ثقافة وفن

ما أحلاها هدية!

| د. اسكندر لوقــا

في سياق الزيارة التي قام بها رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين جوزيف سويد إلى جريدة «الوطن» بتاريخ 23 تشرين الأول 2017، قدم لرئيس تحرير الجريدة الأستاذ وضاح عبد ربه هدية هي الخريطة العامة لسورية الطبيعية [الهلال الخصيب] كأحلى هدية يمكن أن يتلقاها أحدنا في هذا الوقت بالذات.
أقول في هذا الوقت بالذات، والكل يدرك أبعاد التصرفات التي يقوم بها عدو سورية رئيس تركيا أردوغان الذي لم يعد يحتاج إلى تعريف، بعد أن سقط القناع من على وجهه وبدت ملامحه العثمانية التي كانت مخبأة، إلى حين غلوه في العدوان على شعبنا منذ ما يقارب السنوات السبع وحتى اليوم.
إن الخريطة التي يتمنى أحدنا أن تجد لها مكانا في بيوتنا تحديدا، ليست مجرد صورة، لأنها تعني الكثير، وتعني أن وطنا استطاع الاستعمار، في وقت من الأوقات، أن يقسمه إلى أجزاء متناثرة في منطقتنا، إرضاء لشهوة المستعمر بمختلف أطيافه، وخصوصاً المستعمر الفرنسي والآخر البريطاني، وباقي حلفاء زمن الحرب العالمية الأولى، تمهيدا لوضع المنطقة، بثرواتها المتعددة، في قبضة هذا المستعمر أو ذاك.
وفي زمن الحرب التي تشن حالياً على سورية، أرض الحضارات والأوابد التي لا تقدر بثمن لندرة مثيلاتها حتى في البلدان التي استعمرتنا في القرون السابقة، في زمن الحرب هذه، تأخذ هذه الخريطة معناها إلى أبعد حد، مذكرة أبناء هذا الجيل– وخصوصاً أبناء اللواء السليب لواء الإسكندرونة– بمكانتها وأنها من تبعات جريمة التقسيم التي ارتكبت بحق بلدنا، وأن هذه الخريطة جدير بأن تبقى صورتها في الذاكرة الذهنية والبصرية إلى حين يعود الهلال الخصيب إلى حالته الطبيعية كما كان قبل الاعتداء على وحدته في زمن الاستعمار في القرن الماضي كما هو معروف.
وبغض النظر عن أبعاد الخريطة التي قدمت هدية على سطح ورقة من الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى جريدتنا الغراء جريدة «الوطن» في إطارها المادي، فإن لها وقعها في النفس في إطارها المعنوي، وهو إطار لا يمكن أن يقاس بسنتيمترات أو بأمتار على سطح ورقة، لأنها تقارب مسافات لا يمكن حصرها بالأرقام بل بالمعنى الذي حملته الصورة وفيها حقيقة سورية الطبيعية كما كانت قبل الاعتداء على وحدة أراضيها نتيجة التآمر الذي لم يكن يوماً خافيا عن أنظار الوطنيين من أبناء شعبنا ولن يكون كذلك في أي وقت آت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن