رياضة

سؤال برسم الإجابة: مدينة الجلاء استثمارية أم رياضية؟

| الوطن

يبدو أن المشكلة الأزلية المتعلقة بعدم وجود أمكنة تدريب كافية لأندية العاصمة وريفها لن تجد حلاً أبداً، لا بل ستزداد مرارة وخصوصاً أن أندية ريف دمشق قد توجهت معظمها إلى صالات دمشق للتدريب عليها بعد خروج صالاتها خارج التغطية، وتوقفها عن استقبال التدريبات نتيجة الأوضاع التي تشهدها البلاد، ولكون صالة الجلاء باتت مخصصة لأنشطة الخمس نجوم، ولا مكان للرياضيين الدراويش عليها، فهي بالكاد تستوعب أنشطة الجامعات الخاصة، وبطولات الشركات الخاصة، وتمرينات المدارس الخاصة، وانتبهوا لكلمة خاصة، أما الأندية فمكانها الملاعب المكشوفة هذا في حال وجدت ذلك، وإذا انتقلنا إلى صالة تشرين فحدث ولا حرج فهي رغم ما تعانيه أراضيها التي لا يعرف لها تسمية هل هي تارتان أو بلاط أو إسمنت، ورغم كل هذا فإنها توقفت عن استقبال تمارين الأندية، أما صالة الفيحاء فباتت المنفذ الوحيد لجميع أندية العاصمة وريفها وبجميع الألعاب، إضافة إلى إقامة جميع أنواع الحفلات والمهرجانات عليها، فكان اللـه بعون مديري المدن مع اختلاف طريقة تعاطيهم مع احتياجات الأندية.

حقائق‏
لم نسمع في يوم من الأيام بأن وزارة التعليم العالي أغلقت أبواب مدينتها الجامعية في وجه طلابها لتستقبل فرقاً رياضية، ولم نسمع أيضاً أن وزارة التربية أغلقت مدرسة لتخصصها للتدريبات الرياضية، ولا غرفة تجارة دمشق ألغت بعض المحلات التجارية، وحوّلت ريعها لفرق رياضية بالاتحاد الرياضي العام، لكن إدارة مدينة الجلاء الحالية قلبت سلم الأولويات، وجعلت إرضاء الجهات الرسمية والخاصة والشعبية والتجارية والخيرية والإنسانية كلها على حساب الأنشطة الرياضية، حتى بات الرياضي مطالباً بأن يكون عضواً في فريق شركة غزل البنات حتى يتمكن من دخول صالة مدينة الجلاء، أو أن يحصل على رخصة ستاند لبيع المعروك ليتمكن من اقتحام أسوار هذه الصالة العصية على الرياضيين، أو ربما كان انضمامه لفرقة السيف والترس والعراضة والدبكة يمكنه من دخول صالة الجلاء أكثر من كونه لاعب كرة سلة في المنتخب الوطني أو في أي لعبة رياضية أخرى.
ندرك أهمية التعاون مع جميع الوزارات والجهات العامة والخاصة، ولكن هذا التعاون لا يجوز أن يكون على حساب الرياضيين، لأن هذه الصالات بنيت لأجلهم ولاحتضانهم، ولا بديل لهم عنها، وعندما أهديت إليهم من القيادة السياسية كانت لتلبية احتياجاتهم، وتحقيق أحلامهم، ولم يكن جني المال هو الغاية من بنائها، وإلا لكانت حولت لمجمع تجاري أو سكني، وأدخلت لخزينة الدولة العامة مليارات الليرات.

غريب عجيب
غريب عجيب صمت الاتحاد الرياضي عن الممارسات اللا رياضية في مدينة الجلاء، فكيف يتجاهل أنين صالة الفيحاء وهي تنوء بحمل أعباء تدريبات جميع فرق العاصمة في جميع الألعاب، فيما نرى صالة الجلاء مخصصة للمدللين والميسورين، وكيف تعجز منتخباتنا الوطنية عن حجز أوقات تدريب فيها، إلا إذا حظيت برضا وبركات قائم مقام مدينة الجلاء الذي أصبح مندوباً سامياً لغرفة تجارة دمشق وجامعاتها الخاصة وفعالياتها الاقتصادية، وفرق الموالد والمدائح إلا الفرق الرياضية لم تحظ بقبوله ورضاه، فباتت أندية العاصمة ومنتخباتها عاجزة عن دخول أعتاب صالة الجلاء وبحاجة لتوصية ربما من اتحاد المهن الفضائية، أو تجمع النقش على الماء قبل أن يتذكر الاتحاد الرياضي العام صالة اسمها الجلاء يبدو أن القائمين عليها قد أصبحوا بحاجة لجلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن