رياضة

سلتنا خطواتها عرجاء وغياب الحلول أهم أسباب تراجعها … لقاءان وديان للمنتخب وإصابة الدريبي والحيدر

| مهند الحسني

ما إن تنتهي مسابقات دوري الفئات العمرية لدينا في كل موسم، حتى ينتهي الحديث عنها، وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن هذه المسابقات باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على أغلبية الأندية التي لا تعير هذه الفرق أدنى درجات الاهتمام، ولا حتى تقوم بإجراء تقييم فني لنتائجها بهدف تصحيح الأخطاء وتلافيها في المراحل المقبلة، ومع نهاية مشاركتها بالمسابقات المحلية للفئات العمرية، وتقترب من فرق الرجال حتى تلازم دكة الاحتياط من دون الاستفادة منها بالشكل الأمثل، ولو أنها تحظى بقليل من الرعاية والاهتمام لكانت سلتنا بألف خير منذ سنوات، بعيداً عن البحث عن لاعب هنا وآخر هناك، ويبدو أن وصفات اتحادات السلة السابقة، والمتعاقبة على أمور سلتنا الوطنية في علاج الأمراض المزمنة للسلة السورية لم تعد تنفع، ولعل المشكلة لم تكن في الطبيب، وإنما في المريض الميئوس من حالته، الذي تضافرت عليه عوامل الهرم والمرض فبات علاجه صعباً، وغير مجدٍ، وإمكانية العودة أشبه بالمستحيل، فسلتنا الوطنية ومنذ أعوام طويلة مضت هي هي لم تتطور، وبدت عرجاء بشكل جلي بعد ما غادرها جيل كبير من اللاعبين العمالقة والمتميزين.
في سياق متصل تسير تحضيرات منتخب رجال السلة بشكل هادئ بعيداً عن أي منغصات قد تعكر أجواءها، وهذا يعود للعمل المضني الذي يبذله الاتحاد في سبيل توفير كل ما يلزم المنتخب في رحلة استعداده للمشاركة في تصفيات كأس العالم التي ستنطلق في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بلقاء منتخب الأردن في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي السطور التالية نتوقف عند بعض المنغصات في واقعنا السلوي وآخر أخبار المنتخب.

خطوات عرجاء‏
أسئلة كثيرة لم يجد لها الكثيرون إجابات شافية من خبراء اللعبة، فما الفائدة من إقامة دوري للمحترفين بأي شكل أو طريقة إذا كان اللاعبون لا يمتلكون أدنى مقومات كرة السلة الصحيحة؟ وماذا يفعل أعظم مدرب أمام لاعب لا يتقن أبجدية كرة السلة السليمة؟ فيد اتحاد السلة لم ولن تصفق وحدها، هذا إذا كانت أصابع يد الاتحاد كاملة في ظل وجود أعضاء عديمي الفائدة الفنية ضمن أعضائه الحاليين، أما إذا انتقلنا لليد الثانية، وهي أندية كرة السلة فمن أصل (12) نادياً، ناديان فقط يعيشان أجواء احترافية مثالية، ويعملان على بناء قواعدهما بالشكل الأمثل، وما تبقى يلهث وراء تعاقدات من شأنها أن تضع النادي تحت وطأة الأعباء المالية من دون أن تكون هناك فائدة فنية جيدة، ولن يسهم هذا الوضع في خلق أجواء لكرة سلة سليمة، فكيف ستستوي الأمور في مفاصل سلتنا إذا كانت خطوات أنديتنا عرجاء؟

الأكثر شعبية
لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن كرة القدم بشكل عام، ما زالت تغنج بالحصة الأكبر من ميزانية جميع الأندية، فهي اللعبة الأكثر شعبية، وإنجازاتها لابد أن تسجل في تاريخ الإدارة القائمة على أمور النادي، ما يساهم في توفير النسبة العظمى من ميزانيات الأندية على عقود ومقدمات لاعبي كرة القدم، الأمر الذي جعل إدارات هذه الأندية تتحول إلى مجالس إدارات لكرة القدم فقط.
وباتت كرة السلة وحيدة وبعيدة عن الاهتمام، ولم تعد تجد من يهتف لها وباسمها، أو يطالب بحقوقها، فتراجعت شعبيتها في السنوات العشر الأخيرة، وزاد الطين بلة دخول الاحتراف بمفهومه الخاطئ الذي حول اللاعب إلى موظف همه الوحيد قبض الرواتب ومقدمات العقود.

الحلول موجودة
‏ يجب أن نعترف بأن سلتنا الوطنية لن تتطور إذا بقيت فرق القواعد فيها بهذه الدرجة من الاستخفاف والإهمال، فأغلبية إدارات الأندية تسعى جاهدة لبناء الفريق الأول، وتدعيمه بأفضل اللاعبين من أجل أن تسجل نتائجه في سجلها من دون أن تكون هناك محاسبة أو مساءلة عن أسباب تراجع فرق القواعد لدى أعرق الأندية، ولن تتطور سلتنا ما دامت لغة المال طاغية في سوق الانتقالات، وتستطيع أندية عريقة وكبيرة باللعبة أن تشتري لاعبين من فئة الناشئين لتدعيم فريقها، من دون أن تسعى للعمل الصحيح على فرقها، وبناء جيل على أسس صحيحة.
لذلك لابد من صب جل اهتمام جميع مفاصل اللعبة بدوري الفئات العمرية، والعمل على زيادة عدد مبارياته من أجل أن يكتسب اللاعب أكبر قدر ممكن من الاحتكاك والخبرة، وأن يكون الاهتمام بكل أشكاله لهذه الفرق لأنها النواة الأساسية لبناء جيل سلوي مشرق للمستقبل.

وديات مطلوبة للمنتخب
قام اتحاد السلة منذ بداية التحضيرات بتأمين معسكرات خارجية للمنتخب من أجل أن يصل به للجاهزية الفنية العالية قبل دخوله معترك البطولة، وقد خاطب الجانب الإيراني الذي اعتذر عن استضافة منتخبنا بسبب ظروف خاصة تتعلق بالمنتخب الإيراني، وحصل الاتحاد على موافقة رسمية من نظيره العراقي من أجل إقامة معسكر بالعراق، لكن الاتحاد وبعد التشاور مع الجهاز الفني توصل إلى نتيجة مفادها أن هذه المعسكرات ستضعه تحت أعباء مالية كبيرة لكونها مكلفة، لذلك قرر الاعتماد على إجراء مباريات ودية مع الأندية اللبنانية، وهذا ما أكده المدرب الصربي فيلسيلن الذي أبدى إعجابه للفكرة، لأن الأندية اللبنانية تضم ثلاثة لاعبين أجانب من مستوى عال، ولديها مدربون جيدون، واللعب معها له فوائد فنية كبيرة لمنتخبنا، إضافة إلى أن هذه اللقاءات غير مكلفة كثيراً من الناحية المادية، لذلك تقرر وحسب الاتصالات التي أجراها الاتحاد إقامة مباراتين وديتين مع ناديين لبنانيين الأسبوع المقبل، على أن يلتقي منتخبنا يوم الثلاثاء نادي اللويزة، ونادي الأنطونية يوم الأربعاء في العاصمة اللبنانية بيروت، وهذان اللقاءان يعتبران مهمين للجهاز الفني الساعي للوصول إلى صورة نهائية للتشكيلة النهائية التي ستمثل المنتخب في التصفيات القادمة.

لاعب مجنس
بعد عدة مشاورات واتصالات نجح اتحاد السلة والجهاز الإداري للمنتخب في التوصل إلى اتصال مبدئي مع اللاعب المجنس الذي شارك مع المنتخب في نهائيات آسيا الأخيرة بلبنان، إيفان تودوروفيتش وهو من مونتينيغرو، وقدم مستوى جيداً خلال وجوده مع المنتخب، وينتظر اتحاد السلة الرد النهائي من اللاعب المذكور من أجل الانضمام لصفوف المنتخب على أن يصل الرد خلال اليومين القادمين.

إصابات
يواصل المنتخب استعداداته وسط أجواء مريحة يعود سببها للعلاقة الطيبة التي تربط اللاعبين بالجهاز الفني، لكن لابد للمنغصات من أن تطل برأسها على تحضيرات المنتخب بعدما تفاجأ الجهاز الفني بإصابة اللاعب العملاق هاني دريبي بظهره وقد تبين بعد الفحوصات أنه أصيب بديسك بظهره قد تبعده الإصابة عن تحضيرات المنتخب لمدة أسبوع حسب تصريحات معالج المنتخب، إضافة لإصابة اللاعب يامن حيدر في قدمه اليسرى التي لحقت به خلال مباراتنا الودية مع نادي بيبلوس اللبناني والتي خسرها منتخبنا بفارق 12نقطة وبواقع (80-68)، ومن المتوقع ألا يشارك يامن مع المنتخب في أول مباراة له بالتصفيات أمام الأردن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن