ثقافة وفن

«هنا لنا 2».. إحياء أعمال أبي خليل القباني وعمر حجو وتكريم عمال حلب … دريد لحام: التراث الثقافي السوري جزء من هوية السوريين وتكمن أهميته في تنوعه وغناه

| وائل العدس- تصوير: طارق السعدوني

لم يكن حفلاً عادياً بقدر ما كان صرخة بوجه من أراد تهجيرنا وكسر إرادتنا، بل هو تمسك بأرضنا الطاهرة، شمسنا التي لم ولن تغيب، وحكاية حياة لن تنتهي، وتأكيد أن سورية الصامدة كانت ولا تزال بلد الثقافة والفن والحب والسلام.. هو حفل انتماء إلى الوطن سورية، وهو مجرد تكريم بسيط أمام الجهود التي بذلها الجنود المجهولون خلال سنوات هذه الأزمة.
هنا لنا.. الأرض لنا.. ترابها لنا.. آثارها لنا.. ماؤها لنا.. سماؤها لنا.. سورية لنا من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ولو كره الأعداء.
فعلى خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون، أقامت مبادرة «أحباب يا بلدي» عرضاً مسرحياً غنائياً راقصاً صفق له الجمهور الذي غصت به المدرجات مطولاً، وخلق ردة فعل إيجابية في روح كل من حضر يومي السبت والأحد توالياً حمل عنوان «هنا لنا 2 – نتذكر».
وجاء الحفل مشوقاً بعيداً عن الرتابة والملل، وحمل معه العديد من المفاجآت، أحيته كوكبة من نجوم التمثيل والغناء والرقص.
وأعاد الحفل الحاضرين إلى ذكريات الزمن الجميل، من خلال فنانين سوريين شقا طريقهما في الفن تاركين بصمتهما حتى أيامنا هذه.
وأكد الفنان الكبير دريد لحام في افتتاح العرض أن التراث الثقافي السوري جزء من هوية السوريين وأن أهميته تكمن في تنوعه وغناه.
رائد المسرح

وتذكر الحفل بنصفه الأول شخصية رائد المسرح والغناء في سورية والوطن العربي أبي خليل القباني من خلال الغناء والموسيقا التي تولى إعدادها وتوزيعها الموسيقار سمير كويفاتي، إضافة إلى الرقص التعبيري المتميز لفرقة جلنار التي دربها وصمم رقصاتها الفنان علي حمدان.
وقدّم الممثل علي كريّم مادة سردية على شاشة عملاقة مجسداً شخصية القباني منذ ولادته في حي باب سريجة بدمشق عام 1833، وتعلقه بالغناء والمسرح وتأسيسه لمسرح خاص قبل أن يحرق على يد المتطرفين ومنع الاحتلال العثماني من اشتغاله بالفن، ثم سفره إلى مصر وما قدمه خلال إقامته فيها من أعمال غنائية وعروض مسرحية ثم حرق مسرحه فيها على يد منافسين، وسفره إلى شيكاغو الأمريكية، وعودته لدمشق ووفاته بالطاعون عام 1903، وقد أعد المادة التاريخية عبد الفتاح قلعجي، بينما كان الأداء الجماعي للغناء لكورال سورية.
وغنى الفنان خلدون حناوي الموشح الأول للقباني الذي حمل عنوان «محبوبي» الذي يقول:
«محبوبي قصد نكدي يا عيني.. زاد بالبكا رمدي، صحت من لهيب جسدي يا عيني.. احرق الضنى كبدي، مسني السهر بت في فكر، صحت يا قمر من بلي صبر، بهواه فني جلدي يا عيني.. من عذاره الزردي، محبوبي شهر علمه يا عيني.. صارت الملاح خدمه، خالقي بسط نعمه يا عيني.. وأنا بسطت يدي، خالق الأمم مسبل النعم، صاحب الحكم جل واحتكم، فالسما بلا عمد يا عيني.. وعليه معتمدي.
وغنت الفنانة ميادة بسيليس موشح «ما احتيالي» الذي يقول:
«ما احتيالي يا رفاقي، في غزال في غزال، علم الغصن التثني يا عيني، حين مال حين مال، ذبت شوقاً وهو عنّي، مُعرِض مُعرِض، يا لا لالي أمان، لست أدري أهو بخل يا عيني، أم دلال أم دلال».
وقدمت باقي الموشحات بشكل جماعي من كورال سورية مع رقصات فرقة جلنار، ومن هذه الموشحات «يا مسعدك صبحية» الذي يقول:
«يا مسعدك صبحية.. مع طلعة الفجرية، كل الدلال بيلبقلك.. وأنا العذاب كله علي، آه يا سلام يا سلام.. آه يا سلام والله الليل ما بنام، قومي العبي بيصلحلك.. كبش الغنم لادبحلك، لصيرلك راعي واسرح لك.. وارعى الغنم بعصَية، سيدي رق لي.. بهوى الحبيب ولهان ولهان، فالهوى ما نوى.. والفؤاد حيران حيران، قومي العبي وسليني.. لجبلك الصحن الصيني.. حبك يا حلوة كاويني.. حاجة تدللي عليّ.
أما موشح «غصن نقا» الذي ألف لحنه أبو خليل القباني أيضاً، فيقول:
«يا غصن نقا مكللاً بالذهب.. افديك من الردى بأمي وأبي، إن كنتُ أسأت في هواكم أدبي.. فالعصمة لا تكون إلا لنبي، الغصن إذا رآك مقبل سجدا.. والعين إذا رأتك تخشى الرمدا، يا من بوصاله يداوي الكبدا.. ما تفعله اليوم تلقاه غدا، لو صادف نوح دمع عيني غرقا.. أو شاهد لوعتي الخليل احترقا، لو حملت الجبال ما أحمله.. صارت دكاً وخرّ موسى صعقاً، والله لقد سمعت في الأسحار.. عن جارية تدق بالأوتار، والله قد سمعت من منطقها.. من عذب عاشقاً جُزي بالنار».
أما موشح «بالذي أسكر» الذي قدم خلال الحفل أيضاً فيقول:
«بالذي أسكر من عذاب اللمى.. كل كأس تحتسيه وحبب، والذي كحل جفنيك بما.. سجد السحر لديه واقترب، والذي أجرى دموعي عن دما.. عندما أعرضت من غير سبب، ضع على صدري يمناك مما.. أجدر الماء بإطفاء اللهب، ويا أهيل الحي من وادي الغضا.. وبقلبي مسكن أنتم به، ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا.. لا أبالي شرقه من غربه.. أحور المقلة معسول باللمى.. جال في النفس مجال النفس، سدد السهم فأصمى إذ رمى.. بفؤادي نَبلة المفترس، جادك الغيث إذا الغيث همى.. يا زمان الوصل في الأندلس، لم يكن وصلك إلا حلما.. في الكرى أو خلسة المختلس».
أما آخر الموشحات التي قدمت خلال الحفل فكان «يا طيرة طيري» الشهير الذي يقول:
«يا طيرة طيري يا حمامة.. وانزلي بدمر والهامة، هاتي من حبي علامة.. ساعة وخاتم ألماس، يكفي عذابي.. حرام والله، أنا على ديني يا نور عيني.. أنا على ديني يا نور عيني، على ديني العشق.. حرام والله، نزلت دموعي على خدي.. كم يوم فراقك يا وعدي، شرف حبيبي لعندي.. بعده كواني بنار، يكفي عذابي.. حرام والله، نزلت دموعي سخايا.. من يوم فراقك يا منايا، لو كنت أطاوع لهوايا.. كنت اشتعلت بنار».

مسرح الشوك
وأحيا النصف الثاني من الحفل التجربة الغنية للفنان الكبير الراحل عمر حجو في «مسرح الشوك»، ليتابع الجمهور عرض «جيرك» الذي قدم لأول مرة على خشبة المركز الثقافي الروسي عام 1969 بنفس التفاصيل والحوارات وحتى الديكور مع الفنان دريد لحام شريك الراحل في هذه التجربة، وبمشاركة حسام تحسين بيك وكندا حنا ومحمد خير الجراح ويزن السيد ويحيى بيازي ومعن عبد الحق وراكان تحسين بك وطارق الشيخ.
وقدم الممثلون أربع لوحات من «مسرح الشوك» هي على التوالي: «تحقيق» و«مسرحية حديثة» و«جمارك الحدود» و«الصيادة».

يا تراب الوطن
خلال كلمته في ختام الحفل، استعار الفنان الكبير دريد لحام عبارات من مسرحية «كاسك يا وطن» فقال: «الوطن غلطان أنا معو، بردان أنا تيابو، تعبان أنا عكازتو، لك حفيان أنا صرمايتو لأنو وطني وتاج راسي».
وختم جميع المشاركين في الحفل عرضهم بترديد قصيدة «يا تراب الوطن» التي كتبها بشارة الخوري، ولحنها الأخوان فليفل، وتقول:
«يا تراب الوطن.. ومقام الجدود، ها نحن جئنا.. لما دعينا إلى الخلود، نصدّ عنا كل باغ عنيد.. نفتح للمجد طريقاً جديد، صفاً فصفاً للعُلى لا نحيد.. ولا نعود ولا نعود، إلا وبند الحق فوق البنود، في الشرق منا أثر طيب.. في الغرب منا أثر أطيب، عدلٌ رقيٌ كل ما نطلب.. ولن يسود ولن يسود، إلا هما وحقنا في الوجود».

قالوا لـ«الوطن»
بعد نهاية العرض، استطلعت «الوطن» آراء المشاركين فيه، فقال النجم دريد لحام إن اللوحات التي قدمت في مسرح الشوك والتي أخرجها عام 1969 تمت إعادتها بوجوه جديدة، مشيراً إلى الفعالية أرفقت بكلمة «نتذكر» لنتذكر أبا خليل القباني وعمر حجو، على أن نتذكر أشخاصاً آخرين في فعاليات قادمة، لأن الكثير منهم يستحقون أن نسلط الضوء عليهم ونعيد إحياء ذكراهم، إضافة إلى أننا نتذكر نشيد «يا تراب الوطن».
ودعا لحام إلى تنشيط المسرح السوري بشكل أكبر، ودعمه مالياً، لأن معظم الفنانين يذهبون باتجاه التلفزيون وأن المسرح لا يطعم خبزاً.
وأكد حسام تحسين بيك أن العرض برمته والجهود المبذولة تحمل طابعاً إنسانياً ووجدانياً ووطنياً، بتكريم أشخاص أصحاب تاريخ كبير لكنهم غائبون عن الذكر، مشيراً إلى أن اللوحات التي قدمها عمر حجو كانت تتسم بالجرأة.
وألمحت ميادة بسيليس إلى أن الهدف من الفعالية تذكر كل إرث فني، وتذكر كل ما تركه لنا العمالقة لنسير على خطاهم.
وأبدت محبتها للفنان دريد لحام، ووصفته بالفنان المنضبط والمنظم الذي يعمل بدقة، وهو قامة وتاريخ.
أما محمد خير الجراح فقال: تربيت على مسرح الشوك، صحيح أنني لم أحضره بشكل مباشر، لكني عاصرته بفترة من الفترات، لكوني عتيقاً في الحياة والعمر، وهنالك علاقة شخصية كانت تجمعني بالأستاذ عمرو حجو وقد شاركته منتصف التسعينيات بعرض مسرحي بعنوان «براويظ»، وتعلمت منه أن العمق بالبساطة، بساطة الفكرة والكلمة والأداء لأنها توصل رسائل عميقة بشكل أكبر.
ورأى أن إعادة إحياء مسرح الشوك يعطي نشاطاً وحافزاً للفنانين الشباب، وبما أنه غير مدرج بالمناهج ولا يحكى عنه تاريخياً، فإننا في هذا العرض قدمنا وثيقة للجمهور لم يكن يعرفها.
بدورها، أكدت كندا حنا أن تجربة المسرح لا تختلف عن تجربة التلفزيون بالنسبة لها، لأنها بالأصل خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية.
وعبرت عن سعادتها بالوقوف أمام الكبيرين دريد لحام وحسام تحسين بيك على خشبة واحدة، وخاصة أنهما صاحبا تاريخ كبير، لذا تحاول الاستفادة منهما ومن تجربتهما الغنية.
وشددت على حضورها في هذه الفعالية من جانب إنساني فعال بعيداً عن أي جوانب أخرى.
يزن السيد توجه بالشكر لمبادرة «أحباب يا بلدي» ودريد لحام على هذه اللفتة الجميلة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يشتغل فيها مسرحاً، وهذه التجربة شرف كبير له وخاصة أنها مع الأستاذ دريد لحام.
وأوضح أن العرض لا يوجد فيه بطل مطلق، بل هي بطولة مشتركة، تحمل في طياتها كثيراً من العفوية، متمنياً أن يعيد تجربة المسرح مرة أخرى.
وقال يحيى بيازي إن وقوفي على خشبة المسرح مع العملاقين حسام تحسين بيك ودريد لحام وكل الزملاء الموجودين في هذا العرض سيزيد من خبرتي كممثل، وهذه التجربة برسالتها وهدفها مهمة جداً.
معن عبد الحق أكد أن تفاصيل العمل ممتعة ولذيذة على المستوى الشخصي كممثل، وأن فكرة العمل منطلقة من باب خيري نحن بحاجتها كثيراً، وهي نموذج من المبادرات الجميلة.
ورأى أن أي شخص يتمنى أن يكون قريباً من الأستاذ دريد لحام، واعتبر أن مشاركته في العرض فرصة كبيرة وخاصة أنها تستعيد الأعمال القديمة.

أحباب يا بلدي
مبادرة «أحباب يا بلدي» تولدت لدى مجموعة من السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين جمعهم حس المبادرة والمسؤولية الاجتماعية مع بداية الأزمة التي حلت على سورية. وقامت بتنظيم فعاليات مختلفة تم فيها جمع ملايين الليرات السورية أنفقت على مشاريع إغاثية وتنموية سعت للتخفيف من وطأة الأزمة على شرائح مختلفة من الشعب السوري.
ويقول أصحاب المبادرة في كلمة نشروها في البروشور الخاص بالحفل: «نحبكم، ليس لأنكم سوريون ونحن منكم، وليس لأنكم تحملتم قسوة الظروف من أجل سورية، وليس لأنكم واجهتم بثبات قنابل الغدر ومفخخاته، وليس لأنكم صبرتم على الهجرة والتهجير وسكنى الخيام ومراكز الإيواء، نحبكم لأن أرحام ماجداتكم أنجبت أبطالاً وقفوا وقفة العز من أجل سورية، شهداء دماؤهم قدست تراب سورية لتلونه بلون الحرية وتجعله كحلاً للعيون، أرواحهم أصبحت قناديل تزين السماء تنير لنا الدرب، بأن الحياة إرادة والنصر إرادة، ولتحيا سورية».
وفي حديث أعضاء المبادرة لـ«الوطن»، قالت عبير لحام: نجحت مبادرتنا بدعم الجهات الرسمية والأيادي البيضاء في أن تنقل حلم أساتذة كبار ومميزين بمجالهم إلى حالة وطنية، وحققنا هذا الحلم مع فريق من المنظمين والإعلاميين، وخلقنا نوعاً من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى تجمعنا بها لنقترب من الناس على اعتبار أن دار الأوبرا تتسع لعدد محدود فقط، وكان لزاماً علينا أن نوصل رسالتنا إلى أكبر عدد ممكن من الناس.
وأكدت أنها لمست شعور النجاح من تفاعل الناس والرسائل الطيبة والنبيلة وما أكثرها، وبسببها كل التعب والجهد الذي بذلناه صار بسيطاً أمامها.
وشددت على أن رسالتهم رسالة حب وانتماء لبلد جار عليه الزمن ولا يزال صامداً رغم كل المآسي، قائلة: لنا الشرف أن نقول «إننا سوريون».
وقالت: إن «أحباب يا بلدي» تعنى منذ أكثر من أربع سنوات بالشق الإنساني والتنموي كغيرها من المبادرات، لكنها تتميز بنشاطاتها الاجتماعية التي تترافق مع الأعمال الإنسانية.
وأوضحت كريستينا كشر أن «هنا لنا» هي إحدى فعاليات مبادرة «أحباب يا بلدي» الوطنية، صيغت ملامحها منذ اليوم الأوّل لتكون مشروعاً وطنياً قابلاً للاستمرار والتنفيذ في عدّة محافظات سورية، واحتفلت بالنسخة الثانية تحت عنوان «هنا لنا – نتذكر» التي لم تختلف بالجوهر عن الأولى.
وأضافت: تكرر النجاح هذه السنة بمحاكاة الانتماء الوطني وتعزيز التشاركية الفردية ضمن المجتمع. وبفضل التخطيط الفعّال للفريق تم التمهيد للحفل عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعبر فعاليات مصغرة أقيمت في أمكنة عامة، وتم التسويق فيها للمواد الترويجية. كما فرحنا بإقبال الناس على الحفل على مدى يومين وبتفاعلهم بالغناء وإيمانهم برؤية ورسالة هذا المشروع الوطني.
وختمت: تبقى لنا الجزء الأخير والأهم وهو تسليم الريع بالكامل إلى الجنود المجهولين من أفراد الإسعاف والكهرباء والإطفاء والنظافة والمياه في محافظة حلب الشهباء والذي سنعلن عنه قريباً.
أما لمى حمادة فبينت أن «أحباب يا بلدي» مبادرة تفكر بصمت، تقدم بصمت، وتتفانى للوطن بعمل لا أحد منا يكشف ما عمله، ولدينا روح العمل والمشاركة، ونسأل دوماً عن الهدف والفائدة العامة قبل أن نسأل من سيقوم بها وما يتبعها؟!
وأشارت إلى أن الهدف من الفعالية هو الحس بالوطنية ومواساة الجنود المجهولين من عمال نظافة وصيانة وكهرباء وإسعاف وإطفاء ممن ضحوا وأصيبوا في الأزمة.
وأكدت أنه شارك بالفعالية تطوعاً كوكبة من الفنانين السوريين، واستطعنا أن نقول «هنا لنا» من وسط دمشق، وعهداً علينا يا بلدي سنبقى أحباباً يا بلدي.

لماذا «هنا لنا»؟
يدافع عن سورية آلاف الجنود المجهولين، كل يناضل في جبهته من دون أن ينتظر شكراً أو ذكراً، وسمي المشروع «هنا لنا» ليكون محطة وفاء وثناء لبعض هؤلاء، ويهدف إلى تكريمهم بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية، إضافة إلى إحراز أهداف غير مباشرة برفع الروح المعنوية والتشاركية والمواطنة الفعالة وحشد الطاقات الإيجابية، وتأكيد أن كل فرد في المجتمع قد يكون جندياً مجهولاً إذا أراد.

إلى حلب
ريع «هنا لنا 2» يتذكر حلب والأيادي البيضاء من جنودها المجهولين من عمال إطفاء وكهرباء وإسعاف وبلدية، ممن خاطروا بحياتهم ليطفئوا حرائقنا وينيروا دروبنا ويضمدوا جراحنا وينظفوا شوارعنا، وذلك بتكريمهم مادياً بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية ومعنوياً عبر اعتماد وردة الفل التي لها علاقة بذكريات كل بيت سوري، كنوع من التحية وللقول لجنودنا المجهولين من خلالها: «كزهرة الفل أنتم بقلوبكم البيضاء، لنتذكر بأن أجمل ما في الوطن، من يعمل لوطن أجمل».
وهدفت الفعالية إلى محاكاة الانتماء الوطني وتعزيزه ورفع الروح المعنوية الوطنية وتأكيد أن كل فرد هو شريك مهما بلغت إمكاناته وإسهاماته، كما سعت أن تكون محطة وفاء لهؤلاء العمال.

عين الوطن
كانت «الوطن» أحد الرعاة الإعلاميين الداعمين لهذه الفعالية، من خلال تغطيتها الكاملة والشاملة للاحتفالية للمرة الثانية على التوالي.
حضر الحفل عدد من الوزراء والرسميين وشخصيات المجتمع والفنانين، أبرزهم الفنان الكبير صباح فخري الذي تلقى تحية خاصة من صاحب شخصية «غوار الطوشة» على المسرح، كما حضره أيضاً حارس منتخبنا الوطني بكرة القدم إبراهيم عالمة.
تقيم مبادرة «أحباب يا بلدي» مساء الغد حفل العشاء الخيري ويحييه الفنان مصطفى هلال، على أن يتخلله تكريم الفنانين المشاركين خلال عرض هذا العام، وبعض الفنانين المشاركين في العرض الماضي.
دوّن القائمون على الفعالية أقاويل وعبارات لبعض المشاهير أسفل البروشور الذي وزع على الحضور، أبرزها قول آنشتاين: «وحدها الحياة التي يحياها المرء من أجل الآخرين حياة ذات قيمة»، وقول الكاتبة السورية غادة السمان: «عبثاً تحاول حمل تجربتك العتيقة معك إلى الغربة لتحظى بظل، فالأشجار لا تهاجر»، وأيضاً ما قاله فرانكلين: «ليس هناك واعظ أفضل من النملة ولا تنطق بكلمة واحدة»، كما وجهوا نصيحة عامة للحضور: «صادقوا أطفالكم.. حاوروهم.. اسمعوا آراءهم.. لأن الحكمة ليست دائماً مرتبطة بكبار السن».
أقيم مساء الجمعة الماضي عرض خاص للإعلاميين، تبعه لقاءات مفتوحة مع جميع المشاركين، حضرته وسائل إعلام محلية وعربية كثيرة.
رافق الحفل حملة إعلانية وإعلامية تستخدم بشكل رئيس مواقع التواصل الاجتماعي، وتم اعتماد هوية بصرية مميزة للمشروع توظف بشكل فاعل في الحملة الترويجية.
وضع في بهو دار الأوبرا طاولات لبيع المواد الترويجية الداعمة للمشروع من كنزات وأساور وشالات وقبعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن