكرة في المواسم الجديد وبالفعل وكعادتها قبل كل موسم دعت إدارة النادي عناصر الفريق وأعضاء الكادر الفني والإداري إلى اجتماع خاص مساء الخميس واستمعت إلى مقترحات وملاحظات اللاعبين فرداً تلو الآخر ووعدت بحل جميع المشاكل العالقة ولاسيما فيما يتعلق بالجانب المادي وقد أكد عمر الصغير أن الدفعة الأولى من مقدّمات العقود ستسددها الإدارة قبل انطلاق الدوري يوم الجمعة القادم ويذكر أن إدارة النادي سددت الموسم الماضي أكثر من نصف مقدمات العقود قبل الانطلاق في بادرة جيدة لكنّها حملت معها الكثير من السلبيات من جانب اللاعبين، وباختصار شديد تسديد مستحقات اللاعبين قبل بداية الدوري يحتاج إلى أموال كبيرة لأن قلة اللاعبين في الدوري وعزوف المميزين للاحتراف الخارجي أدى إلى ارتفاع قيمة العقود بشكل عام حيث اضطر أصحاب القرار الطلعاوي للزيادة للاعبين القدامى والجدد مع العلم أن المستوى الفني للفريق حتى الآن غير ثابت.

ليس بالإمكان أفضل مما كان
على الرغم من حملة الانتقادات الواسعة التي طالت مدرب الفريق العلي بعد الأداء المتواضع أمام الكرامة بدورة الانتصار ومطالبة البعض بإقالة المدرب إلا أن الكابتن محمد جودت استوعب جماهير النادي ولم يلتفت لأحد وتابع عمله وواصل بمباريات أخرى فتعادل مرتين أمام حطين والفتوة وغادر دورة الانتصار وفاز فريقه على مصفاة بانياس بهدف وحيد ويبدو أن اللقاء الأخير ثبّت قناعات المتابعين بأن الفريق قد لا يلبي الطموح في مباريات الدوري وبالتالي قد يتجه إلى المراوحة بين فرق الوسط في أحسن الأحوال وهذا ما أكده مدرب الفريق محمد جودت بقوله: طلبت من إدارة النادي قائمة بأسماء بعض اللاعبين المميزين لاستقدام أربعة لتدعيم الفريق إلا أن محاولات الإدارة تعثرت، وبالتالي اتجهنا للتوقيع للاعبين قد لا يشكلون الإضافة الحقيقية كما كنا نطمح وأعتقد أن الفريق قد لا ينافس على مراكز متقدمة كما يتوقع أو يطالب البعض فالمنافسة بحاجة لمعطيات ومقومات لم تستطع الإدارة توفيرها، ولكن كي لا نتهم بالتشاؤم نقول: الفريق بعناصره الحالية أفضل من فريق الموسم الماضي، وصحيح أننا افتقدنا خدمات المدافع عبد اللـه الشامي لكننا عوضنا بأكثر من لاعب جيد أمثال الخالد والتتان والخطاب وأبوعمشة الذي سيشارك في ثاني لقاء للفريق لأسباب خاصة.

لنا كلمة
وسط هذه الأجواء ومجموعة المنغصات مادية كانت أم فنية هل يحلق الفريق بأجنحة الأمل من خلال الاستعداد المثالي والتحضير النفسي الذي يفرضه المدرب محمد جودت ومساعده مصعب محمد على فريق جل عناصره تقريباً من أبناء النادي؟ هذه التساؤلات ستظهر إجاباتها عند أول امتحان للفريق في الدوري والعبرة دائماً بالخواتيم.