سورية

«المتشددون» يعرقلون عقد «الرياض 2» والسعودية تهددهم بسحب دعمها لهم … خدام: مؤتمر «حميميم» أقرب إلى «الندوة» لحصر التوافقات

| موفق محمد

كشف الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة منذر خدام، أن «المتشددين» في «الهيئة العليا للمفاوضات» يعرقلون عقد مؤتمر «الرياض 2»، الأمر الذي دفع السعودية إلى تهديدهم بسحب دعمها لهم.
كما كشف، أن المؤتمر المزمع عقده في حميميم سيكون أقرب إلى «الندوة» منه إلى المؤتمر بحيث «تطرح فيها الآراء ثم يتم حصر التوافقات» على أن تعقبه مؤتمرات حوار في دمشق.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال خدام في رده على سؤال عن إمكانية عقد مؤتمر «الرياض 2» للمعارضة في الشهر المقبل قبل «جنيف 8» وإن كان هذا المؤتمر سينجح: «ثمة مشكلات عديدة لا تزال تحول دون عقده وخصوصاً لجهة هيمنة المتشددين عليه».
وأضاف: «وصلتني معلومات تفيد بتهديد السعودية بسحب دعمها له إذا لم يتم إزاحة كل المتشددين من الهيئة العليا».
وأعلن رئيس الأمانة العامة لـ«إعلان دمشق» المعارض سمير نشار في تصريح نشر أمس أن اجتماعاً لـ«العليا للمفاوضات» سيعقد في 11 تشرين الثاني المقبل مع منصات «موسكو» و«القاهرة» من أجل إعادة توحيدها بقرار وتوافق دولي.
وأكد نشار أن مؤتمر الرياض سيتم خلاله إضافة تيارات أخرى للهيئة منها «تيار بناء الدولة السورية» الذي يرأسه لؤي حسين و«حركة المجتمع التعددي» بزعامة رندا قسيس.
وذكر خدام، أن المتشددين هم «كل من لا يزال يقف عند مطلب تنحية (الرئيس بشار) الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وبصورة خاصة جماعة الإخوان وبقايا إعلان دمشق وبعض المنشقين عن السلطة مثل (رياض) حجاب وغيره».
وأوضح، أن السعودية بالتعاون مع مصر وروسيا تعمل على توحيد المنصات الثلاث وتشكيل وفد تفاوضي منها من الشخصيات المعتدلة وكان مقترحا أن يرأس (زعيم تيار الغد السوري أحمد) الجربا أو خالد المحاميد وفد التفاوض».
واعتبر الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» أن ذلك هو بمثابة نسف لـ«العليا للمفاوضات» من قبل السعودية، وقال: «بحسب بعض المعلومات التي وردتني من موسكو فإن السعودية رفعت يدها عن المعارضة نتيجة لخلافاتها وأخذت تعمل على تعويم الجربا بالتعاون مع مصر لكن موسكو طلبت منها أن تبذل جهداً إضافياً».
وفضل خدام عدم التنبؤ بالشكل الجديد الذي ستكون عليه «العليا للمفاوضات»، لكنه حذر من أنه «إن بقيت على حالها فلن يحصل أي تقدم».
وفي تصريح لـ«الوطن» نشرته الخميس الماضي كشف المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» حسن عبد العظيم، أن الأمور داخل الهيئة تسير باتجاه استبدال جسمها الحالي بكيان جديد يضم الوفد التفاوضي وفق رؤية ومرجعية واحدة، وبحدود 15 إلى عشرين عضواً من منصات الرياض والقاهرة وموسكو وشخصيات جديدة، سيتم الاتفاق على تسميتهم خلال مؤتمر «الرياض 2» المزمع عقده قريباً.
وقال عبد العظيم حينها: لن يكون بعد مؤتمر «الرياض 2» شيء اسمه «الهيئة العليا» والمنسق العام والوفد التفاوضي، وإنما سيتم تشكيل جسم واحد في إطار جديد.
وأكد مصدر دبلوماسي عربي في العاصمة الروسية موسكو لـ«الوطن» قبل أيام قليلة أن موسكو وبالتشاور مع دمشق تستعد فعلاً لإقامة حوار وطني شامل في اللاذقية كخطوة أولى، على أن ينتقل الحوار لاحقاً إلى دمشق ويضم مختلف مكونات الشعب السوري ويتطابق مع ما نص عليه القرار 2254 من حيث التمثيل الشامل للسوريين، لكن هذا الحوار، وفقاً للمصدر، مرهون بشكل أو بآخر بنجاح الرياض في تشكيل وفد واحد والذهاب به إلى جنيف أو مزيد من المماطلة وإضاعة الوقت.
وبعد، أن قال خدام في المقابلة مع «الوطن»: إن «روسيا بدأت تهتم أكثر بحوارات الداخل»، ذكر أنه وبحسب المعلومات سوف تتم دعوة 1200 شخصية نصفها من الحكومة وحلفائها والنصف الآخر من مختلف اطياف المعارضة بما فيهم المسلحون من مناطق تخفيف التوتر وكذلك الكرد.
وإن تمت دعوة «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي»، قال خدام: «بصورة رسمية لم توجه الدعوات بعد، لكن وصلنا نحن في هيئة التنسيق الوطنية-حركة التغيير الديمقراطي بأن نقترح 25 رفيقا لحضور المؤتمر».
وإن الروس هم من اقترح ذلك على «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي»، أوضح خدام أن هذه الجهة هي من «المقربين منهم».
وإن كان يعتقد أن هذا المؤتمر سيتمخض عنه نتائج ملموسة فيما يتعلق بحل الأزمة
قال خدام: «المؤتمر أقرب إلى الندوة بحيث تطرح فيها الآراء ومن ثم يتم حصر التوافقات وسوف يتلو هذا المؤتمر مؤتمرات أخرى في دمشق».
وحول ما يجري من مسابقة للجيش العربي السوري من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في شرق البلاد للسيطرة على مدينة البوكمال على الحدود مع العراق قال خدام «اعتقد أن البوكمال (ستكون) من نصيب الجيش السوري».
وذكر خدام، أن «اللافت حقيقة (هو) انسحاب داعش من أمام «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في حين أنها تقاتل بشراسة الجيش السوري»، إن هذا الأمر «مريب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن