سورية

«تاو» الأميركية بيد التنظيم والأكراد يستنفرون …تركيا تستنزف داعش عند حدودها الجنوبية مؤقتاً

حلب – الوطن : 

انقلبت الحكومة التركية بتوجيه من رجب طيب أردوغان على تنظيم داعش الإرهابي الذي رعته ومولته لخدمة أهدافها ورفضت المشاركة في جهود «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية خلال سنة لمحاربته، كما نفضت يديها بإعلانها الحرب على التنظيم ممن يسمون المسلحين «المعتدلين» بعد إخفاق برنامج تدريبهم الأميركي على أراضيها ورفضهم مسبقاً المساهمة في قتاله.
ورأى محللون سياسيون تحدثت إليهم «الوطن»، أن توقيت إعلان تركيا الحرب على داعش هدفه انتخابي بالدرجة الأولى في محاولة من «العدالة والتنمية» كسب مقاعد برلمانية إضافية في الانتخابات المبكرة التي بوشرت الاستعدادات لها باكراً قبل تحديد موعدها.
وذهب المحللون إلى أن القضاء على التنظيم في نظر حكومة تصريف الأعمال التركية وأردوغان خط أحمر، وأن ما يجري من مناوشات معه الهدف منها استنزافه مؤقتاً ريثما تنضج ظروف جديدة لإعادة استخدام ورقته الإقليمية بما يخدم السياسة التركية التي راحت توحي للمجتمع الدولي بأنها شريك حقيقي في محاربة داعش بانخراطها في صفوف التحالف واستجابتها للمطالب الأميركية، لكنها من حيث الوقائع الميدانية غاصت أكثر في مستنقع الأزمة السورية، ما سيترتب عليه تداعيات على أمنها لا يمكن التنبؤ والتكهن بها.
واستغرب متابعون للشأن التركي لـ«الوطن»، صبر تركيا طوال الفترة الماضية على مئات الخلايا «الداعشية» غير النائمة بدليل معرفة توزعها في مدنها وولاياتها ثم تحركها فجأة في حملة دهم للقبض عليهم بذريعة تهديد أمنها الداخلي من خطرهم الداهم، وهو أكبر دليل على تواطئها معهم ورعايتها لهم لتسهيل مرورهم إلى داخل الأراضي السورية والعراقية.
وأشار المتابعون إلى أن منطقة الحظر الجوي التي أعلنت السلطات التركية عن إنشائها على عمق 7 كيلو مترات كـ«خطوة أولى» داخل الأراضي السورية المقابلة لمدينة كيليس لا جدوى منها لأن الطائرات الحربية السورية لم يسبق لها أن قصدت هذه المناطق من قبل، لكنهم حذروا من خطورة التمادي في مدّ عمق منطقة الحظر الجوي إلى أبعد من ذلك لما سيترتب على هذا التهور من انعكاسات خطرة جراء انتهاك سيادة الأراضي السورية بشكل صارخ. وإن لم تغامر المقاتلات التركية بضرب أهداف عائدة لوحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، في عين العرب على غرار ما فعلت بضرب مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، إلا أن الوحدات استنفرت تحسباً لمثل تحول كهذا في مسار المعركة التي تستهدف الحؤول دون إقامتهم إدارة حكم ذاتي في عين العرب وعفرين على التخوم الجنوبية لتركيا.
ميدانياً أوضحت مصادر أهلية ومعارضة متطابقة لـ«الوطن»، أن طائرات «إف 16» التركية أطلقت قذائفها من داخل الأراضي التركية، ونفت نفياً قاطعاً ما رددته وسائل إعلام عن تدخل بري نفذه الجيش التركي في مناطق داخل الأراضي السورية واشتباكه مع داعش فيها.
وتمكنت «الوطن» من الاتصال بسكان من قرية الراعي الحدودية التي يسيطر عليها داعش أكدوا أن الاشتباكات التي حدثت في قرية عياش القريبة منها بين التنظيم والجنود الأتراك دارت عن بعد وليس داخل القرية.
وقالت المصادر: إن هدوءاً حذراً نهار أمس ساد المناطق الحدودية التي شهدت اشتباكات سابقة أكثرها ضراوة ليل أمس الأول وذهب ضحيتها العشرات من مسلحي داعش الذين تحصنوا على الهضاب المقابلة للحدود وفخخوا جميع الطرق المؤدية إليها وتمكنوا من تدمير دبابتين للجيش التركي بصواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع التي يبدو أن التنظيم غنمها من المجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى خلال معاركه معها في ريف حلب الشمالي الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن