عربي ودولي

سلمان يجتمع مع تيلرسون والعبادي ومساع أميركية لإقناع أطراف الأزمة الخليجية بالعودة للحوار … رئيس وزراء العراق ينقل «مشروع رؤية عربية» إلى مصر والأردن

عقد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اجتماعاً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في الرياض، على حين يسعى الأخير إلى اقناع السعودية وقطر بالعودة للحوار رغم أن مؤشرات حل الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالخليج منذ أكثر من أربعة أشهر تبدو ضعيفة، كما أكد أن إنشاء المجلس التنسيقي العراقي السعودي مهم جداً لاستقرار المنطقة، على حين ينقل رئيس الوزراء العراقي «مشروع رؤية عربية» إلى مصر والأردن بعد السعودية.
وشارك الملك سلمان وضيفاه في الاجتماع التنسيقي الأول من نوعه بين بغداد والرياض، حسبما ذكره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
وأعرب العبادي في كلمته أثناء الاجتماع عن بالغ ارتياحه من تطوير العلاقات بين البلدين، العراق والسعودية، واصفاً المجلس التنسيقي الجديد بأنه ثمرة الجهود والنيّات الطيبة المشتركة.
وقال رئيس الوزراء العراقي: إن المجلس سيكون منعطفاً مهماً ومنطلقاً للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين في المجالات كافة.
وأعلن العبادي عن إطلاق برنامج لمستقبل المنطقة يعتمد على التنمية وبسط الأمن بدلاً من الخلافات والحروب، ويتكون من خمس نقاط أساسية للتنمية وإعطاء أمل للشباب.
وشدد رئيس الوزراء على أن تركيز التعاون على محاربة الإرهاب هو هدف مشترك للعراق والسعودية، مشيراً إلى ضرورة إثبات أن الإرهاب لا يمثل الدين الإسلامي، بل هو «عدو للإنسانية جمعاء»، والدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضرراً منه.
وقال العبادي: إن تنظيم داعش بدأ بقتل وتهجير المسلمين قبل غيرهم من أبناء الديانات والمعتقدات الأخرى.
ودعا العبادي إلى إغلاق جميع الأبواب التي قد تسمح للإرهاب بالعودة وإبعاد المنطقة عن النزاعات التي أرهقت شعوبها.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأميركي، بعد لقائه نظيره السعودي عادل الجبير، في الرياض أن إنشاء المجلس التنسيقي العراقي السعودي مهم لاستقرار المنطقة.
وقال تيلرسون، في مؤتمر صحفي مشترك مع الجبير، عقد في الرياض بعد محادثاتهما:
«أعتقد أن العراق يتطلع إلى مستقبل يكون له فيه اقتصاد مستقر، ويكون قادراً على تلبية احتياجات المواطنين وعلى مقاومة التأثير الخارجي لو أراد العراق الوقوف على رجليه، وكل ذلك يحتاج إلى إعادة بناء العلاقات التاريخية بين العراق والدول العربية المجاورة»، التي تم فقدها في العقود العدة الماضية بسبب النزاع في البلاد.
وبعد ذلك توجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لزيارة القاهرة وعمّان، في إطار جولة إقليمية.
وكانت سفيرة العراق لدى الأردن، صفية السهيل، أعلنت في حديث إلى صحيفة «الغد» الأردنية أن العبادي يصل إلى الأردن على رأس وفد كبير بزيارة رسمية سريعة.
وذكرت السهيل أن رئيس الوزراء العراقي سيعقد اجتماعاً مع الملك الأردني عبد اللـه الثاني بهدف بحث آفاق العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، فضلاً عن القضايا العربية وتطورات الحرب على داعش، والمسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت السفيرة عن العبادي قوله: إنه يحمل معه إلى عمّان «مشروع رؤية عربية يتضمن طي صفحة الخلافات والحروب بين دول المنطقة والتركيز على التنمية وبسط الأمن والاستقرار، وخصوصاً أن الصراعات لم تجلب للمنطقة سوى الدمار والتخلف».
من جانبه، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن العبادي سيصل إلى طهران قريباً بـ«زيارة مصيرية»، مشدداً على أن العلاقات بين بغداد والعراق إستراتيجية.
هذا ويسعى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الرياض والدوحة إلى إقناع السعودية وقطر بالعودة للحوار رغم أن مؤشرات حل الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بالخليج منذ أكثر من أربعة أشهر تبدو ضعيفة.
ويتوجه الوزير الأميركي بعد ذلك إلى الدوحة حيث يلتقي الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للغاية ذاتها.
لكن الآمال بتحقيق اختراق في الزيارة الثانية تبدو ضعيفة أيضاً.
وكان الوزير الأميركي قال لوكالة الأنباء المالية بلومبرغ الخميس: «لا أتوقع التوصل إلى حل سريع»، في تناقض مع تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توقع قبل شهر نهاية سريعة لهذه الأزمة في منطقة الخليج.
وأضاف: «يبدو أن هناك غياباً فعلياً لأي رغبة في الدخول في حوار من بعض الأطراف المعنية».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن