سورية

ميليشيات المعارضة ضربت بـ«تخفيف التوتر» عرض الحائط وتصعد باستهداف دمشق … الجيش يتقدم في ريف حماة ويؤمن طريق إثريا خناصر بعمق 15 كم

| حماة – محمد خبازي – حمص – نبال إبراهيم – دمشق – الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري أمس، تقدمه في ريف حماة واستعاد السيطرة على العديد من القرى، وأمن طريق إثريا خناصر بعمق 15 كم. في المقابل صعدت ميليشيات مناطق «تخفيف التصعيد» من خروقاتها لهذه الاتفاقات وخصوصاً تلك المتحصنة بمحيط العاصمة، رغم إعلان موسكو التوصل لاتفاق على مواصلة عملية «تخفيف التوتر» في ضواحي دمشق.
وفي التفاصيل، فقد أمَّنَ الجيش أمس طريق إثريا- خناصر بعمق 15 كم واستعاد العديد من القرى والتجمعات السكنية في ريف حماة الشمالي الشرقي، فبعد اشتباكات ضارية مع مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بمؤازرة الطيران الحربي السوري والروسي تكبَّدت «النصرة» خلالها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، تقدم الجيش واستعاد السيطرة على جميع النقاط التي انسحب منها قبل أيام معدودة بسبب الهجوم العنيف الذي شنه مسلحو التنظيم والميليشيات المتحالفة معه، حيث بسط سيطرته على ضهرة أبوطلوع وبليل وأم تريكية.
من جانبها أفادت مصادر أهلية، بأن الجيش وحلفاءه استعادوا السيطرة على قرية أم خزيم في ريف حماة الشمالي بعد مواجهات مع «النصرة»، في حين ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن قوات الجيش تمكنت من التقدم مجدداً والسيطرة على تلة خزيم.
واستهدف الجيش تجمعات لـمسلحي «النصرة» في كفر زيتا واللطامنة بصواريخ ثقيلة، ما أدى إلى مقتل العديد منهم.
وفي محافظة حمص، بين مصدر عسكري لـــ«الوطن»، أن وحدات من الجيش واصلت عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي جنوب منطقة حميمة بأقصى الريف الشرقي للمحافظة، وأسفرت عن مقتل وإصابة أعداد من مسلحي التنظيم وتدمير عتاد لهم.
على خط مواز، تصدت قوات أخرى من الجيش لعدة هجمات شنها داعش على عدة نقاطه على محور حميمة وعلى الطريق الممتد نحو المحطة الثانية بعد اشتباكات طالت لساعات وأدت لمقتل وإصابة أعداد من مسلحي التنظيم.
وأوضح المصدر، أن الطيران الحربي السوري جدد غاراته على مواقع ومعاقل التنظيم بمحيط حميمة والمحطة الثانية، موقعاً خسائر بالأرواح والعتاد في صفوف التنظيم.
وفي جانب آخر، وحسبما أفاد مصدر مطلع في لــ«الوطن»، فقد جددت الميليشيات المسلحة خرقها لاتفاق «تخفيف التوتر» شمال حمص وأقدمت على إطلاق قذيفتي هاون باتجاه قرية قني العاصي في ريف حمص الشمالي الغربي مسببةً أضراراً مادية جسيمة بالمكان، بالتزامن مع فتح مسلحين آخرين نيران أسلحتهم باتجاه مواقع الجيش الواقعة بمحيط منطقة المشروع وعلى محور قريتي جواليك وسنيسل بالريف الشمالي في خرق آخر للاتفاق، ما استدعى من الجيش الرد والاشتباك مع المسلحين على تلك المحاور وتنفيذ عدة رمايات مدفعية ثقيلة على مصادر النيران، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.
من جهة ثانية، ذكر مصدر في لجنة التسوية بحمص لـــ«الوطن»، أنه بجهود لجان اللقاء الوطني وبعض الوجهاء عملت لجنة التسوية بمحافظة حمص أمس على تسوية أوضاع 120 مطلوباً من مدينة الرستن وبلدة تلبيسة بالريف الشمالي بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات الأمنية المختصة التي عملت بدورها على إخلاء سبيلهم على الفور بعد تدقيق أوضاعهم وتعهدهم بعدم العودة لحمل السلاح أو القيام بأي عمل يخل بأمن الوطن وسلامة المواطنين مستقبلاً.
ومع التقدم الذي يحرزه الجيش ضد التنظيمات الإرهابية وحلفائها، شهد محيط العاصمة دمشق، مزيدا من التوتر مع عدم التزام الميليشيات المسلحة باتفاق «تخفيف التوتر»، وتصعيدها في استهداف الأحياء السكنية في العاصمة بالقذاف الصاروخية، ما استدعى من قوات الجيش الرد على تلك الميليشيات. وأفاد مصدر في قيادة شرطة المحافظة في تصريح نقلته وكالة «سانا»، بأن ميليشيات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية استهدفت ضاحية الأسد بــ5 قذائف صاروخية، أسفرت عن إصابة 3 أشخاص بينهم طفلان ووقوع أضرار مادية في المكان، كما سقطت قذيفتان على حي كشكول بمنطقة جرمانا، تسببت بأضرار مادية، وقذيفتان صاروخيتان على حي الشاغور تسببت بإصابة شخصين ووقوع أضرار مادية في بناء جامع الأحمر.
ولفت المصدر إلى سقوط قذيفة صاروخية في منطقة العباسيين خلفت أضراراً مادية من دون وقوع إصابات، على حين ذكرت صفحات على «فيسبوك» أنه أصيب شخصان نتيجة القذائف التي أطلقتها الميليشيات على حي الأمين بدمشق القديمة اليوم.
في المقابل، رد الجيش على خروقات الميليشيات بغارات نفذها الطيران الحربي على مواقعها في شرق دمشق، أسفرت عن تدمير منصات صواريخ كانت تستعد لاستهداف العاصمة، بالترافق مع ضربتين جويتين نفذتها الطائرات على مواقع الميليشيات في مدينة حرستا، في حين ذكرت مصادر إعلامية، أن الطائرات الحربية شنت غارات على مواقع الميليشيات في مدينتي حرستا وسقبا وبلدة كفربطنا ومناطق تجمع «النصرة» المستثناة من «تخفيف التوتر» في حي جوبر الدمشقي.
يأتي هذا التصعيد من قبل الميليشيات رغم ما جاء في تقرير يومي لمركز المصالحة الروسي في حميميم، نشرته وزارة الدفاع الروسية على موقعها الإلكتروني، أول من أمس، بأن قيادته توسطت في المحادثات التي أجراها ممثلو الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية مع قادة الميليشيات المسلحة العاملة في ضواحي دمشق.
وبحسب التقرير فقد أسفرت المحادثات عن اتفاق بين الطرفين حول مواصلة عملية «تخفيف التوتر» في ضواحي العاصمة دمشق بين القوات الحكومية والمعارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن