سورية

تمدد في محيط دير الزور.. وقوات عراقية ستدخل معه البوكمال … الجيش يقترب من إنهاء أسطورة داعش

| الوطن- وكالات

يقترب الجيش العربي السوري من إنهاء أسطورة الإرهاب العالمي المسماة «داعش» من خلال تقدمه بثبات إلى مدينة البوكمال معقلها الأخير في سورية والعراق، وذلك بدعم من حلفائه الذين أبدوا في العراق استعدادهم لمشاركته في المعركة، بعدما طوى ملف مدينة دير الزور. وتابع الجيش وحلفاؤه أمس التقدم في محيط مدينة دير الزور، فاستعاد السيطرة الكاملة على حويجة كاطع المتاخمة للمدينة من الجهة الغربية، بعد أن أنهى الجمعة وجود داعش من كامل المدينة بعد أقل من شهرين على فك الطوق عنها.
وبذلك باتت جهود الجيش وحلفائه اليوم موجهة أكثر باتجاه مدينة البوكمال من خلال عملية «والفجر3»، حيث ذكر «الإعلام الحربي المركزي» الجيش وحلفاؤه أصبحوا «قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الحدود العراقية، بعد إحراز المزيد من التقدم انطلاقاً من الجهة الشرقية لـ «المحطة الثانية» في ريف دير الزور الجنوبي بعد معارك مع تنظيم داعش»، في حين أوضحت مصادر إعلامية معارضة، أن 30 كيلومتراً فقط باتت تفصل الجيش عن البوكمال.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، أن قاذفات بعيدة المدى من طراز تو-22 إم3، أقلعت من الأراضي الروسية وحلقت عبر المجال الجوي للعراق وإيران، لتدمر مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة لداعش في مدينة البوكمال، وكذلك مراكز قيادة لتشكيلات التنظيم.
واللافت أن التقدم المتسارع للجيش رافقه قتال بين قوات «الحشد الشعبي» العراقية التي سيطرت على قضاء القائم وداعش ووصل أمس إلى منطقة الهري داخل الأراضي السورية والمقابلة لمنطقة القائم.
ونقلت قناة «الميادين» اللبنانية عن المتحدث باسم كتائب «حزب الله» العراق جعفر الحسيني تأكيده أن «قوات المقاومة العراقية، ستشارك في المعركة ضد داعش في البوكمال»، وسط تأكيد ناشطين «رصد دخول سيارات تحمل عناصر من داعش إلى البوكمال قادمة من قضاء القائم العراقى قبل إعلان استعادته».
في الأثناء ذكر موقع «روسيا اليوم» أنه «وبعد أن تقلصت الأراضي، التي كان يسيطر عليها داعش، وباتت منحصرة في بلدة حدودية سورية وقرية على ضفة نهر الفرات في العراق، لم تبق خيارات أمام مسلحي التنظيم سوى شن حرب عصابات، بعد أن خسر الأراضي، التي كان يحتلها».
بدوره قال المتحدث باسم «التحالف الدولي» رايان ديلون: لم يتبق للتنظيم سوى بضعة آلاف من المقاتلين يتمركزون بالأساس في البوكمال، وأضاف: نتوقع منهم الآن أن يحاولوا الفرار، لكننا ندرك ذلك وسنفعل كل ما بوسعنا للقضاء على قادة داعش.
وفي إشارة بدت توجيهية أكثر منها تحذيرية قال ديلون: مع استمرار مطاردة داعش في تلك المناطق الصغيرة «نراهم يفرون إلى الصحراء ويختبئون هناك في محاولة للتحول من جديد إلى جماعة متمردة إرهابية».
ورأى أنه: «لن تُهزم فكرة الدولة الإسلامية والخلافة الافتراضية على المدى القريب. وسيظل تهديد الدولة الإسلامية قائما».
وفي المقلب الآخر، واصلت «قسد» مساعيها لقطع الطريق على الجيش للوصول إلى البوكمال، حيث استمر القتال بين داعش و«قسد» في بلدة الصبحة الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، في إطار ما تسميه الأخيرة عملية «عاصفة الجزيرة».
وأكدت مصادر إعلامية معارضة مقتل وإصابة عددٍ من مسلّحي «قسد»، إثر تفجير داعش سيارة مفخخة بأحد مواقعهم في قرية الفدغمي جنوب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
على خط مواز أصدر «التحالف الدولي» بياناً جاء فيه: أنه «بشكل عام يفر الناس إلى مناطق شمال دير الزور، هربا من العمليات التي ينفذها النظام وروسيا. وهناك أنباء مفادها أن مئتي شخص يفرون يوميا إلى مخيم الركبان للاجئين في الجنوب»، وذلك بالترافق مع تصريحات لقائد قوات العمليات الخاصة في التحالف، جيمس جيرارد، ادعى فيها أن الآلاف من المواطنين العرب فروا من دير الزور إلى مدينة الميادين، ولكن ليس من إرهابيي داعش، بل من القوات الحكومية. ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنكوف على ذلك، قائلا: « من الغريب أن نسمع من قائد العمليات الخاصة في التحالف هذه السخافة الجغرافية»، مشدداً على أنه ليس هناك من سوريين يرغبون في التوجه باتجاه الشمال نحو الرقة التي تحررت مؤخرا، «لأنه بعد قصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لهذه المدينة على نحو عشوائي لم يتبق من الرقة نفسها أي شيء».
وبالعودة إلى دير الزور، كشف المحافظ محمد إبراهيم سمره خلال جولة له أمس على أحياء المدينة عن رصد 6 مليارات ليرة سورية كحالة إسعافية لإعادة إعمار وبناء ما خربته التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيم داعش في البنى التحتية للمدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن