سورية

إده للمؤتمر: بلفور مشروع مدمر يركز اليوم على سورية ولبنان

| الوطن

أكد الكاتب والسياسي اللبناني ميشيل إده أن وعد بلفور «مشروع مدمر ما يزال مثابراً على توفير أسباب النجاح لإستراتيجيته الساعية إلى إخراجنا من التاريخ»، ويركز حالياً على لبنان وسورية بالأخص.
وفي كلمة وجهها للمؤتمر تلقت «الوطن» نسخة منها، قال إده: إن قرناً مضى على هذا الوعد، أما الشؤم الذي نُعِتَ به من قبلنا نحن العرب، حين صدوره، فنعاينه اليوم وقائع مرة مريرة عن مغازي المشروع الصهيوني المدمر ليس لفلسطين وحسب، بل للبنان وسورية أيضاً بخاصة، ولسائر بلدان عالمنا العربي، وذلك بالعصف بكياناته، وبتأبيد استغراقه في التخلف ونهب ثرواته والتحكم بمصائرها».
ورأى إده أن هذا المشروع المدمر ما يزال مثابراً على توفير أسباب النجاح لإستراتيجيته الساعية إلى إخراجنا من التاريخ، متابعاً تركيزه، في هذا الصدد، على لبنان وسورية بالأخص، ليس فقط بسبب من عوامل الجوار بالجغرافيا، بل كذلك لتاريخية وعراقة وخصوصية البنية المجتمعية التي اتسمت بالتنوع الديني في كل منهما، وكذلك بالسياسات الوطنية الكفاحية ضد هذا المشروع الصهيوني في زرع إسرائيل كياناً عنصرياً مصطنعاً على أساس أحادية العرق والدين، مذكراً بتاريخ سورية ولبنان المشترك في مواجهة الاستبداد العثماني «بسلاح الهوية العربية الواحدة بمسيحيي ومسلمي لبنان وسورية، وليس بالهوية الدينية».
وشدد إده على أن آخر وأخطر تعبيرات هذه الإستراتيجية الصهيونية بحبائلها المدمرة، نجاحها في استيلاد ظاهرة الإرهاب المتفشي، والذي اعتبر أنه «بات في قارات العالم الخمس، بكونه ماركة مسجلة من صنع «الإسلام والمسلمين» وأنه على أساس هذه الإستراتيجية، باتت إسرائيل تبني حضورها في الشرق الأوسط بكونه الحضور المدافع ليس عن اليهودية وحسب، بل عن الدين المسيحي أيضاً وعن العالم المسيحي ذاته، في مواجهة «بربريةٍ إسلامية الأصل والجذر» مزعومة.
واعتبر، أن «إسرائيل» بالتطرف الصهيوني الذي يحكمها في سياسته العنصرية، تسعى إلى تقديم نفسها بكونها الجبهة الأمامية الأولى للدفاع عن العالم بأسره ضد هذه البربرية، المزعومة إسلاميةً، وضد هذا «الوباء الإسلامي» القتال.
واستذكر إده المفكر اللبناني، الروائي الكبير، ميشال شيحا  وكشفه الباكر الباكر عن جوهر هذه الصهيونية منذ بشائر/ نذائر ظهورها باغتصاب فلسطين المجاورة لجارها، لبنان التنوع والتعدد الديني والثقافي النقيض لبنية إسرائيل الأحادية العنصرية.
ونقل إده عن شيحا قوله: «إن قرار تقسيم فلسطين بخلق الدولة اليهودية من أعظم الضلالات التي اجترحتها السياسات المعاصرة، فلسوف يستتبع هذا الأمر، وإن بدا يسيراً، أعجب العواقب، ولا نكون قد امتهنا العقل إن قلنا إن هذه القضية الضئيلة ستعمل على زعزعة الأرض من أساسها».
وبعد أن تساءل إده: هل إن الحروب الدينية والعرقية قد باتت اليوم مجدداً هي مصير العالم المحتوم؟، قال: «الحروب الدينية العنصرية العرقية الإرهابية التي عرفتها جغرافية العالم من قبل، وكانت جحيماً أينما اندلعت وحلت، لم تكتف بحرق الفيلسوف الأندلسي ابن رشد الذي قال عنه كريستوف كولومبس في مذكراته: «لولا ابن رشد لما قمتُ برحلتي»، والمقصود رحلة اكتشافه أميركا، لقد أحرقت تلك الحروب الدينية قبله الكثيرين الكثيرين، شعوباً ومجتمعات بلداناً بأكملها، بتاريخها والجغرافيا.
وأضاف: «أما القديس توما الإكويني، من جهته، فلم ير ضيراً بالإقدام على قراءته المتأنية اللافتة لفلسفة ابن رشد العقلانية، بل تأثر بها كذلك، وهو الفيلسوف اللاهوتي المسيحي الرائد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن