عربي ودولي

ترامب يلوح بإمكان إلغاء الاتفاق النووي مع إيران والاتحاد الأوروبي يجهد لإنقاذه

استكمالاً لما بدأه من سياسات رعناء تجاه إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أن هناك «احتمالاً فعلياً» لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران بعد ثلاثة أيام من رفضه الإقرار بامتثال طهران لالتزاماتها.
وقال ترامب من البيت الأبيض: «يمكن أن يكون هناك إلغاء كلي للاتفاق، إنه احتمال فعلي»، مضيفاً: إن المرحلة الجديدة يمكن أن تكون «إيجابية جداً».
في هذه الأثناء قرر الاتحاد الأوروبي الذي يريد إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بأي ثمن، أن يوفد وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني إلى واشنطن في مطلع تشرين الثاني للدفاع عن هذه التسوية التي تعتبر «أساسية لأمن المنطقة».
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد متحدثة باسم الدول الأعضاء الـ28 أمس في لوكمسبورغ أن الاتفاق «يطبق بنجاح» معتبرة أنه «يضمن بأن البرنامج النووي الإيراني يبقى محض سلمي»، وأكدت أن «الاتفاق ضروري من أجل أمن المنطقة».
كما أشارت إلى أن الانسحاب من الاتفاق سيجعل فتح حوار أو وساطة مع كوريا الديمقراطية «أكثر صعوبة». إلى ذلك دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى عدم الخروج من الاتفاق النووي مع إيران معرباً عن أمله في أن يبقى الاتحاد الأوروبي في إطار هذا الاتفاق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماكرون قوله في لقاء تلفزيوني «يجب النظر إلى بيونغ يانغ، لقد قطعنا كل المفاوضات معها وما هي النتيجة؟ نستيقظ بعد بضع سنوات لنجد أن كوريا على وشك الحصول على سلاح نووي».
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه اقترح على ترامب مواصلة الحوار مع طهران.
من جهته جدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جانسون خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعم بلاده للاتفاق النووي.
وذكر القسم الإعلامي في وزارة الخارجية الإيرانية أن جونسون دعا خلال الاتصال كل أطراف الاتفاق النووي إلى الالتزام به مجدداً موقف بلاده الداعم له.
بدوره دعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف واشنطن إلى عدم المساس بالاتفاق النووي مع إيران لأن طهران ملتزمة بتنفيذ بنوده.
ونقلت وكالة «تاس» عن ريابكوف قوله «يوجد مثل شعبي أميركي غالباً ما يتداوله زملاؤنا في الضفة الأخرى من المحيط في مثل هذه الحالة اتفاق إيران النووي.. لا داعي لتصليح أداة تعمل.. هذا بالضبط ما نود إرساله في الوقت الراهن لزملائنا في الولايات المتحدة».
وفي طهران أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن بلاده ستعيد النظر في الاتفاق النووي إن لم تستفد منه.
وقال لاريجاني خلال لقائه أمس الأمين العام للمعاهدة الدولية للحظر الشامل للتجارب النووية لاسينا زربو على هامش اجتماعات اتحاد البرلمانات الدولي المنعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية إن: «إيران عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت ثماني مرات التزام طهران بالاتفاق النووي».
وأوضح لاريجاني أن إيران قبلت التعهدات ضمن الاتفاق النووي وتحملت أثماناً باهظة وإذا لم نستفد من هذا الاتفاق فمن المؤكد أننا سنعيد النظر فيه.
من جانبه نوه زربو بالمواقف الإيجابية والبناءة لإيران إزاء الالتزام بالاتفاق النووي مشيراً إلى أنه هو أهم اتفاق دولي أبرم في هذا المجال خلال الأعوام العشرة الماضية.
بدوره قال رئيس اللجنة النووية في مجلس الشورى مجتبى ذو النور إن بلاده لن تسمح لأي بلد بإعادة النظر في الاتفاق النووي حيث لم يعط الإذن لأميركا في أي فقرة من فقراته أن تعيد النظر في مضمونه.
وأشار ذو النور في تصريح له إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت في تقارير مختلفة لها بالتزام إيران بالاتفاق مؤكداً أن الوكالة هي المرجع الوحيد الناظر والمشرف عليه ولا يمكن لأي بلد أن يغير مضمونه.
وفي سياق متصل ندد قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين اشتري بموقف الرئيس الأميركي المناهض لإيران والحرس الثوري في خطابه الأخير وعده ناجماً عن عقليته الضئيلة وجهله بشؤون العالم.
وقال اشتري في كلمة له في طهران: «إن على ترامب أن يدرك أن التضامن والقوة التي تتسم بها القوات المسلحة الإيرانية وكذلك وعي الشعب عززت الأمن في البلاد» لافتاً إلى أن إيران تعمل على إرساء الأمن والاستقرار في دول المنطقة مثل سورية والعراق.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن