عربي ودولي

كارتر في السعودية لطمأنة حلفاء بلاده…كيري يؤكد استحالة قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية بعد الاتفاق وعراقجي ينفي أي تطبيع للعلاقات مع واشنطن

بينما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن البيت الأبيض سيقنع الكونغرس أن الاتفاق النووي مع إيران جيد لأمن الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأنه سيمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى السعودية في محطته الثالثة لطمأنة شركاء بلاده حول مخاوفهم من الاتفاق النووي الإيراني، ليؤكد في الوقت ذاته مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن توقيع الاتفاق لا يعني تطبيع العلاقات بين طهران وواشنطن.
وقال عراقجي في تصريح للصحفيين: إن «ما يقال حول نيتهم (مجلس الأمن) تقديم قرار آخر (لتمديد الفترة) هو مجرد طلب أعلن عنه، وهو برأينا لا معنى له ويفتقد للموضوعية».
واعتبر عراقجي بعض التصريحات المطروحة من الطرف الآخر بأنها بمنزلة «إعلان تحد واستعراض عضلات بعد المفاوضات».
وقال: «باعتقادنا أن الاتفاق الحاصل هو لفترة محددة وينبغي على الأطراف المختلفة الالتزام بهذا الأمر، وما يقال بأنهم سيقدمون بعد 10 أعوام قراراً آخر للمصادقة عليه في مجلس الأمن لا يحظى حسب رأينا بقيمة خاصة لكننا على أي حال نرصد سلوكياتهم بدقة».
وبينما يتعلق بدراسة الاتفاق في مجلس الشورى الإيراني قال: لو اتخذ المجلس قراراً بهذا الصدد، فإن ذلك يتعلق بتأييد أو رفض الاتفاق كلياً وليس بإمكان أي دولة تعديل نصوصها.
وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى «أننا لا نتوقع أبداً تغيير مواقف أميركا ما عدا في القضية النووية كما أن الطرف الآخر لا يتوقع تغيير سياساتنا كالسياسات الإقليمية».
وأضاف: إن حل المسألة النووية هي إدارة إحدى القضايا القائمة بين إيران وأميركا ولا يعني ذلك تطبيع العلاقات بين البلدين وأن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر كما كانت عليه في السابق وبالطبع فإننا لا نتوقع أيضاً تغييراً في السياسات الأميركية.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن البيت الأبيض سيقنع الكونغرس أن الاتفاق النووي مع إيران جيد لأمن الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأنه سيمنع طهران من الحصول على سلاح نووي.
وساق كيري في حوار أجرته معه صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الحجج للدفاع عن اتفاق فيينا، مشيراً إلى أنه في حال عدم إبرام اتفاق كانت العقوبات المفروضة على إيران ستنهار ما يترتب عليه حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة.
وذكر أن الاتفاق سيعطي قدرة على معرفة ما تقوم به إيران ويضعها تحت قيود كثيرة وضوابط على مستوى التخصيب وأجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم ما يجعل صناعة قنبلة نووية غير ممكن.
وجزم كيري باستحالة تصنيع إيران لقنبلة نووية، حسب قوله، في ظل 15 عاماً من القيود على تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%، وبـ 300 كيلو غرام من المواد المنشطرة المحددة لها.. قائلاً: «إيران على الرغم من التوقيع على الاتفاق النووي ستبقى معزولة بسبب دعمها للإرهاب، ودعمها لتجارة السلاح ودعمها للحوثيين ودعمها لحزب الله، وقمة كامب ديفيد التي جمعت الرئيس الأميركي بقادة دول مجلس التعاون في أيار الماضي كان هدفها التصدي لإيران».
وصرح وزير الخارجية الأميركية بأن اجتماعه المقرر في الـ3 من آب المقبل بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة سيكون هدفه الخروج بإستراتيجية لصد تحركات إيران «غير المشروعة في المنطقة»، إضافة إلى إطلاع نظرائه على جميع تفاصيل الاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ناثان تك: إن الاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي لم يبن على الثقة بل على آليات تفتيش، موضحاً أنه يعطي الحق للمفتشين الدوليين بدخول كل المنشآت النووية.
وفي السياق ذاته وصل وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس إلى جدة في زيارة للسعودية، محطته الثالثة في جولة زار خلالها الكيان الإسرائيلي والأردن بعد أسبوع على توقيع اتفاق فيينا النووي.
ويسعى كارتر إلى تهدئة مخاوف دول المنطقة من تداعيات إبرام الاتفاق النووي بين السداسية وإيران.
وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة تعتزم في الرياض بحث مسائل تدريب القوات الخاصة السعودية، والأمن المعلوماتي، والدفاع المضاد للصواريخ، وحرية الملاحة في مضيقي البحر الأحمر والخليج الإستراتيجيين، إضافة إلى التصدي لتنظيم داعش.
وأكد وزير الدفاع الأميركي في كلمة ألقاها في قاعدة عسكرية جوية في الأردن أمام عسكريين من دول الائتلاف الدولي الست التي تشن غارات ضد تنظيم داعش الالتزام بمواصلة «العمل مع إسرائيل وشركائنا الآخرين في المنطقة لمواجهة الخطر الإيراني مثلما نفعل للتصدي لتنظيم داعش».
إلى ذلك دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام نحو 12 ألف شخص من قدامى المحاربين عن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران، معتبراً أن المقاربة الدبلوماسية الحازمة بوجه إيران تتيح تجنب «الحروب المجانية».
وانتقل أوباما إلى مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا في شرق البلاد ليطلب من نحو 1.9 مليون عضو في منظمة قدامى المحاربين في الخارج إعطاء الاتفاق مع إيران فرصته بعد أن تم التوصل إليه في الرابع عشر من الشهر الحالي إثر أشهر طويلة من المفاوضات الشاقة.
وندد أوباما بالذين «يتبجحون» بكونهم ضد الاتفاق الأخير مع أن البعض منهم سبق أن قال إن الحرب في العراق لن تستغرق سوى بضعة أشهر. وتابع قائلاً: «نعرف تداعيات هذا الخيار والثمن الذي دفعناه بالدم والمال».
وقال أوباما أيضاً: «هناك طريقة أكثر ذكاء ومسؤولية للدفاع عن أمننا القومي» مؤكداً أنه لن يتراجع في حال كانت هناك حاجة لشن عمليات عسكرية، وأن «الزعامة الحقيقية» تقضي أيضاً بعدم الخوف من التفاوض.
ويستعد الرئيس الأميركي لمواجهة قاسية داخل مجلسي النواب والشيوخ للحصول على إقرار للاتفاق مع إيران خصوصاً أن الأكثرية في المجلسين هي لمصلحة الجمهوريين.
من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «نقوم بنشر وسائل عدة عبر الإنترنت نستخدمها لجلب الدعم للاتفاق الهادف لمنع إيران من تطوير سلاح نووي».
وجاء في استطلاع للرأي حول الاتفاق النووي مع إيران أجراه مركز «بيو للأبحاث» أنه من أصل 79% من الأميركيين الذين سمعوا بالاتفاق أعرب 48% منهم عن معارضتهم مقابل تأييد 38% و14% لم يعطوا أي رأي.
الميادين – روسيا اليوم – أ ف ب – رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن