عربي ودولي

بغداد تسيطر على مبنى محافظة كركوك وتفرض الأمن في مطارها ومنشآتها النفطية والأمنية … العبادي يدعو للتعاون مع البيشمركة.. والأخيرة: إعلان صريح للحرب

سيطرت قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية العراقية على مبنى محافظة كركوك الواقع وسط المدينة بعدما انسحبت قوات البيشمركة المسؤولة عن حمايته، كما أعلنت القوات العراقية المشتركة سيطرتها على مطار كركوك ومنشآت نفطية وأمنية وطرق وناحيتين واقعتين في الضواحي الجنوبية الغربية للمدينة التي تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية.
ودخل قائد الشرطة الاتحادية مبنى المحافظة «وسط احتفالات واسعة للأهالي»، حسبما أفاد بيان رسمي.
ونشر ناشطون صورا لضباط جهاز مكافحة الإرهاب وأحدهم يجلس على كرسي المحافظ نجم الدين كريم الذي اختفى أثره بعد وصول القوات العراقية.
وذكر الإعلام الحربي أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية استكملت انتشارها في قاعدة «كي وان» في كركوك بشكل كامل، وأكد مسؤولون نفطيون عراقيون أن القوات العراقية سيطرت على مقر شركة نفط الشمال في شمال غرب كركوك.
وسيطرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي على حقلي ليلان وبابا كركر بالكامل، حيث سيطرت القوات الاتحادية على كامل ناحية ليلان شمال مركز كركوك.
وأشارت وسائل إعلامية كردية من جهتها إلى أن قوات البيشمركة تخلّت عن بعض المواقع جنوب كركوك، ونقلت «رويترز» عن مسؤول بوزارة النفط العراقية قولها إن الزعماء الكرد وافقوا على تجنب القتال في منشآت النفط والغاز في كركوك، وفي هذا السياق قال قائد بالجيش العراقي إن الكرد وافقوا على تسليم جميع منشآت نفط الشمال وغاز الشمال للقوات العراقية.
وبثت وسائل إعلام كردية صوراً لانتشار تعزيزات من قوات البيشمركة في مناطق بمحافظة كركوك.
من جهته دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم في منشور له على فيسبوك إلى التهدئة والحوار وقال إن «كركوك عراقية ولا يجوز التنازع عليها من قبل العراقيين» مضيفاً «الصراع السياسي هو من أوصلنا إلى هذه المرحلة». ومن جانبه أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس برفع العلم العراقي في المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك، مصدراً بياناً أكد فيه الحرص على سلامة العراقيين في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص، وقال «لم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة التي نريدها أن تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين بمختلف أطيافهم». ودعا العبادي جميع المواطنين إلى التعاون مع القوات المسلحة التي تقوم بـ«حماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها».
كما دعا قوات البيشمركة إلى أداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءاً من القوات العراقية المسلحة.
ومن جانبها أصدرت القيادة العامة لقوات البيشمركة بياناً موجهاً لمواطني إقليم كردستان، معتبرة عملية إعادة انتشار القوات الاتحادية في كركوك هجوماً على المحافظة وإعلاناً للحرب على مواطني كردستان.
وأضافت القيادة العامة، في بيان لها أمس، إن إشعال فتيل الحرب ضد شعب كردستان تتحمله حكومة العبادي، مبينة أن هذا الهجوم من قبل الحكومة العراقية والحشد الشعبي، انتقام من شعب كردستان الذي طالب بالحرية، وانتقام من أهالي كركوك الأحرار الذين أبدوا موقفا شجاعا.
وأفاد البيان بأن المسؤولين في الاتحاد الوطني الكردستاني الذين تعاونوا في هذه المؤامرة ارتكبوا خيانة تاريخية ضد كردستان، لافتاً إلى أن هؤلاء المسؤولين أخلوا بعض المواقع الحساسة لقوات الحشد الشعبي من دون مواجهة وتركوا نائب رئيس الإقليم والنائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، لوحده.
وتابعت القيادة العامة، في بيانها قائلة إننا «نبلغ جميع الأطراف بأن هذا الاعتداء من قبل الحشد الشعبي والقوات العراقية ينفذ بأسلحة التحالف الدولي ومدرعات أبرامز الأميركية والأسلحة الأخرى للتحالف والأسلحة الأميركية التي يزود بها الجيش العراقي والحشد الشعبي تحت اسم الحرب على «داعش»، في حين لم تمنح البيشمركة الأسلحة الكافية في الحرب ضد «داعش» لمواجهة الإرهاب».
إلى ذلك دعا رئيس لجنة الدفاع البرلمانية العراقية حاكم الزاملي واشنطن لعدم التدخل بالشأن الداخلي العراقي لأن أجندتها بتقسيم البلاد انتهت، وجاء تصريح الزاملي بعد دعوة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) القوات العراقية والكردية إلى تجنب القيام بأعمال تصعيدية جديدة. وأكد البنتاغون أنه يعارض التحركات المزعزعة للاستقرار والتي تشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش. كما أكد البنتاغون أن الولايات المتحدة ما زالت تدعم العراق الموحد وترى أن الحوار هو أفضل خيار لنزع فتيل التوترات.
ومن جانبه أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي أمس أن الاشتباكات بين القوات العراقية والكردية في مدينة كركوك ناجمة عن «سوء فهم»، داعيا الجانبين إلى تجنب العنف. في حين أعلنت تركيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من كردستان العراق.
وبدوره عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن الأمل في اتفاق عاجل لتعايش سائر أهل العراق في دولة واحدة، معتبراً الصدام يتناقض مع مصالح أبناء الشعب العراقي بأسره بمن فيهم الأكراد.
(الميادين- رويترز- روسيا اليوم- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن