شؤون محلية

المهاجر: نعمل على تأهيل المواهب وتوفير فرص العمل لهم في القطاع الخاص … 600 مصمم للأزياء في سورية.. بينهم أطباء ومحامون مشهورون

| محمود الصالح

تعتبر مهنة تصميم الأزياء من المهن القديمة وتطورت عبر التاريخ وارتبطت بكل مرحلة من مراحل الحياة البشرية، وكان للسوريين باع طويل في مهنة تصميم الأزياء، حتى إن ملكة بريطانيا كانت تصمم فساتينها الملكية في دمشق ومن الدامسكو السوري ومن بعدها نساء «الذوات» في العالم.
اليوم « الوطن» زارت الجمعية السورية لمصممي الأزياء للتعرف على واقع هذه المهنة، التي بين رئيسها ماهر المهاجر أن الجمعية استطاعت تخريج عدد كبير من مصممي الأزياء وصل الآن إلى أكثر من 600 شخص من الجنسين.
وأوضح المهاجر أن المتدربين ليسوا فقط من الباحثين عن مهنة معينة بل من الذواقين للفن الراقي الجميل منوهاً بأن في الجمعية أطباء ومحامون وخريجو جامعات باختصاصات مختلفة من بين أعضائها وهم من المشهورين في مهنهم ويعملون كهواة في هذه المهنة وليس بدافع الاستفادة المادية ودفعهم إلى هذه المهنة لمسة الإبداع والفن التي يمتلكونها ولذلك توجهوا إلى الجمعية لتطوير مهاراتهم ومواهبهم، لافتاً إلى وجود أعضاء من الجمعية أبدعوا في مجال تصميم الأزياء والبعض منهم اقترب من المستوى العالمي.
وشدد المهاجر على حاجة مصمم الأزياء إلى تسليط الأضواء إعلاميا على أعماله ليصل إلى الشهرة، مشيراً إلى أن هناك من بين خريجي الجمعية الذين وصلوا إلى مستوى رفيع خارج البلاد ومنهم من يدرس تصميم الأزياء في ألمانيا، موضحاً أنه خلال الأزمة الكثير من الخبرات المهمة في تصميم الأزياء ولكن استطعنا أن نعوض كل من خسرناه من خلال الوجوه الجديدة.
وعن الواقع الاقتصادي لمصمم الأزياء بين رئيس الجمعية أن راتب مصمم الأزياء في شركات القطاع الخاص يصل إلى 200 ألف ليرة سورية شهريا وهناك حاجة كبيرة ومتزايدة لمصممي الأزياء والنافذة المفتوحة الآن هي معامل القطاع الخاص أما في القطاع العام فلا يوجد مصممو أزياء فيها.
منوهاً بأن هناك شركات عالمية عملاقة تعمل في تصميم الأزياء هي التي تضع الموضة وفق خطوط محددة ترتبط بشكل كبير بالأحوال العالمية، حيث نجد في السنوات الأخيرة تناقض كبير في الموضة ناتجاً عن الصراع بين دول العالم حيث نجد الجاكيت العريض مع البنطال الضيق وهذا يعطي صورة عن التناقض.
وتابع: إن مصمم الأزياء ينساق بشكل كبير وراء حاجة السوق وما يتطلبه ذلك، ونحن في سورية نعتمد التصاميم المتوازنة لذلك نجد إقبالا كبيراً على التصاميم السورية التي تجمع بين الموضة والروح الشرقية ما يمنحها حيوية كبيرة، اليوم هناك سيطرة كبيرة للموضة الغربية على كل الأسواق وفي بلادنا تعتمد صناعة الألبسة على 75 بالمئة من التصاميم الأجنبية المنقولة عن النت أو القطع المستوردة وهناك 25 بالمئة من إنتاج الألبسة المحلي يأخذ التصاميم من مصممين محليين.
وبين المهاجر أنه في عالم الأزياء يوجد موضة وهناك «صرعة» الموضة هي الحاجة التي يتداولها أغلب الناس وتستمر لفترة طويلة وهي تسمى خطوط الموضة أما «الصرعة» فهي لا تعيش كثيراً لأنها تبدأ وتنتهي خلال بضع سنوات وهي تحتاج إلى عنصر المغامرة لتنتشر في المجتمع وأكثر من يمثل هذا الجانب هم عنصر الشباب في مرحلة المراهقة. وهناك دور كبير للفنانين المشهورين في نشر الموضة حيث يقلد الناس إحدى الفنانات في لباسها.
وعن الحاجة لتحقيق الانتشار قال: يجب أن نشارك في عروض أزياء عالمية وأن نحصل على التغطية التلفزيونية وأن نشارك في برامج مسابقات كبرى، وهذا كله يحتاج إلى تكاليف كبيرة، مشيراً إلى قيام الجمعية بدورات مستمرة لكل من يمتلك الموهبة والرغبة ومدة الدورة 3 أشهر ويتم منح الخريج شهادة تصدق من وزارة الخارجية وهناك ترحيب كبير في خارج القطر بحاملي شهادات تصميم الأزياء السورية أما في داخل القطر فإن المعامل تعتمد الخبرة أكثر من اعتمادها على الشهادة.
وأضاف: حالياً تسعى الجمعية إلى التعاون مع الأكاديمية الألمانية لتصميم الأزياء بعد الحصول على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وقد وافقت الأكاديمية الألمانية على منهاج الجمعية وستقوم بمنح الخريجين شهادات الأكاديمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن