رياضة

حديث من القلب عن منتخب الشباب … المعسعس: انتقدونا بعيداً عن العاطفة… هذه مشكلاتنا والفئات العمرية بحاجة إلى حلول!

| نورس النجار

انتقاد لاذع تعرض له منتخبنا الشاب عقب خروجه من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت 19عاماً بعد أن حل ثالثاً في مجموعته التي ضمت الأردن وإيران وفلسطين فتعادلنا مع إيران وفزنا على فلسطين وخسرنا أمام الأردن التي تأهلت كبطل للمجموعة، وإيران لم يحالفها الحظ في التأهل بعد أن حققت المركز الثاني ولم تكن ضمن أفضل ثواني المجموعات.
«الوطن» التقت فراس المعسعس المدرب المساعد لمنتخبنا الشاب في حديث من القلب عن المنتخب وعن وضعه خلال التصفيات وخلال الإعداد وما تم تقديمه إلى المنتخب وما الذي تحتاج إليه الفئات العمرية لكي تتطور؟ وإلى التفاصيل:

دور اتحاد الكرة
يقول المعسعس: كان لاتحاد كرة القدم دور إيجابي في التحضير للبطولة من خلال المعسكرات الداخلية والخارجية في العراق وعمان ومصر وكانت نوعية، ولكنها تندرج ضمن الإمكانات المتاحة، إعداد المنتخب كان جيداً من خلال التجهيزات والمعسكرات ولعبنا ست مباريات ودية أعطتنا إضافة كبيرة، ولكن منتخب إيران استعد لمدة سنة ونصف السنة وكان مشاركاً في بطولة كأس العالم للناشئين ومنتخب الأردن تحضر لأكثر من سنة ولعب نحو 14 مباراة ودية، ولكي تنافس منتخبات كهذه يجب أن تجاريهم بفترة التحضير ونوعية المباريات.
يتحمل اتحاد كرة القدم المسؤولية لعدم وجود دوري للفئات العمرية كذلك فإن فترة التحضير قصيرة لم تكن كافية فاللاعبون لم يكونوا مؤسسين بشكل صحيح (ثلاثة أشهر ليست كافية للتحضير).

الفئات العمرية
أما عن الفئات العمرية فيقول المعسعس: لا يتطور اللاعب إلا من خلال المباريات ومن خلال الدوري، الفترة لم تكن كافية، وصلنا إلى مرحلة جيدة، منتخبنا متعوب عليه وهناك مشكلات وأخطاء وقد قدمنا جهداً جباراً لإعداد منتخب كهذا.
عندما يتعذر إقامة دوري للفئات العمرية ولدينا مشاركات بها فيجب أن تكون فترة التحضير طويلة الأمد، يجب وضع برنامج من المسؤولين على المنتخبات الوطنية ومن اتحاد كرة القدم لتجهيز المنتخب بالشكل اللائق والأمثل، ويجب أن يستمر هذا المنتخب حتى بعد خروج المنتخب، يجب أن تستمر هذه الفئة ابتداءً من الناشئين من خلال معسكر في كل شهر وصولاً إلى فترة الاستعداد الأخيرة التي يتم فيها وضع الرتوش الأخيرة على المنتخب.

انتقاء اللاعبين
أما عن كيفية انتقاء اللاعبين فتحدث المعسعس قائلاً: انتقاء اللاعبين كان جهداً جباراً، ففرق دمشق ترسل لنا لاعبين وخلال يومين يجب أن نختار منهم وكذلك الأمر في اللاذقية وحماة وحمص وحلب والمنطقة الشرقية، هذا الأسلوب الوحيد لعدم وجود دوري للفئات العمرية، وهذه العملية فيها العديد من الأخطاء لأننا نحكم على اللاعب من مباراة واحدة أو مباراتين وقد لا يكون اللاعب في هذه المباراة موفقاً على الرغم من مستواه جيد، وخصوصاً تقارب اللاعبين بالمستوى، اعتمدنا على منتخب الناشئين السابق ومنتخب الناشئين الجديد، وكان هناك دمج بين اللاعبين إضافة إلى بعض المواهب التي لم تكن في المنتخب السابق، وكان هناك ظلم لبعض اللاعبين الذين لم تسمح لهم الظروف بالوجود بمعسكرات انتقاء اللاعبين.
وأضاف: كل اللاعبين الذين تم انتقاؤهم هم خيارات الكادر الفني، لا أعتقد أن هناك لاعبين تم الضغط علينا ليكونوا ضمن المنتخب، كان هناك لاعبون مستواهم متقارب، ويجب علينا الاختيار بين لاعبين بالمركز نفسه وبمستوى متقارب، أما اللاعبون الجيدون وهم قوام المنتخب الأساسي فاتفقنا عليهم جميعاً ككادر فني، وكان هناك أكثر من مرة حديث عن حارس المرمى، وبجميع الحراس الذين جاؤوا إلى المنتخب هناك ضعف بالمستوى، ووضعنا اتحاد كرة القدم بهذه الصورة.
المشكلة الدفاعية كانت فردية وليست مشكلة تنظيمية، أمام إيران والأردن كنا منظمين دفاعياً والأخطاء جاءت فردية من حارس المرمى أو المدافعين، الأخطاء من قلة التركيز بعد إصابة لأحد اللاعبين بشد عصبي واستغلها الجانب الأردني وحقق فوزه وهذا الأمر ناتج عن قلة الخبرة لقلة المباريات.
قمنا بإحصائية خلال مبارياتنا الثلاث وصل إلى مرمانا تسع كرات سجل علينا خمسة أهداف منها، وعندما نتحدث عن تسع كرات مباشرة على مرمانا في ثلاث مباريات فهذا دليل على قوة الدفاع وتنظيمه الجماعي لكن التركيز العالي في المباريات الكبيرة غائب عن لاعبينا.

جهد جبار وعمار رمضان
قال المعسعس: الجهاز الفني يتحمل المسؤولية في النجاح والفشل إضافة إلى جميع مفاصل هذا المنتخب وصولاً إلى اتحاد الكرة، عند النجاح فالجهد المبذول من الجميع وكذلك عند الفشل والإخفاق، ونحن نتحمل جزءاً كبيراً منه، ولكن كان هناك جهد جبار من كادرنا خلال فترة الاستعداد، ومرت علينا أيام تمرنا ثلاثة تمارين يومياً، ونحن عملنا واجبنا وبجهد فني كبير، ولكن نحن غيرنا طريقة اللعب بآخر شهر بعد العودة من عُمان بسبب مشكلة حراسة المرمى، ولاعب الارتكاز علي زكريا وهو الأساسي أصابته الحمى وبحاجة إلى راحة 45 يوماً.
مجموعتنا كان مجموعة جديدة وبحسب تسمية الاتحاد الآسيوي، فباقي المجموعات ضمت فريقين أقوياء وفريقين ضعفاء، مجموعتنا تضم ثلاثة فرق أقوياء، وفريقان من مجموعتنا لم يتأهلوا، في المباراة الأخيرة نحن والمنتخب الأردني نسعى إلى الفوز لأن التعادل يدخلنا بمتاهات والمنتخب الإيراني حصد خمس نقاط وخرج من التصفيات ولم يتأهل لنهائيات آسيا وهو قادم من مشاركته بكأس العالم.
فيما يخص اللاعب عمار رمضان، فقبل البطولة بشهر ونصف تعرض لكسر باليد وكان بحاجة لراحة 45 يوماً وحين تماثل للشفاء بدأ بمراسلتنا وأنه يريد المشاركة مع منتخبنا في البطولة، وناديه لم يسمح له بالدخول بأي معسكر داخلي أو خارجي ولم يسمح له إلا بالمشاركة في البطولة، ووصلنا إلى مرحلة كنا لا نريد بها استدعاء عمار للمنتخب لكن كنا على قناعة كاملة بأنه سيشكل إضافة مهمة لمنتخبنا، وعند وصوله للأردن أخبرنا بأنه بدأ بالاستعداد قبل 12 يوماً وغير جاهز بدنياً بسبب إصابته وطلب إشراكه لمدة يستطيع بها تقديم شيء، وعندما أشركناه في المباراة الأولى قدم مستوى جيداً، وبالمباراة الثانية قدم إضافة ممتازة وأهدانا الفوز وبدأ الجميع يطالبنا بإشراكه أساسياً، ونحن تعاملنا حسب رؤيتنا الفنية وبشكل احترافي وبأن اللاعب غير جاهز ليقدم مباراة كاملة بعد، بالليلة نفسها قبل مباراة الأردن، تحدث معنا وقال إنه غير جاهز بدنياً وفنياً لأن يلعب أساسياً في المباراة، هو يريد أن يشارك نصف ساعة ونحن أشركناه 40 دقيقة.

أخيراً
يقول المعسعس أخيراً: يجب ألا تتوقف منتخبات الفئات العمرية ويجب أن تجتمع شهراً على الأقل في معسكر داخلي يتم فيها إعداد هذا المنتخب للمشاركات القادمة وخصوصاً في ظل غياب دوري الفئات العمرية، وعندها ستكون المرحلة الأخيرة هي وضع اللمسات الأخيرة على المنتخب، ويجب الاهتمام باللاعبين المميزين من مختلف منتخبات الفئات العمرية وصقلهم.
أما بخصوص النقد على المنتخب فنتمنى أن يكون نابعاً عن الخوف على المنتخب مع احترامنا الكامل لكل من انتقدنا، لا أحد يعلم الظروف التي مر بها هذا المنتخب قبل المشاركة، وكيف كان الإعداد لها مقارنة مع إعداد المنتخبات الأخرى؟ ونتمنى أن يبتعد الناقد عن العاطفة، فكيف لوالد لاعب أن ينتقد منتخباً فقط بسبب استبعاد ابنه عن المنتخب؟ هناك رؤية فنية لنا حول اللاعبين وقد استدعينا الأجهزة والأفضل الذي يفيد المنتخب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن