رياضة

نهاية رجل شجاع في سلة الجلاء والجوخه جي قادماً

| مهند الحسني

توسمنا خيراً بالإدارة الجديدة التي تولت إدارة نادي الجلاء، لكن توسمنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع مرير وصعب لا يدعو للتفاؤل، فالإدارة التي سعت منذ توليها لمهامها إلى تذليل كل الصعاب والمشكلات التي كانت تعترض اللعبة، هي نفسها الإدارة التي استغنت عن أهم كوادرها الفنية بطريقة معيبة، وبعيدة عن شيء اسمه احتراف حقيقي.
ما سنذكره ليس سراً نريد إفشاءه، ولا هو حادثة مغالى فيها، وإنما هو حقيقة ملموسة جرت فصولها في نادي الجلاء، فبعد الجهود المضنية التي قدمها المدرب الشاب جورج شكر لسلة الجلاء، وتوليه قيادة الفريق في أصعب الظروف، حاول بكل ما لديه من إمكانات بناء جيل سلوي واعد للمستقبل يعيد لسلة الزرقاء الأمجاد، كانت مكافأته إبعاده عن أسوار النادي، فالمدرب تولى الموسم الماضي تدريب فريقي السيدات والرجال بعدما عجزت الإدارة عن إيجاد مدرب بديل، وهما مهمتان لا يمكن أن يقودهما سوى من عرف قيمة ومحبة النادي والانتماء له، وتمكن قياساً على الظروف الصعبة التي كانت آنذاك يمر بها الشهباء، من وضع الفريقين على السكة الصحيحة، وحقق معهما نتائج جيدة، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدور الثمانية الكبار في دوري الرجال لكن خبرة لاعبي الفريق الشباب لم تسفعه، ورغم افتقار النادي لأهم كوادره الموسم الماضي أبى المدرب شكر ترك النادي، والالتفات لمستقبله الاحترافي كمدرب بعد تلقيه الكثير من العروض، ورضي بأقل الرواتب قياساً على ما يقدم لباقي المدربين ممن لا يوازونه خبرة وعراقة، تقديراً منه لأوضاع ناديه المالية، وبعد كل هذه التضحيات يتم الاستغناء عنه بطريقة لا تنم إلا عن بدائية العمل الاحترافي، حيث أكدت الإدارة بهذا التصرف أن هناك أشياء مبيتة لجهود مدرب عمل واجتهد وأخلص لناديه.
خراب

بصراحة هناك من يريد خراب سلة الجلاء، وهناك أشخاص يتضايقون من رائحة النجاح والتفوق، والسؤال لماذا يدفع المخلصون ثمن إخلاصه؟!
يبدو أن المؤشرات الإيجابية قد رافقت قدوم الإدارة الحالية لنادي الجلاء، واستبشار الأجهزة الفنية والإدارية من لاعبين ومدربين بطي صفحة الماضي، إلا أن بعض هذه المؤشرات قد بدأت بالانحسار، وبدأت المشكلات المفتعلة تعصف بأجواء الفريق، وتعكر أجواءه ضاربة «الإدارة» عرض الحائط بأقوالها وشعاراتها بدعم الفريق.

استقالة وتكليف
ضاق المدرب المذكور ذرعاً من تجاهل الإدارة لأبسط متطلبات الفريق، حيث أكدت الإدارة منذ ثلاثة أشهر نيتها في فتح باب التعاقدات، لكنها لم تنجح سوى في التعاقد مع لاعب الكرامة محمد زيدان على الرغم من مطالبة الجهاز الفني بالتعاقد مع أفضل اللاعبين لتدعيم صفوفه، والظهور بمستوى جيد الدوري المقبل يوازي طموح الإدارة، لكن جميع طلبات المدرب وضعت في غياهب النسيان، الأمر الذي ترك الكثير من الاستياء لديه ما دفعه إلى تقديم استقالته الشفهية أمام رئيس النادي انطون عتة الذي سارع إلى حل الخلاف بين المدرب وباقي أعضاء الإدارة، وطلب من المدرب تقديم طلباته الجديدة لدعم الفريق في المرحلة المقبلة، ووافق المدرب على طي صفحة المشكلات وفتح صفحة جديدة، لكن الموازين انقلبت رأساً على عقب عندما فوجئ المدرب بعد يومين من هذا الحديث بعقد الإدارة اجتماعاً طارئاً وفتح قناة اتصال مع مدرب سلة نادي الاتحاد السابق علاء جوخه جي لتولي قيادة الفريق.

حقيقة
لم يكن أشد المتشائمين بإدارة نادي الجلاء يتوقع لها هذه البداية المتعثرة تحضيراً للموسم القادم، حيث سجلت سابقة خطيرة لا مثيل لها لتدخل التاريخ من بابه العريض لاجتهاداتها وفتواها، وأثبتت بالدليل القاطع أنها تكيل بمكيالين، وبأنها لا تقف على مسافة واحدة من جميع كوادرها، فمن المعروف أن أبناء الست هم المدللون الذين يحظون بالمنافع، أما أبناء الجارية فهم من الدرجة الثانية فتمنع عنهم الكثير من الإعانات، وإذا اعتبرنا إدارة النادي بمنزلة الأب لكوادرها، فيبدو أنها تعامل بعض هذه الكوادر معاملة خمسة نجوم وأمرها مجاب، أما المجتهد والمحب والمخلص لناديه، فيبدو أنه بات عملة نادرة في زمن إدارات كهذه لا تعير أدنى درجات الاهتمام لمدربيها المحليين، فبدلاً من الإسراع لتأمين كل ما يلزم الفريق وجهازه الفني من مستلزمات تحضيرية، وتجديد الثقة لمدرب أخلص لناديه في أصعب الأوقات الحرجة، ذهبت إلى تعكير أجواء اللعبة، وقد تساهم بإيصال الفريق لطريق مسدود لا مفر منه.

خلاصة
لن نجلد أحداً بعبارات التشاؤم وسطور التنظير، وكل ما في الأمر أننا نحاول تهيئة النفوس لتقبل انتكاسة جديدة لسلة الجلاء ستكون مؤلمة ومريرة في الدوري المقبل، إذا بقيت الإدارة على هذه الدرجة من الاستخفاف بأمور كوادرها وتأمين مستلزماتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن