في حديثه على هامش استقبال نسور قاسيون وتكريمهم … الرئيس الأسد: منتخبنا أثبت حيوية الشعب السوري وتصميمه على تجاوز الحرب
| محمود قرقورا
الخروج المشرف لمنتخب سورية من تصفيات كأس العالم 2018 لم يجف مداد الحديث الإيجابي عنه بعد لأن الحكاية كانت جميلة مشوقة من الباب إلى المحراب، ولأن المستوى المبهر للمنتخب لم يكن مسبوقاً بمواجهة حيتان القارة الصفراء (إيران وكوريا الجنوبية وأستراليا وأوزبكستان والصين وقطر)، ولأن القفزة النوعية التي حققها نسور قاسيون في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخبات المنضوية تحت لوائه لم تكن عادية، ولأن لاعبينا تفوقوا على الظروف الصعبة فارضين أنفسهم رقماً صعباً بمواجهة منتخبات عريقة تنعم بالراحة والاستقرار، ولأن المنتخب شكل حالة شعبية التف حولها السوريون على اختلاف مشاربهم وأهوائهم، كان التكريم من أعلى الهرم في سورية عندما استقبل الرئيس القائد بشار الأسد كادر المنتخب السوري في قصر الشعب أمس بحضور رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس اتحاد كرة القدم ونائبه إيماناً منه بأن الانتصارات التي حققها المنتخب على طريق المونديال توازي البطولات التي يسطرها الجيش العربي السوري لإعادة الأمن والأمان إلى سورية.
كلمات شامخة
كان لحديث الرئيس الأسد المباشر مع اللاعبين وقع خاص عندهم جميعاً وحملهم مسؤوليات جساماً للاستحقاقات القادمة وخصوصاً أنها ترافقت مع استماعه لهموم وشجون اللاعبين والعمل على حل مشكلاتهم سواء الخاصة أم العامة داخل البلاد وخارجها وللجميع دون استثناء وتلك هي العلاقة السامية بين القائد وشعبه بل الأب بأبنائه وإليكم حديثه المباشر لكادر المنتخب:
أنا ككل مواطن سوري فخور وسعيد بالمستوى الذي وصل إليه المنتخب الوطني السوري وكنا نتمنى أن يتحقق الحلم ونشاهد فريقنا ينافس على كأس العالم، لكن النقطة الأهم بالنسبة لنا هذا المستوى غير المسبوق الذي تمكنا من الوصول إليه بظروف صعبة، لأنه في الدول التي تعيش حالة حرب يكون هم الناس والدولة والمجتمع تخفيف تراجع الأمور وبأحسن الأحوال الحفاظ على الشيء الموجود، ولكن أن يكون هناك تقدم بظروف حرب فهذا بحد ذاته إنجاز مضاعف، وما شاهدناه من الفريق وما نشاهده كل يوم بكل مجالات الحياة يدل على حيوية الشعب السوري وعلى وطنيته وتصميمه على تجاوز الحرب بكل الوسائل وبكل الأساليب والرياضة واحدة من هذه الوسائل.
نحن نعرف أن كل الإنجازات الحاصلة بهذه الظروف مبنية على إنجاز كبير هو إنجازات قواتنا المسلحة ولولا البطولات التي نسمع عنها ونشاهدها ما كان لنا لنحقق أي شي، ولربما ما كان عندنا وطن لنتحدث فيه عن الإنجازات، وأنا متأكد أن الفريق الوطني كان يلعب مثل كل مواطن سوري وهو يحقق إنجازاً أو يحاول أن يحقق إنجازاً وهو يريد أن يكون رديفاً ومكملاً لعمل القوات المسلحة، ونحن نعرف أن كل شخص حمل السلاح وكل جريح قدم جزءاً من جسده أو شيئاً من صحته وكل شهيد قدم روحه وكل عائلة أرسلت ابنها وزوجها وأخاها وفي بعض الحالات أرسلت بناتها للقتال، كل هذه العائلات التي عملت هذا الشيء وكل الأشخاص الذين يقاتلون ويدافعون عن الوطن عندهم هدف وحيد أن نتقدم للأمام ولا نتراجع للخلف والمنتخب الوطني كان يتقدم للأمام ونحن فخورون بكم دائماً.
اللواء جمعة: حلم تحقق
رئيس الاتحاد الرياضي العام موفق جمعة تحدث لـ«الوطن» بأن اللقاء تم مع قائد وأخ وأب مع أبنائه، عبر سيادته بمنتهى الشفافية عن تقديره لما قدمه الجيش العربي السوري بتضحياته واللاعبون خلال تصفيات كأس العالم مؤكداً أن الرياضة حالة وطنية، وبين رئيس الاتحاد الرياضي أن حلم جميع اللاعبين كان لقاء السيد الرئيس وقد تحقق حلمهم وهذا يحملهم مسؤوليات أكبر في البطولات القادمة.
الميداني: انتظرونا 2019
كابتن المنتخب السوري في مواجهتي الحسم مع أستراليا زاهر ميداني خص «الوطن» به التصريح التالي:
إنه لشرف كبير لأي لاعب أو أي شخص لقاء الرئيس الأسد، وكم كنا نتمنى العودة من أستراليا ببطاقة التأهل ولقاء رئيس البلاد بعد حجز مكاننا في نهائيات كأس العالم، ونعاهد سيادته بأن نحافظ على ما وصلنا إليه وخاصة في ظل الاهتمام بالرياضة والمنتخب.
في التصفيات المونديالية جارينا منتخبات القارة الكبيرة وكنا الند للند وأحرجنا الجميع وفرضنا احترامنا عليهم، ومن الآن سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق البطولات وخصوصاً في كأس آسيا المقبلة 2019 في الإمارات التي تمثل التحدي الأهم بالنسبة لنا، فنحن قادمون بقوة ونتطلع بفارغ الصبر للاستحقاقات المقبلة، حيث ارتفع سقف طموحاتنا ولم نعد خصماً عادياً.
استقبال شعبي
برعاية الاتحاد الرياضي العام أقام اتحاد كرة القدم أمس في قصر الفيحاء بدمشق حفل استقبال جماهيري للمنتخب السوري وألقيت الكلمات التي عبرت عن التطور الملحوظ للمنتخب والإعجاب بأدائه والامتنان لسيادة الرئيس بشار الأسد راعي الرياضة والرياضيين.