سورية

زخم في جهود روسيا للوصول إلى حل سياسي

| الوطن

مع التطورات المتسارعة التي يشهدها ملف إنهاء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في سورية، يتزايد الحديث عن زخم في الجهود الروسية الرامية إلى إيجاد حل سياسي في البلاد، وسط مؤشرات على بقاء مباحثات جنيف في حالة مراوحة في المكان بسبب الخلافات القائمة بين منصات «المعارضات».
الأيام القليلة الماضية شهدت تقدماً كبيراً للجيش العربي السوري وحلفائه في عروس الفرات، أبرزه السيطرة على مدينة الميادين ومواصلته التقدم باتجاه البوكمال على الحدود مع العراق والتي تعتبر آخر معاقل داعش في سورية.
ومع الفصول الأخيرة التي يشهدها ملف تنظيم داعش في سورية، برز إلى الواجهة استحقاق اجتماع أستانا المقبل، حيث نقلت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» عن وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف قوله: إن الدول الضامنة تواصل مشاوراتها النشطة حول جدول الأعمال والتواريخ الدقيقة للجولة القادمة من محادثات أستانا كما أنها وعدت بتحديد الموعد النهائي للجولة والذي كان مقررا في أواخر الشهر الجاري في وقت قريب»، علماً الجولة السادسة من هذا المسار كانت عقدت في العاصمة الكازاخية منتصف أيلول الماضي. اجتماعات أستانا التي تعتبر جزء من خطة تقودها موسكو للتوصل إلى حل ينهي الأزمة في البلاد، أثمرت حتى الآن عن توقيع الدول الضامنة على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء أربع «مناطق تخفيف توتر» في جنوب غرب البلاد، غوطة دمشق الشرقية، ريف حمص الشمالي وإدلب.
وبعد غياب إعلامي ملحوظ عنه وعن مسار جنيف، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك»، أنه سيلتقي اليوم في موسكو بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وبين أن اللقاءات ستتناول موضوع «استئناف العملية التفاوضية في جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254»، في حين أعلن مصدر في الخارجية الروسية، أن المفاوضات السورية في جنيف قد تبدأ في تشرين الثاني المقبل، موضحاً أن «كل شيء يعتمد على من سيمثل المعارضة في هذا الاجتماع، بيد أن الوفد لم يحدد بعد».
يترافق ذلك مع خلافات خيمت على اجتماعات «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي اختتمت أمس، بسبب الترتيبات المتعلقة بمؤتمر «الرياض2» المتوقع عقده خلال الشهر الجاري والذي جرى تأجيله أكثر من مرة بسبب خلافات بين منصات الرياض وموسكو والقاهرة حول تشكيل وفد واحد للمعارضات للذهاب إلى مباحثات جنيف القادمة، وفق ما ذكرت مصادر معارضة.
وفقدت المعارضات تأثيرها بسبب تفرقها إلى تيارات وهيئات مرتبطة بشكل أو بآخر بجهات إقليمية ودولية اتخذت من سورية مسرح صراع مصالح، دفع ثمنه السوريون.
وبرزت في الأيام القليلة الماضية تقارير صحفية تحدثت عن عزم روسيا عقد مؤتمر حوار للأطراف السورية في قاعدة حميميم تمهيداً لمؤتمر حوار شامل يعقد في دمشق.
ورأى مراقبون، في اتصالات مع «الوطن»، أن مسار جنيف بات في حكم «الميت» مع استمرار الخلاف بين «المعارضات»، خصوصاً أن دي ميستورا يربط عقد الجولة القادمة من هذا المسار بتشكيل المعارضات وفد واحد لمقابلة الوفد الحكومي السوري في المفاوضات.
وبحسب هؤلاء، فانه وإذا ما صحت الأنباء عن عزم موسكو عقد مؤتمر حوار شامل، فإن فرص نجاح هذا الأمر أكبر بكثير من مسار جنيف الذي مضى عليه سنوات من دون تحقيق أي تقدم يذكر، خصوصاً وأن موسكو نجحت من خلال مسار أستانا بتضييق رقع القتال وحصره باتجاه التنظيمات الإرهابية والميليشيات الرافضة للمصالحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن