سورية

مصر أكدت أن الجيش السوري هو المعني بمهمة محاربته … السيسي وماكرون متفقان على مواصلة مكافحة الإرهاب

| وكالات

أكدت باريس أنها ستعمل بشراكة وثيقة مع القاهرة لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى سورية، ضمن حل سياسي، داعية جميع الدول للتكاتف من أجل مواجهة خطر الإرهاب، في حين جددت القاهرة موقفها بضرورة الحفاظ على وحدة سورية والمضي في طريق الحل السياسي للأزمة فيها، مؤكدة أن الجيش العربي السوري هو المعني بمهمة محاربة الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار في سورية.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس، ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وقال السيسي: «بحثنا تطورات الأوضاع في سورية والعراق وسبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية».
وأشار إلى أن الجانبين شددا على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية «لمعالجة أوجه القصور» بمكافحة الإرهاب في المنطقة.
من جانبه قال ماكرون: إن «فرنسا ستعمل بشراكة وثيقة مع مصر لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى سورية»، مبيناً أن بلاده ترغب بمواكبة هذه العملية في سياق دولي يسمح باستئصال كل أشكال الإرهاب والتطرف وإحلال السلام الدائم.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن ماكرون قوله: «إن تحديات أمنية تجمع فرنسا بمصر»، لافتاً إلى ضرورة العمل معاً في مكافحة الإرهاب.
وبخصوص الأزمة السورية، قال ماكرون: إن «باريس تهدف لضمان الاستقرار والسيادة وعودة السلام إلى سورية ضمن حل سياسي».
وأوضح أن بلاده تساند مصر في جهود مكافحة الإرهاب، موضحاً أنه ناقش مع السيسي، الأوضاع في سورية وليبيا، وقال بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء: «التزامنا الحازم ضد الإرهاب ليس عسكرياً فقط»، داعياً جميع الدول للتكاتف من أجل مواجهة خطر الإرهاب العنيف.
وفي وقت سابق شدد الرئيس المصري في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته إلى فرنسا، على أهمية الحفاظ على وحدة سورية والمضي في طريق الحل السياسي للأزمة فيها، مجدداً التأكيد على موقف بلاده بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده بنفسه.
وقال: «لدينا دائماً رأي ثابت وسياسة ثابتة تجاه الدول التي تتعرض لحالة من الاضطراب ومنها سورية فمن المهم جداً الحفاظ على وحدة الدول حتى لا تزداد الأمور في المنطقة سوءاً أي الحفاظ على الدولة الوطنية والحل السياسي للأزمات».
وأوضح السيسي أن الجيش الوطني في الدول التي تتعرض لتحديات كبيرة من عدم الاستقرار يجب أن يكون هو المعني بالحفاظ على الدولة ومواجهة الإرهاب والتطرف وبسط الأمن والاستقرار، مؤكداً أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات التي تمر بها المنطقة.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن السيسي قوله، في معرض رده على سؤال حول موقفه من الحكومة السورية: «أتحدث عن إطار مظلة شاملة لإيجاد حل في سورية للخروج من الحالة القائمة، ولا أتحدث عن تفاصيل، وأؤكد أن الشعب السوري هو المسؤول عن اختيار مستقبله من خلال انتخابات حرة، بقاء النظام السوري يرجع لإرادة الشعب السوري».
وأضاف معلقاً على إمكانية دعم مصر للجيش العربي السوري: «الجيش الوطني هو المعنى ببسط الأمن والاستقرار في بلده، لا بد من التحرك للوصول لحل، والشعب السوري هو من يقرر مصيره والحاكم الذي يحكمه، ولا أتدخل في دعم الجيش السوري، لكنني أرى أن الجيش الوطني في الدول التي تتعرض لتحديات كبيرة من الفوضى وعدم الاستقرار هو المسؤول عن الاستقرار والأمن وليس أي أحد ثانٍ».
ولفت السيسي إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لمواجهة التهديد الإرهابي الخطير الذي أدى إلى قتل وتشريد الملايين في سورية والعراق وليبيا ودول أخرى.
وبين أن بلاده تقدر بأن النجاحات الكبيرة التي تحققت في الحرب على الإرهاب في سورية والعراق سيترتب عليها انتقال بعض العناصر الإرهابية باتجاه مصر وليبيا ومناطق أخرى غرب إفريقيا، لذا لا بد من التكاتف لمنع وصول هؤلاء الإرهابيين والسلاح لهم.
وحذر من أن هناك دولاً تقوم بتمويل الإرهابيين وتزويدهم بالسلاح وتدريبهم وتقديم الدعم المعنوي والإعلامي والسياسي لهم، مؤكداً أنه يجب على هذه الدول التوقف عن أفعالها لتحقيق الاستقرار في العالم.
وكان السيسي قد وصل أمس الأول إلى العاصمة الفرنسية باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث سيتم بحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فضلا عن بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
يذكر أن السيسي أكد في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، ضرورة مواصلة الحرب ضد الإرهاب في سورية وقال: «إن الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي الذي يحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها إضافة إلى مواجهة الإرهاب بحزم حتى القضاء عليه».
وشدد في كلمته حينها، على رفض بلاده أي محاولة لاستغلال المحنة التي تعيشها سورية لتنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية طالما عانت المنطقة في السنوات الأخيرة من ممارساتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن