رياضة

الدكتور ماهر خياطة لـ«الوطن»: كرة القدم حكاية عشق السوريين … النمطية في الرياضة تحتاج إلى فكر وثقافة حضارية وعلمية

| نورس النجار

اللقاء مع الدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام فيه متعة بحد ذاته، لأنك تقف أمام قامة رياضية شامخة مملوءة بالعلم والنضوج والخلق، دوماً يترك الخياطة الباب مفتوحاً للمعالجة، فالرياضة حالة وطنية واجتماعية أيضاً، ولا يمكن القبول بأي تقصير مهما كان.
قد تكون الأزمة فعلت فعلها بالرياضة كغيرها من القطاعات الأخرى، لكن رحلة النهوض عادت من جديد بخطا واثقة.
محاور كثيرة كانت حصيلة لقاء الدكتور ماهر خياطة، والتفاصيل بالتقرير الآتي:

قصة عشق
كيف تنظر القيادة الرياضية إلى تأهل المنتخب الكروي للملحق الآسيوي؟
أي إنجاز تحققه الرياضة السورية هو مبعث فخر واعتزاز للقائمين والعاملين على تحقيقه ولاسيما كرة القدم، حكاية عشق السورين وتحديداً بالزمان والتوقيت لما له من دلالات ومعانٍ وطنية وسياسية ورياضية، وبالتأكيد سوف تحظى بحيز كبير من الاهتمام والمتابعة والدعم وخاصة بعد هذه الانطلاقة الواثقة والجادة لتحقيق الحلم والتأهل للملحق الآسيوي ما يعزز ثقة الجميع بخطا الرياضة السورية وتحديداً كرة القدم التي عانت وتحملت لتؤكد وجودها وتطورها وأحقيتها بالظهور العالمي بعد الانطلاقة الآسيوية.

دعم مستمر
هل سيكون هناك دعم جديد لاتحاد كرة القدم بعد أن نجح الدوري الممتاز وهل ستبحثون عن رعاية للدوري تعود بالفائدة على الأندية والمنتخبات؟
الدعم والتكريم هما حالة مستمرة في الرياضة لأنها أهم حوافز التشجيع والاعتراف بقيمة الجهد وتكريس لمبدأ التقدير وأهم ما يعززها الثقة المتبادلة والتعاون لأهمية ما يحققه الدعم من حالة معنوية بعيداً من القيمة المادية.
وفيما يخص الرعاية المقصودة لدوري كرة القدم فقد تم إعداد دفتر شروط لحق استثمار الدوري السوري من جهة النقل والإعلان وستخصص عوائد هذا الاستثمار من أجل دعم الأندية ومستلزمات إنجاح وإظهار الدوري بالشكل اللائق الذي يتناسب مع التحول الايجابي في مسيرة كرة القدم السورية.

ملاعب ومتاعب
عاد ملعب الجلاء إلى العمل، متى سيتم تأهيل ملاعب أخرى كتشرين وما أخبار ملعب حلب الدولي؟
نحن في طور استلام أرضية ملعب الجلاء وفق الأصول من خلال لجنة فنية تم تشكيلها ومن الممكن أن يستضيف الملعب الكثير من النشاطات المحلية وفي مقدمتها مباريات الدوري والكأس.
عملية الصيانة والتأهيل لمنشآتنا الرياضية متواصلة ولكن تحكمها الأولويات والاحتياجات، ومن المؤكد أن ملاعبنا تأتي في مقدمة الأولويات ولاسيما أن للدوري السوري مكانة عليا علينا جميعاً العمل على تأمين مستلزمات إظهارها بالشكل المطلوب والمميز، فملعبا تشرين والفيحاء بالصيانة الدورية، وملعب حلب الدولي هو ضمن خطة إعادة تأهيله وقد تم الطلب من مؤسسة الإسكان إعداد دراسة للبدء بأعمال الصيانة رغم التأثر البالغ لمكونات الملعب، ولكن هناك إصراراً لإعادة الحياة لهذا الصرح الرياضي المميز على مستوى المنطقة وإعادة احتضانه لمباريات الدوري العام في أقرب وقت لتصدح مدرجاته بالهتاف لأنديتنا ومنتخباتنا.

الاتحادات المدللة
ما زال الكثير من الاتحادات الرياضية تلبس جلباب الأزمة مثل اتحاد الريشة الطائرة ولكن لا نلاحظ أي تصرف من القيادة الرياضية تجاه هذه الاتحادات حتى إن البعض سماها بالاتحادات المدللة.
«الاتحادات المدللة» هو مصطلح إعلامي متداول يراد به إحراج القيادة الرياضية تحت عنوان المحاباة أو غض الطرف وهو أمر غير واقعي لأن القرب من المكتب التنفيذي هو بقدر التزام الاتحاد وقدرته على تطوير ألعابه ومدى قدرته على التعامل مع كوادره بعقلية الاستيعاب والعدالة والحيادية ومدى تطبيقه للأنظمة والتعليمات ضمن أجواء الثقة المتبادلة والجميع يتفهم بُعد التعامل مع المكتب التنفيذي بأنه لا تهاون ولا محاباة عند الخروج عن مفهوم المصلحة العامة والأنظمة.
وأنت كإعلامي مهتم تابعت العديد من الإجراءات التي قامت بها القيادة الرياضية من جهة إعادة تقييم مفاصل العمل الرياضي واتخاذ المناسب لما فيه خير للرياضة.
لا شك بأن الأزمة هي واقع وليست نسج خيال أو كما يروق للبعض تسميتها شماعة للتراجع، والبلد كلها قد تأثرت وما زلنا نعاني من تداعياتها والرياضة كمؤسسة كان تأثرها واضحاً ولكن مع فسحة الأمل الكبيرة التي زرعها بواسل جيشنا المقدام بدأت الرياضة بعد مرحلة الاستقرار بالعودة إلى الانطلاق نحو إنجازات.

البطل الأولمبي
ماذا قدمت القيادة الرياضية لمجد الدين غزال؟ فالغزال في كل لقاءاته وتصريحاته يرى أن القيادة الرياضية مقصرة معه ومشروع البطل الأولمبي الذي تم إطلاقه ليس فعالاً، فما رأيك بكلامه؟
أنا لم اسمع على لسان اللاعب البطل مجد الدين غزال أي تصريح فيه إدانة لتقصير من القيادة الرياضية بحقه فدائماً نوضح ونقول إن المستهدف الأساسي بعمل القيادة الرياضية هو اللاعب فهو المرتكز الأساسي لنشوء الرياضة وتقدمها، فكيف إذا كان لاعباً من قيمة مجد غزال، ومن المؤكد أنه محور الاهتمام وهو يدرك ما تقدمه القيادة من اهتمام واضح حسب الإمكانات المتاحة وأنا احترم كلامه ورأيه ولكن ما أسمعه منه مختلف عن مضمون سؤالك.

الفكر والثقافة
المرحلة التي تمر بها الرياضة السورية حالياً حاسمة فإما أن تتقهقر وإما أن تتطور والمشكلة تكمن في ضيق نظر أعضاء المؤتمرات العامة لاتحادات الألعاب الرياضية وهذا ما لاحظناه وخصوصاً في مؤتمر اتحاد السلة ومؤتمر اتحاد كرة القدم فالكل يبحث عن مصلحة ناديه، ألا يجب أن تضع القيادة الرياضية إستراتيجية لهذه المؤتمرات كي تصب المداخلات لمصلحة اللعبة كتشكيل لجان للاجتماع بالمؤتمرين وحثهم على العمل لأجل اللعبة أم إن هناك إستراتيجية أخرى قد تعملون عليها؟
أنا أتوقف عند مطلع سؤالك فنحن لسنا في مرحلة حاسمة بل نحن نمضي بخطا متوازنة من خلال إستراتيجية انطلقت من صعوبات المرحلة وحاكت الأزمة بطريقة عقلانية فكانت انطلاقة الاولمبياد الوطني للناشئين الذي يعتبر البذرة الرياضية المنتجة للموهبة الرياضية التي ستشكل ثمرة يافعة من خلال الاهتمام والرعاية وفق خطط علمية منهجية وهذا بالتأكيد لن يؤدي للتقهقر بل سيؤدي إلى انطلاق نحو التحسن المتدرج.
وأنا لست بصدد إلقاء اللوم على المؤتمرات وأعضائها لأن ما يجري في المؤتمرات هو ثقافة خاصة بحد ذاتها والكل من حقه أن يلهث وراء تحقيق مصالح من ينتمي وإلا يعتبر مقصراً فتأتي أجندة الاتحاد المبنية على إستراتيجية واقعية اللعبة وإمكانيتها لتكون البلسم الرئيسي في تخفيف أثار ضعف الرؤى والأفكار والمقترحات.
وعموماً النمطية ليست داء يعالج بدواء ولكنها فكر وثقافة بحاجة إلى مزيد من التعلم والبحث والاطلاع للوصول لتحقيق المراد.

في الخارج
بعض الاتحادات الرياضية تسمح للاعبيها المهجرين بتمثيل سورية في البطولات الأوروبية كاتحاد الدراجات، وبالشروط نفسها اتحاد الريشة الطائرة لم يسمح لبطل الجمهورية آرام محمود بالمشاركة فهل هناك ازدواجية في المعايير من اتحاد لآخر؟
فيما يخص هذا السؤال من الأفضل والأجدى أن يتم توجيهه لاتحاد الريشة الطائرة فبالنسبة إلينا كمكتب تنفيذي ندعم مشاركة أي لاعب يتشرف بحمل اسم سورية ورفع علمها الغالي طبعاً شرط أن يتميز بمستوى أميز من اللاعبين الموجودين بالبلد وهذا غير متعلق بمعايير محددة موضوعه من المكتب التنفيذي بل هو خيار متروك للاتحاد لأنه يدرك مصلحته أين تكمن ولا نتدخل إلا عند الشعور بأن الإبعاد مبرراته غير موضوعية ونحن على الدوام نقف على أي حالة ترد إلينا ظاهرها الظلم لنعالجها ضمن سياق وإعطاء كل ذي حق حقه بعد التحاور مع الاتحاد المعني ضمن أجواء تبادل الآراء للوصول إلى الوضع الصحيح.

مكافآت وتعويضات
القضية المالية، الهم والاهتمام وهناك تقصير واضح في هذا الأمر، فأجور الحكام لا تكفي أجور مواصلات، فكيف سيقوم الحكام بالتحكيم بنزاهة وكيف سيطور نفسه؟ كذلك اللاعبون المشاركون في البطولات والمعسكرات لا يصرف لهم ما يكفيهم ومثالنا: بطلة الريشة الطائرة آليسار محمود منحت 500 ل. س بدل إطعام ومواصلات في اللاذقية وهي من دمشق، في الرماية لم يصرف شيء للاعبين الذين لم يحتلوا المراكز الثلاثة الأولى وجاءت مشاركتهم على نفقتهم الخاصة!
هنا السؤال متعدد الجوانب ولا أعني عدم رضا من قبلنا لما نقدمه ولكن نملك تبريراتنا المقبولة بحدودها الدنيا ونطمح لتحسين التعويضات لجميع المفاصل ولكن يجب ألا نستهين بالأعداد الكبيرة المطلوب منحها التعويضات وهذا يتطلب موارد مالية كبيرة لتغطية كثير من المواضيع ونحن بلا شك عاكفون دوماً على تغيير الوضع نحو الأحسن.
وتفنيداً للحالات التي ذكرت فأنا أثق بأن نزاهة حكامنا مبنية على سلوك تربوي واجتماعي وأخلاقي لأن السمعة لا يبنيها المال بل الأخلاق وهي ليست سلعة تباع وتشترى.
وحتى المثال المذكور بما يخص اللاعبين فأنا اعتبر أن الكلام فيه شيء من المبالغة أتمنى لو تستطيع البطلة المذكورة مراجعتي للتحقق من هذا الموضوع وأعدك بالرد بمنتهى الشفافية ومساءلة المعني بالخطأ وهذا ينطبق على لاعبي الرماية وأي نوع من الألعاب، مبرر وجودنا رعاية الإبطال ومتابعة شؤونهم والدفاع عن حقوقهم في حال كان هناك تقصير من أي جهة ما.

تحت قبة المجلس
ماذا قدمت في مجلس الشعب مما يفيد الرياضة؟
أهم ما تم طرحه بالمجلس هو إعادة صياغة قانون للرياضة يتماهى مع متطلبات العمل الرياضي من أجل النهوض والارتقاء بواقع الرياضة.
والمجال دوماً متاح ومفتوح لأي أفكار من شأنها أن تساعد على تحسين الشأن الرياضي.
والمجلس يضم مجموعة من العاملين والمهتمين بالشأن الرياضي لديهم المقدرة على التعاون والتكامل من أجل تحقيق المصلحة الرياضية العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن