سورية

البارزاني يتضامن مع تركيا في هجماتها ضد «العمال الكردستاني» وداعش…جاويش أوغلو: غايتنا القضاء على داعش والمناطق «الآمنة» ستتشكل من تلقاء نفسها.. وداود أوغلو يؤكد أن العمليات ستتواصل ما دام التهديد قائماً

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن الجيش التركي شن غارات جوية وقصف بالمدفعية أمس السبت مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سورية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، موضحاً أن «العمليات العسكرية والأمنية ضد التنظيمات الإرهابية، ليست موجهة ضد هدف واحد، وإنما هي عملية مرحلية ستتواصل ما دامت التهديدات ضد تركيا قائمة».
يأتي ذلك بينما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إن غاية بلاده هي القضاء على خطر داعش، وإن المناطق الآمنة ستتشكل من تلقاء نفسها بعد إزالة خطر التنظيم من سورية، وحتى من العراق.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون في أنقرة: «أعطينا توجيهات لسلسلة ثالثة من الضربات في سورية والعراق والعمليات الجوية والبرية جارية حالياً».
كما أعلن رئيس الوزراء التركي، أن الشرطة التركية اعتقلت منذ الجمعة في جميع أنحاء تركيا 590 شخصاً متهمين بالارتباط بتنظيم داعش أو حزب العمال الكردستاني.
وشنت مقاتلات تركية صباح أمس غارات جوية على مواقع لداعش في سورية وبدأت حملة قصف لمواقع ناشطي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وتأتي هذه العملية ضد الحركتين المختلفتين بينهما، بعد أسبوع من أعمال عنف سقط فيها قتلى واتهمت السلطات التركية التنظيمين بالوقوف وراءها.
ومنذ الإثنين ضاعف حزب العمال الكردستاني هجماته على قوات الأمن التركية رداً على هجوم سوروج الذي استهدف ناشطين مؤيدين للقضية الكردية.
وأكد داود أوغلو أمس أن تركيا شهدت 121 هجوماً مسلحاً و281 «عملاً إرهابياً» بينها 15 عملية خطف منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران الماضي.
ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أنه أجرى محادثة هاتفية، صباح أمس مع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني موضحاً أن الأخير أكد تضامنه مع تركيا، وأن «العمليات العسكرية التركية (سواءً ضد داعش أو بي كا كا) تستند إلى أسس عادلة».
بدورها أعلنت المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية أمس، أن القوات المسلحة ضربت، الجمعة، أهدافاً تابعة لتنظيم داعش شمال سورية، وحزب العمال الكردستاني شمالي العراق، بشكل فاعل.
وأفادت المنسقية أن الطائرات المشاركة في الطلعات الجوية قصفت مخابئ، ومساكن ومخازن، ومواقع لوجستية، ومغارات، وذخائر حديثة وتقليدية، تابعة لمنظمة «بي كا كا»، موضحة أنه بالتزامن مع الضربة الجوية، «قامت مدفعية الدعم التابعة لقيادة القوات البرية، بقصف أهداف لتنظيم داعش شمالي سورية، وأهداف لمنظمة بي كا كا الإرهابية شمالي العراق».
من جانبه قال وزير الخارجية التركي: إن غاية بلاده هي القضاء على خطر داعش، وأن المناطق الآمنة ستتشكل من تلقاء نفسها بعد إزالة خطر التنظيم من سورية، وحتى من العراق. وخلال مؤتمر صحفي أمس في مقر الخارجية بالعاصمة التركية أنقرة، أوضح جاويش أوغلو أن قرار تحديد القواعد العسكرية التي ستستخدمها قوات التحالف الدولي في عملياتها ضد داعش، سيتم بعد دراسة الموضوع مع الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً استمرار المباحثات بخصوص ذلك.
وأشار إلى أن التهديدات الناجمة عن الأوضاع في سورية اتخذت شكلاً جديداً بعد ظهور داعش، مضيفاً: «نحن شجبنا كل أشكال الإرهاب، وقلنا إن الإرهاب ليس له دين، وعرق، ولغة، وإن محاربته لا تتم إلا من خلال إستراتيجية شاملة ومشتركة، لأن دولتنا تحارب الإرهاب منذ 40 عاماً».
ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول انتقال العمليات ضد داعش، إلى داخل الأراضي السورية، أجاب جاويش أوغلو، «نمتلك القدرة والقابلية التي تمكننا من مواجهة أي تهديدات أيّاً كان مصدرها، ضمن إطار القانون الدولي»، مبيناً أن قاعدة «إنجيرليك» الجوية (في ولاية أضنة) لم تفتح بعد أمام طائرات قوات التحالف الدولي في حربها ضد داعش.
بالمقابل ورداً على هجوم الطيران التركي على معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، أعلن الأخير في بيان إنهاء الهدنة مع أنقرة، حسبما تداولته وسائل إعلام تركية.
وأضاف بيان الحزب: «لم يعد للهدنة أي معنى بعد هذه الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي». والجمعة أبلغت تركيا الأمم المتحدة في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولمجلس الأمن الدولي أنها بدأت في شن غارات جوية ضد تنظيم داعش في سورية، مدعيةً أن «الحكومة السورية إما غير قادرة أو غير مستعدة لمواجهة تلك الجماعة الإسلامية المتطرفة».
ووافقت تركيا على أن تستخدم طائرات الولايات المتحدة والتحالف قواعدها الجوية لشن غارات على تنظيم داعش وذلك بعد أن ظلت لفترة طويلة عازفة عن ذلك كشريك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي.
(أ ف ب- رويتزر- الأناضول- سبوتنيك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن