سورية

بعد زيارات عدة ولقائه برأس النظام السعودي وعبر قناة «العربية»! … الحريري يستقيل من الرياض.. وطهران: سيناريو صهيوني سعودي أميركي

من السعودية، وبعد عدة لقاءات جمعته بمسؤولين سعوديين على رأسهم ملك البلاد سلمان بن عبد العزيز، وفي وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الإيرانية حالة تأزم تشعل لهيبها أكثر فأكثر واشنطن لتحقيق مصالحها في المنطقة، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في خطوة مفاجئة استقالته، أمس، من رئاسة الحكومة، مبرراً تلك الخطوة بالعديد من الذرائع منها تدبير محاولة لاغتياله، وأن وضع لبنان الآن يشبه تلك الفترة التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري، لكن القصة أبعد من ذلك بكثير، فهناك حرب غير معلنة شنتها السعودية على إيران وتتخذ لبنان منطلقا لها بعد سلسلة الإخفاقات التي ألحقت بالرياض من سورية إلى العراق وصولا باليمن والتي لم تعد معها الرياض تقوى على تحمل المزيد من الغرق والهزائم أمام محور المقاومة، واعتبرت الخارجية الإيرانية أن إعلان الحريري، استقالته، سيناريو صهيوني سعودي أميركي جديد الغرض منه تأجيج التوتر في لبنان والشرق الأوسط كله.
استقالة الحريري جاءت في كلمة متلفزة ألقاها من الرياض، بثتها قناة «العربية» التي تملكها السعودية، هاجم فيها إيران وحزب اللـه بعنف.
وقال الحريري: إن «حزب اللـه بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة.
وجاءت استقالة الحريري غداة لقاء عقده مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الجمعة في بيروت.
ولم يدلي الحريري بأية تصريحات بعد لقاء ولايتي، في وقت أعلن فيه الأخير أن إيران «تحمي استقرار لبنان». ووصف اللقاء مع الحريري «بالجيد والإيجابي». وقال ولايتي «أجرينا لقاء جيداً وإيجابياً وبناءً وعملياً مع الرئيس الحريري».
وكان الحريري قد توجّه إلى السعودية في الساعات الماضية، وذلك بعد أن أعلن الوزير السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان مواقف عدة، منها استغرابه سكوت الحكومة اللبنانية على «مشاركة حزب اللـه بالحرب على السعودية».
وفي أول تعليق له بعد الاستقالة، قال السبهان على «تويتر»: «أيدي الغدر والعدوان يجب أن تُبتر».
ونقلت الميادين نت عن مصادر وزارية ترجيحها تأجيل زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الكويت، والتي كانت مقررة اليوم الأحد.
وقالت الرئاسة اللبنانية: إن الرئيس عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة.
وتسببت استقالة الحريري بصدمة في الشارع اللبناني وتباينت المواقف السياسية اللبنانية بين مرحب ورافض ومتخوف من تلك الخطوة.
حيث سأل رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب على حسابه على موقع «تويتر» ما إذا كان الحريري يخضع للإقامة الجبرية في السعودية، وإذا ما كان قد تمّ إجباره على الاستقالة.
أما النائب اللبناني في كتلة التغيير والإصلاح زياد أسود فقال بدوره «سمعنا كلاماً من السعوديين يدلّ على نيّة في خلق مشكلة في لبنان».
رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط علّق على استقالة الحريري، فاعتبر أن «لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمّل الأعباء السياسية والاقتصادية لهذه الاستقالة».
وزير المالية اللبناني علي حسن خليل قال لرويترز: إن الاقتصاد والليرة لا يواجهان خطراً بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
بدوره رأى وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي أن استقالة الحريري «ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة في التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون».
وزير المهجرين طلال أرسلان رأى أن استقالة الحريري بهذا الشكل «مريبة وتدعو للشك». كما قرر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قطع زيارته إلى شرم الشيخ المصرية، التي توجه إليها للمشاركة في منتدى شباب العالم، على خلفية إعلان الحريري استقالته.
بدورها علقت إيران على الاستقالة. وقال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام إنه «وبعد 40 عاماً هم يكررون موقفهم بكسر قوة إيران في المنطقة ولم ينجحوا»، متمنياً لو أن الحريري يتحلى بحكمة والده.
كما تمنى شيخ الإسلام لو أن الحريري احترم عزّة الشعب اللبناني «بتقديم استقالته من لبنان لا من السعودية».
مستشار وزير الخارجية الإيراني رأى أن «واشنطن والرياض تعملان على توتير الأوضاع في لبنان والمنطقة بعد هزيمة داعش».
بدوره، قال مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن إعلان الحريري استقالة الحكومة أثناء زيارته للسعودية خطوة متسرّعة.
وأضاف عبد اللهيان: «الاستقالة ستتسبب بفراغ سياسي وستصب لمصلحة الكيان الصهيوني».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن