رياضة

رباعي الضاد

| خالد عرنوس

منذ وعينا على متابعة كرة القدم تعودنا تشجيع منتخباتنا الوطنية وأنديتنا ومن ثم كل ما يمت للعرب بصلة على اعتبار أننا نشأنا على حب كل ما هو عربي، ولذلك فقد تابعت ليلة أول من أمس على أعصابي مباراة أسود الأطلس المغاربة مع أفيال ساحل العاج ضمن الجولة الختامية لتصفيات إفريقيا المؤهلة إلى مونديال 2018 وكانت جوارحي تتابع ما يجري في المعركة الكروية في أبيدجان وقلبي هناك في تونس العاصمة حيث ينتظر إعلان تأهل نسور قرطاج وهو ما حدث فعلاً.
المنتخبان العربيان دخلا الجولة الختامية مطالبين بالتعادل وإذا كانت مهمة المنتخب التونسي سهلة أمام الشقيق الليبي الذي يلعب تأدية واجب لا أكثر ومع ذلك عذّب النسور وفرض عليهم التعادل المطلوب فإن مغامرة الأسود كانت مجهولة المعالم وخاصة أمام أفيال ساحل العاج الذين توجوا باللقب الإفريقي قبل عامين وفريقهم متخم بالمواهب والنجوم ولا ننسى أنه خرج بنقطة من مراكش في لقاء الذهاب، وبعد مباراة ارتقت لمرتبة ملحمة كروية بكل ما في الكلمة من معنى أنهى الأشقاء المهمة بشكل أكثر مما توقعه معظم عشاق الكرة المغربية ففازوا بهدفين جميلين والأهم أن رفاق القائد مهدي بن عطية سيروا المباراة كما يحلو لهم واقتربوا كثيراً من زيادة الغلة لولا بعض التسرع وتألق المدافعين العاجيين. المهم أن أسود الأطلس عادوا للزئير من جديد ليعودوا إلى المونديال بعد عقدين كاملين ورافقهم نسور قرطاج وسبقهم صقور السعودية وتجمعهم «كلمة سر» فكلهم سيخوضون النهائيات العالمية للمرة الخامسة في تاريخهم وبوجود المنتخب المصري (أبناء الكنانة) كذلك في وقت سابق، فإننا أمام حضور عربي غير مسبوق بارتفاع عددهم إلى أربعة، وكان حضور ثلاثة منتخبات هو الرقم القياسي السابق وسجل في نسختي 1986 و1998.
في أول متابعة شخصية للمونديال شجعنا بحرارة (الطفولة) نسور قرطاج وهم يحققون أول فوز عربي في البطولة، وفي 1982 رقصنا عندما هزّ محاربو الصحراء الجزائريون عرش المانشافت، وفي 1986 بلغنا ذروة النشوة بعدما تصدر أسود الأطلس مجموعة أوروبية كاملة ضمت إنكلترا وبولندا والبرتغال، وتناغمنا مع هدف العويران بمرمى بلجيكا في مونديال 1994، وهللنا لثلاثية مغربية بمرمى اسكتلندا في 1998، وتغنينا لرباعية الجزائر هي الأعلى (عربياً) بمرمى كوريا وبلغ بها محاربو الصحراء الدور الثاني في المونديال الفائت.
في روسيا ستتوزع عواطفنا بين المنتخبات الأربعة، وبقدر فرحتنا بتأهلها نتمنى ألا تكتفي بشرف الحضور، ونأمل رؤيتها في أدوار متقدمة، إن لم تكن جميعها فأحدها، فهل يكون المونديال الروسي فاتحة خير للعرب؟.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن