رياضة

لا جديد في مؤتمرات أنديتنا .. تقليد سنوي ممل فهل من سبيل لتغييره؟

| مهند الحسني

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة الحدث الرياضي المهم جداً، ورجاء ضعوا كلمة جداً بين معترضتين وخمسين فاصلة وأربعين إشارة تعجب، لما يحمله هذا الحدث من أهمية كبيرة لتطوير رياضتنا الوطنية بشكل عام، هذا الحدث سيدخل رياضتنا في البرنامج الشهير أمور لا تصدق، ليس لشهرته ولا لجدية أفكاره، وإنما للسذاجة التي يحملها بين طياته، لن نطيل عليكم كثيراً وسنميط اللثام عن هوية هذا الحدث الفريد الذي ستكون خلاله رياضتنا في قمة بهائها وكأنها عروس في ليلة زفافها، إنها أيها السادة المؤتمرات السنوية لأنديتنا الرياضية، هذه المؤتمرات التي لا تلبث أن تحمل بين سطورها الكثير من الأفكار الجديدة والمتجددة لأنديتنا، فكم من ناد فقير ومهمل حولته هذه المؤتمرات عبر طروحاتها ومعالجتها لهموم وشجون الأندية إلى ناد يحسب له ألف حساب على الصعد كافة، حتى بتنا نظن أن جميع مشكلات رياضتنا باتت سهلة الحل عبر هذه المؤتمرات، وكم من لعبة متراجعة وغائبة جعلتها هذه المؤتمرات في عليين، وكم وكم إلى ما شاء الله، والشيء الذي يدعو للضحك والبكاء في آن واحد، هو أن المسؤولين الرياضيين الذين يتابعون هذه المؤتمرات هم أنفسهم غير مقتنعين فيها ولا بجدواها، ورغم ذلك يحضرونها ويتابعونها ويصفقون فيها ويوزعون الابتسامات ويتناولون الحلوى والعصائر.

حقائق
باتت المؤتمرات السنوية التي تبرمها أنديتنا بكل صراحة كالمعلبات المستهلكة والمنتهية صلاحيتها، وأصبحت تكريساً سنوياً مملاً وثقيلاً تمجه النفوس لكونها لا تحمل في مضمونها أي شيء يمكنه أن يطور ويفيد رياضتنا سوى البروظة والبرستيج وصرف الأموال في غير مكانها، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هذه المؤتمرات لم تؤت ثمارها، ولن تحقق غاياتها.
وأهم ما يميز هذه المؤتمرات أنها تنشر وتستعرض ما يحلو لها من دون رقابة، وكأنها تخرج الزير من البير، فالأحاديث فيها وخلالها لا تخرج عن إطارها الإيجابي، وكأن أنديتنا في برجها العاجي، وإمكاناتها المادية عال العال، واستثماراتها عشرة على عشرة، واستقرارها الفني لا مثيل له، وألعابها لا تترجل عن منصات التتويج، أما الحديث عن السلبيات في هذه المؤتمرات، فهو من الكبائر ولا يجوز الإفصاح عنه، وهو مغيب في قاموس أنديتنا لكونه لا يتناسب مع المرحلة الحالية، أما متابعة ومراقبة القيادات الرياضية لهذه المؤتمرات فهو يشبه الضحك على اللحى.
أسئلة بلا إجابات
ولو سألنا أنفسنا لماذا تعقد أنديتنا مؤتمراتها السنوية، وما الجديد فيها، وهل عقدها بهذه الطريقة فيه استفادة وفائدة لأنديتنا، وهل أضحت هذه المؤتمرات روتيناً ثابتاً نراه كل عام، وهل القيادة الرياضية راضية ومقتنعة بهذه المؤتمرات، التي تضع الأندية تحت أعباء المالية هي أولى بصرفها على ألعابها المتراجعة، أليس من المفروض أن نكون فاعلين ومساهمين لتطوير مفاصل وأمراض رياضتنا بدلاً من الدخول في مؤتمرات كلامية واستعراضية لا يمكن أن تأتي بجديد، ألم يعلم المكتب التنفيذي كم نادياً حالياً ستضيع لديه كرة السلة بسبب الضائقة المالية؟ وهل يعلم أن القاعدة التحكيمية في اتحاد السلة باتت تقرع في جنباتها أجراس الخطر لعدم رفدها بحكام شباب بسبب ضعف أجور الحكام؟ أليس من المفروض أن نبحث عن حلول لهذه المشكلات بدلاً من عقد هذه المؤتمرات التي لا نجني منها سوى مضيعة للوقت والأموال؟
هل؟
هل سيأخذ المكتب التنفيذي كلامنا هذا على مجمل الجد، ويعمل على تقليص هذه المؤتمرات قدر الإمكان، أو حتى العمل على إلغائها من قاموسه لأن هناك أشياء أثمن وأفضل في رياضتنا هي بحاجة إلى كثير من الرعاية والاهتمام من القيادة الرياضية، وفي حال لم يكترث المكتب التنفيذي لما أشرنا إليه فسوف يثبت لنا بالدليل القاطع أن هذه المؤتمرات تعد فصلاً مهماً في مسيرة مدعي الفهم والراغبين في استعراض قدراتهم الخطابية أمام قياداتهم، ولن يشكل المؤتمر سوى فرصة ذهبية للدفع بالمتزلفين والمتسلقين، لكنه بكل تأكيد لا يعني لرياضتنا شيئاً يذكر باستثناء ما يمكن إهداره على علب المحارم الورقية، وكؤوس الشاي المحلى بمرار مصائب رياضتنا، وإذا كان الإنسان ابن بيئته الاجتماعية، فإن مؤتمراتنا هي لَقيط رياضتنا مجهولة الهوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن