سورية

قوى وتيارات محسوبة على الرياض أعلنت مقاطعتها لـ«مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي … معارضات في الداخل والخارج تبدي ترحيبها: سنشارك وقائمة المدعوين أولية وستعدل

| موفق محمد

بينما رحبت تيارات وأحزاب وهيئات من المعارضات تنشط في الداخل والخارج، بمؤتمر «الحوار الوطني السوري» المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت بعضها، أن القائمة التي تم نشرها بأسماء الجهات المدعوة «ليست نهائية»، أعلن عدد من تلك المعارضات والميليشيات المحسوبة على السعودية رفضها المشاركة في المؤتمر.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» الناشطة في الداخل محمود مرعي: إن المؤتمر هو «بداية جدية للحل السياسي في سورية».
ونشرت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء قائمة بالجهات التي تمت دعوتها للمشاركة في «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المقرر تنظيمه في 18 تشرين الثاني في سوتشي.
وتضمنت القائمة 33 جهة وهيئة وحزباً، ولم توضح الخارجية الروسية إن كانت نهائية.
ولوحظ في القائمة عدم تضمينها أسماء عدد من التيارات والهيئات والأحزاب، منها «هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي» و«هيئة العمل الوطني الديمقراطي» و«الجبهة الديمقراطية السورية» و«حزب التنمية» و«الحزب الشيوعي السوري» و«الحزب الشيوعي الموحد».
وقال مرعي: «حتى الآن لم تكتمل القوائم ولم توجه الدعوات والقائمة التي وزعت أولية ويوجد فيها نقص كبير وعلى الأغلب سوف تعدل».
وأكد مرعي، أنه تم إبلاغه من «قبل روسيا بأن القائمة التي تم نشرها هي قائمة أولية»، كما أكد أن هيئته سوف تشارك في المؤتمر في حال وجهت لها الدعوة.
واعتبر مرعي، أن هذا المؤتمر هو «بديل للمنصات والهيئة العليا للمفاوضات التي كانت تعرقل الحل السياسي من خلال طروحاتها التي تخالف القرار2254».
وأضاف: «هذه المنصات خاصة الرياض احتكرت المعارضة وكانت تنفذ أجندات خليجية وإقليمية ودولية»، وتابع «لذلك عقد مؤتمر سوتشي سوف يمثل المعارضة الداخلية والمعتدلين من معارضة الخارج والأكراد وممثلين عن المناطق المنخفضة التوتر أي القوى الفاعلة على الأرض والدولة السورية».
من جانبه، اعتبر الناطق باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة الناشطة في الداخل منذر خدام في تصريح لـ«الوطن» أن القائمة التي نشرت «غير دقيقة وهي نوع من تسريب لجس النبض، فالدعوات لم توجه بعد».
وأوضح خدام: «هي نوع من القوائم التي تعد مسبقاً من أجل احتمال دعوتها، فهناك قوى رفضت المشاركة، وهناك قوى تريد المشاركة لم تتلق دعوة بعد مثل قدري جميل وحزبه وجبهته، وقد ورد فيها أسماء لحركات سياسية غير موجودة بل حتى كتب اسمها بالروسي بأحرف عربية».
وبعد أن توقع خدام أن توجه دعوة لهيئته للمشاركة في المؤتمر، لكنه اعتبر أنه «لا تزال ثمة شكوك حول عقد المؤتمر ذاته». وأكد خدام أن هيئته ستشارك في المؤتمر في حال توجيه الدعوة لها «وكنا قد أبدينا رغبتنا بالمشاركة للوزير المفوض (في السفارة الروسية بدمشق إيلبروس كوتراشيف) وأعلنا ذلك في بياننا عن اللقاء».
وأوضح خدام في توضيحه بشأن الشكوك حول عقد المؤتمر أن «هناك قوى عديدة سورية وغير سورية لا توافق على عقده أو لها تحفظات على حضور بعضها فتركيا مثلا لا تريد مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي والمسلحون والائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية وغيرها أعلنت عدم مشاركتها».
من جانبه وفي تصريح له قال رئيس منصة موسكو، أمين حزب الإرادة الشعبية قدري جميل «لم نتلقَ حتى تاريخه دعوة رسمية للمشاركة في هذا الملتقى، غير ما نشر في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، حيث تضمنت القائمة المنشورة اسم الحزب والجبهة».
وأضاف: «لذلك، من المبكر تحديد موقف نهائي منها مع التأكيد على موقفنا المبدئي المعروف للقاصي والداني من أي حوار… (والمتمثل بـ) دعم أية خطوة حوارية من شأنها أن تساهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام، استناداً إلى القرار 2254، ومسار جنيف. بما فيها مسألة تشكيل الوفد الواحد للمعارضة».
وفي السياق، أعرب عضو منصة «القاهرة»، فراس الخالدي، عن ترحيبه بعقد المؤتمر مشيراً إلى أنه يدعم أي حراك من شأنه أن يحقق عملية «الانتقال السياسي» في سورية، وذلك في تصريحات نشرتها وكالة «سبوتنيك».
وأضاف: «سنتعاطى إيجابياً مع أي حراك يحقق هذه العملية والأهداف».
بدوره رحب رئيس «تيار بناء الدولة السورية» لؤي حسين والذي ينشط في الخارج بعقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في مدينة سوتشي، وذلك في تدوينة نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وبخلاف المواقف السابقة، أعلن القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام» عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تتخذ من الرياض مقراً لها، أن «المعارضة سترفض» مؤتمر سوتشي.
وأضاف علوش بحسب وكالة «رويترز»: إن «الهيئة العليا تفاجأت بذكر اسمها في قائمة الدعوة، وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى، يحدد الموقف العام الرافض لهذا المؤتمر».
بدوره أعلن الائتلاف المعارض وهو أحد مكونات «العليا للمفاوضات رفضه المشاركة في مؤتمر سوتشي، واعتبره محاولة للالتفاف على مفاوضات جنيف في إطار الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية لأزمة سورية.
وقال المتحدث باسم الائتلاف أحمد رمضان بحسب «رويترز»، إن ائتلافه «لن يشارك في أية محادثات مع النظام خارج إطار جنيف أو من دون رعاية الأمم المتحدة».
من جانبها أعلنت ما تسمى «الجبهة الوطنية لتحرير سورية» العاملة في الجنوب السوري، في بيان مقاطعتها المؤتمر، معتبرة أنه سيكون «تصديقاً مخادعاً لتمرير ما تم طبعه في أستانا» وفق ما ذكرت وكالات معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن