سورية

«مداد»: من التحديات أمام قراءة الحدث السوري تجاوز الأوهام والأضاليل

| الوطن

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد» أن أولى المهام والتحديات أمام قراءة معرفية وتفكيكية للحدث السوري هي الانطلاق من مبدأ «مقاومة الأقوال المتداولة» لتجاوز أو احتواء العقد والأوهام والأضاليل والرهانات المعقدة حول الحدث.
وقال المركز في ملخص دراسة له بعنوان «ضفدع نيتشه؟ مقاربات معرفية في قراءة الأزمة السورية» وتلقت «الوطن» نسخة منها: قراءة الحدث السوري هي قراءة الحرب. ويبدو أن ثمة نوعا من «النكوص» في ديناميات القراءة والتلقي للحدث، بالميل إلى التفسيرات السطحية والسببية البسيطة، والتفسيرات الميتافيزيقية، والخرافية، وإلأيديولوجيات النمطية!
ورأت الدراسة، أنه «إذا كان الحدث السوري مثقلاً بـعناوين ومفردات واستعارات كثيرة، تصطف إلى هذا الجانب أو ذاك من الحرب، إلا أن ذلك يجب إلا يثنينا عن البداهة الأساسية الكامنة في القلب منه، وفي قلب أي صراع أو مواجهة سياسية، وهي القوة والمصلحة، أو بمعنى آخر المعنى والقوة. وهذا يتصل بالأطراف السورية وغير السورية».
وتتألف الدراسة من مقدمة وتسعة محاور هي: أولاً: معنى القراءة، وثانياً: نقطة ارتكاز أرخميدية أو أركيولوجيا الحدث، وثالثاً: قراءة على قراءة، ورابعاً: التفكيك، وخامساً: الخلق بالملاحظة، وسادساً: السينما والقطار، وسابعاً: ضفدع نيتشه، وثامناً: عقبات باشلر (العقلنية التقريبية، العقلنية المحلية) وتاسعاً: إفصاح الحدث. وأخيراً خاتمة.
وخلصت الدراسة في الخاتمة إلى القول «لعل من أولى المهام والتحديات أمام قراءة معرفية وتفكيكية للحدث السوري، هي الانطلاق من مبدأ مقاومة الاقوال المتداولة، على حد تعبير بيير بورديو، والحفر عميقا في طبقات الخطاب والسلوك حول الحدث، وتفكيك العقبات الرؤيوية والمعرفية/الابستمولوجية، بما يساعد على تجاوز أو احتواء العقد والأوهام والأضاليل والرهانات المعقدة حول الحدث، ذلك أن الكثير من المخرجات الكتابية والرقمية والسلوكية حول الحدث جاء تحت زيادة الطلب المرتفع نسبيا في سوق السياسة والميديا، ما جعل من قراءة الحدث نوعا ظاهرة ريعية فائقة.
وأوضحت الدراسة أنه «غير أننا لابد أن نأخذ في الحسبان تحذيرين هامين: الأول، من فريدريك نيتشه، يقول فيه: إن الأحداث الكبرى لا تفصح لمعاصريها عن مكنوناتها؛ والثاني، من كارل فون كلوزفيتز، يقول فيه: إنه لا يمكن أن تعرف طبيعة الموقف في وقت لا يزال «ضباب الحرب» يحجب الرؤية؛ بكل ما يعنيه ذلك من ضرورة توخي الحذر المنهجي، في التعاطي مع الحدث، وإلا فسيكون سقف التوقعات مرتفعا ذلك أن التعقيد والغموض وصعوبة الإمساك بالموضوع، كله يجعل تقدير الملامح العامة أو تقديم تقديرات متوازنة أو مستقرة، أمورا في غاية الصعوبة. وقالت: «هذا يفسر حجم المخاطرة في قراءة أحداث من نمط الحدث السوري، ولماذا تخفق الكتابة السياسية والاجتماعية وغيرها في الكشف عن حقيقة ما يجري، بل التنبؤ بمساراتها المحتملة، ولو أن هذا التحدي يجب أن يمثل حافزاً إضافياً لتخليق أو اجتراح فضاءات عمل وأدوات تحليل ومقاربات فعالة، لأن وقت الأزمات الكبرى هو وقت طرح الأسئلة الكبرى، وفيه تبرز المحاولات والرهانات الكبرى أيضاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن