سورية

اعتبروا دخول تركيا والسعودية في تحالف لضرب الإرهاب «دعماً للإرهاب»…مشاركون في المؤتمر الإعلامي لـ«الوطن»: يجب إقامة تحالف سوري عراقي إيراني لمواجهة الهيمنة وطهران ستكون أكثر دعماً للمقاومة بعد الاتفاق النووي

الأردن ينتظر أي حل يخلصه من ضغط أميركا والسعودية ومصر تدفع ثمن مواقفها المؤيدة للحل السياسي

 الوطن – تصوير طارق السعدوني : 

اعتبر إعلاميون مشاركون في المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري، أن إيران وبعد التوقيع على الاتفاق النووي مع القوى الكبرى ستكون «أكثر قوة في دعمها لمحور المقاومة»، ودعوا إلى قيام تحالف ثلاثي سوري عراقي إيراني، لمقاومة مشاريع الهيمنة الأميركية والصهيونية، ورأوا أن دخول تركيا والسعودية في أي تحالف ضد الإرهاب، هو «دعم للإرهاب» لأنهما داعمتان أساسيتان للإرهاب في العراق وسورية، على حين رأى آخرون، أن الأردن سينخرط في التحالف الإقليمي لمحاربة الإرهاب الذي دعا له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن الحكومة الأردنية تنتظر أي حل يخلصه من الضغط الاقتصادي الذي تمارسه عليه الولايات المتحدة الأميركية والسعودية.

أي قوة عسكرية في العالم لا تستطيع مواجهة الفكر الإرهابي مثلما تواجهه سورية
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش المؤتمر قال المدير العام لقناة «العالم» الإيرانية أحمد سادات، رداً على سؤال حول سياسة طهران حيال سورية عقب توقيع الاتفاق النووي: إن «إيران بعد الاتفاق ستكون أكثر قوة في دعمها لمحور المقاومة». وأضاف «لنكن واضحين: إيران تدعم سورية بكل ما في وسعها، وإلى الآن لا يوجد دعم عسكري مباشر لسورية، وإنما مستشارون وخبراء عسكريون من إيران يقدمون المساعدة الفنية للقوات السورية». ورأى أنه «بعد إنجاز الاتفاق النووي، تضاعف دور إيران إقليمياً وعالمياً باعتراف الأوروبيين والعرب كلهم. على هذا الأساس نشاهد توافداً من المسؤولين الأوروبيين إلى طهران وهم يطلبون مشاركة إيران في حل الملفات الإقليمية». وكشف أنه وخلال المفاوضات النووية طلب الأميركيون من نظرائهم الإيرانيين مشاركة بلادهم في حل سياسي للوضع في سورية.
وأوضح سادات، أن واشنطن ومعها الدول الأوروبية، اقتنعت بعد مضي أكثر من أربع سنين من وجود تيارات إرهابية، بـ«عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وضرورة البحث عن المخرج السياسي للأزمة» إضافة إلى اقتناعهم بأن «أي قوة عسكرية في المنطقة والعالم لا تستطيع مواجهة الفكر الإرهابي، مثلما تواجهه سورية حكومة وجيشاً».
وحول علاقة إيران مع الولايات المتحدة، أوضح سادات أن بلاده «لا تتلاقى مع واشنطن في كثير من ملفات المنطقة، لكن بينهما تقاطعات مصالح في بعض الأحيان مثل ملف التكفير ومواجهة الفكر التكفيري في المنطقة»، واستدرك موضحاً إن «واشنطن لا تريد القضاء على التيارات التكفيرية والدواعش بل تريد استغلالهم سياسياً وأمنياً وفق مصالحها».
وأشار إلى أن الغرب وبعد إبرام الاتفاق النووي، بات يعترف بقدرة إيران ويرضخ لها بوصفها «قوة عظمى» في المنطقة وحتى قوة ضمن النادي النووي، وذلك عقب أكثر من (38) سنة من المواقف العدائية التي اتخذتها الدول الغربية حيال الثورة الإسلامية.
المنطقة أمام مؤامرة تقسيم كبرى
بدوره اعتبر رئيس تحرير «الصحيفة العربية» العراقية عبد الرضى الحميد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن المؤامرات الكونية لا تستهدف العراق وسورية فقط، بل تستهدف الأمة العربية والإسلامية، من أجل تحويلهما إلى إمارات وكيانات طائفية تتقاتل فيما بينهما نيابة عن الآخر العدو.
وقال: «إذا عدنا إلى (1972) لوجودنا أن الولايات المتحدة أطلقت ما يسمى بمبدأ التدخل السريع في منطقة الخليج العربي تحت حجة حماية المصالح الأميركية ومنابع الطاقة، لكن أميركا لم تستطع أن تحقق هذا إلا بعد عملية اجتياح الكويت (عام 1991) حيث اندفعت القوات الأميركية لحماية مشيخات الخليج وهنا بدأت عملية التنفيذ لمشروع تقسيم الشرق الأوسط من جديد. وأضاف «كما هو معروف فإن مشروع إقامة الأقاليم في العراق يهدف إلى تحقيق هذا الهدف الأميركي، حيث تسعى واشنطن إلى تقسيم سورية لخمسة أقاليم، وتقسيم السعودية إلى 3 أقاليم، وغيرها من دول المنطقة بما فيها تركيا». وخلص إلى أن المنطقة أمام «مؤامرة تقسيم كبرى أو سايكس بيكو جديدة لإنتاج دويلات طوائف تتقابل فيما بينها من أجل حماية مصالح أمراء الطوائف لأميركا».
ودعا إلى قيام تحالف ثلاثي بين سورية والعراق وإيران، لأن هذه الدول الثلاث تمثل قطب الرحى في مقاومة مشاريع الهيمنة الأميركية والوجودية الصهيونية وقد أثبتت التجارب أن التنسيق البسيط بين هذه الدول، قد أدى لتحقيق انتصارات كبيرة». وأعرب عن اعتقاده في أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقامة تحالف إقليمي يشمل سورية والسعودية وتركيا والأردن «قد تكون جزءاً من محاولة روسيا لتفتيت التحالف المناوئ.. قد تنجح أو قد تفشل»، واستدرك «لكننا في العراق وعن قناعة تامة وتجارب وسياقها التاريخي نجد أن دخول تركيا والسعودية في أي تحالف ضد الإرهاب، هو دعم للإرهاب فكلاهما (السعودية وتركيا) داعم أساسي للإرهاب في العراق وسورية». وشدد على أن عملية القضاء على العصابات الإرهابية تحتاج إلى «غرفة عمليات مشتركة سورية عراقية تشن حملة واحدة عسكرية من الجانبين وتحصد العصابات في موقعة معينة مع سلاح الجو».

الحل في سورية لن يكون إلا عبر روسيا ومصر
من جهته توقع نائب رئيس جريدة «الأهرام اليوم» المصرية حسين سنجاب في تصريح لـ«الوطن»، أن يكون هناك تطبيع للعلاقات المصرية السورية قريباً، لافتا إلى التأخير في ذلك ناجم عن «ضغوطات تمارس على الحكومة المصرية، إلا أن هذا لم يؤثر أبداً على الاتجاه الذي اتخذته القاهرة حول ضرورة إعادة العلاقات مع سورية والمسألة حالياً مجرد وقت». واعتبر، أن هناك مشروعاً تقوده أميركا وتنفذه قطر والسعودية وتركيا لإسقاط مصر وإعادة حكم «الإخوان المسلمين» مجدداً وذلك لمنع أي تقارب سوري مصري، لافتا إلى أن هذه المحاولات ليست جديدة، وموضحا أن مصر تدفع الثمن نتيجة مواقفها المؤيدة للحل السياسي في سورية وتوافقها مع الجانب الروسي على عدم إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد لأن ذلك يقرره الشعب السوري.
سورية ومصر لن تسقطا
ورأى سنجاب، أن الحل في سورية لن يكون إلا «عبر روسيا ومصر لأن الدول الراعية للإرهاب لا يمكن أن ترضى بالحلول السلمية» مادام هدفها نشر الإرهاب في سورية ومصر، ومعتبراً أن إسقاط مصر لا يكون إلا عبر إسقاط الدولة السورية وهذا لن يحصل أبداً.
وأكد أن الحكومة المصرية تسعى حالياً إلى أن تجلس الحكومة السورية والمعارضة على طاولة واحدة لوقف القتال الدائر في البلاد ونزع السلاح والبحث عن الحلول للمشاكل العالقة، مبيناً أنها بذلك قد ترضي الجميع أو ترضي طرفاً دون الطرف الآخر أو ترضي 50 بالمئة لأي طرف. وأشار إلى أن هناك اتهامات سعودية للحكومة المصرية بأنها تنسق مع الجانب السوري واليمني، إضافة إلى عدم رضى المعارضة السورية على مواقف مصر لأنها اعتبرتها منحازة لصالح الحكومة رغم أن القاهرة قدمت مبادرة للمعارضة وأن وزير الخارجية المصري سميح شكري التقاها في القاهرة. وقال: إن «مصر ليست مملوكة للسعودية بل هي ملك المصريين، وإذا كانت السعودية قدمت ما يقارب 30 مليون دولار للقاهرة كمساعدات لها، فإن مصر أطعمت السعودية وهي مديونة لها منذ أيام الصحابي الجليل عمرو بن العاص».

أميركا والسعودية تبتزان الأردن اقتصادياً لدعم الإرهابيين
من جانبه أوضح العميد المتقاعد الأردني علي الحباشنة لـ«الوطن»، أنه منذ بدء الأزمة كان الأردن يسعى لحل سياسي للأزمة السورية «لكن الظروف الإقليمية ودعم دول عربية وخاصة السعودية وأميركا لعمليات الإرهاب في سورية أدى إلى وجود ضغط كبير على الأردن وخاصة من الناحية الاقتصادية مما جعله يستجيب لبعض مطالب هذه الدول والسير معها في تدريب الإرهابيين وإدخالهم إلى سورية». ولفت الحباشنة، إلى تغير في الكثير من الموازين في العالم في السنة الحالية من الأزمة بعد ثبت صحة الرؤية السورية بأن الإرهاب سينتقل إلى دول العالم.
وأعرب الحباشنة عن اعتقاده بأن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب هي الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب «لأن الأردن بالذات يريد أن يتخلص من هذا الضغط الاقتصادي الكبير الموجود عليه من الدول الكبرى، فالأردن يلقى ضالته إذا تم تطبيق هذه الخطوة»، مضيفاً «في هذه المرحلة ينتظر أي حل ينخرط فيه وينتظر ضغطاً دولياً على السعودية وتركيا وقطر من أجل الخروج من هذه الأزمة».
ورأى الحباشنة، أنه وتبعا للأحداث فإن حل الأزمة السورية لن يطول، لافتاً إلى أن التفجيرات التي حصلت في تركيا الأسبوع الماضي والمحادثة الهاتفية التي تمت بين الرئيس التركي والرئيس الأميركي أمس الأول حول منع المسلحين من الدخول من الأراضي التركية وأيضاً التفجيرات التي حصلت في السعودية والاتفاق النووي الإيراني كلها أمور ستجبر هذه الدول على القيام بمحاربة حقيقية للإرهاب ومنع إدخال الإرهابيين إلى سورية وتسليحهم وتدريبهم»، مضيفاً «هذه الأمور الثلاثة هي البداية لحل للازمة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن