قضايا وآراء

العدوان الإسرائيلي.. تواطؤ مع الإرهاب

| ميسون يوسف 

بات من الواضح أن إسرائيل تقدم على الاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري في كل مرة تجد فيها حاجة لدعم الإرهابيين الذين تساندهم في المشروع العدواني على سورية، المشروع الذي شكلت إسرائيل منذ الأساس ركنا رئيسيا فيه، فقد استغلت إسرائيل في السنوات الماضية من العدوان، ظروفا شتى لتقوم باعتداءاتها المتكررة التي كانت تريد منها فضلا على ما سبق ذكره من دعم الإرهاب، النيل من قدرات الجيش العسكرية والدفاعية ومارست عدوانها بصلف وفجور، خارقة كل قواعد القانون الدولي، فلم تجد نفسها يومها مضطرة إلى تبرير أو اختلاق ذريعة لعدوانها.
اليوم ومع تغير المشهد في الميدان السوري وإدراك إسرائيل ومن معها من مكونات العدوان على سورية أن العدوان قد أخفق والمجموعات الإرهابية تتهاوى أمام الجيش العربي السوري، تحاول أن تؤخر الهزيمة الكاملة وتشد عصب الإرهابيين ليبقوا أداة تحركها لوقت أطول وخاصة على طول خط وقف إطلاق النار في الجولان، مؤملة النفس بشيء من مكاسب تحققها، ولأجل ذلك تقدم إسرائيل على الاعتداء على نقاط الجيش في محافظة القنيطرة، لتثبت وجودها في الميدان ولترفع معنويات الإرهابيين، ولكن العدوان هذه المرة وبسبب المتغيرات الميدانية لمصلحة سورية، لم يحدث إلا بعد أن اختلقت إسرائيل ذريعة له على يد الجماعات الإرهابية، وطبعا بإيعاز أو بأوامر منها، أطلقت هذه الجماعات من أماكن وجودها قرب خط وقف النار وبالحضن الإسرائيلي المباشر، أطلقت قذائف غير مؤثرة على مناطق جرداء من كل شيء فتذرعت إسرائيل بالفعل لتعتدي على موقع للجيش.
إن لعبة إسرائيل القذرة مكشوفة ومفضوحة وقد أكدت وزارة الخارجية السورية في رسائلها إلى الأمم المتحدة ذلك وكشفت طبيعة العدوان الإسرائيلي ومراميه وتوعدت بأن الأمور لن تكون كما تشتهي إسرائيل وتريد، وأن سورية التي عرفت كيف تهزم عدوانا استهدفها سبع سنوات، تعرف جيداً كيف ترد العدوان الإسرائيلي هذا، كما حصل في السادس عشر من الشهر الجاري مع وسائط دفاعنا الجوية التي تصدت لاختراق طيران العدو الإسرائيلي المجال الجوي السوري وأصابت إحدى طائراته، وتعرف أيضاً أن هناك أولويات تتعامل معها ولن تستطيع إسرائيل أن تحقق أهدافها من العدوان هذا، أو أن تشتت جهود الجيش العربي السوري في الميدان، وسيكون الرد كما تريد دمشق تحقيقا لمصلحة سورية العليا ولن تجني إسرائيل إلا الخسران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن