سورية

«خفض التصعيد» ينص على محاربتها من قبل أنقرة … مسؤول تركي يزور معقل «النصرة» الأساسي!

| الوطن- وكالات

قام أمس، معاون والي لواء إسكندرون السليب محمد إريش، بزيارة مدينة إدلب التي تعتبر المعقل الرئيس في سورية لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية برفقة عدد من الشخصيات التركية، وتجول في عدة مراكز ضمن المدينة.
ويرى مراقبون، أن هذه الزيارة تثير الكثير من التساؤلات خاصة أنها لمناطق تسيطر عليها «النصرة»، وأن «اتفاقات خفض التصعيد» تنص على محاربة «النصرة» في إدلب من قبل تركيا التي تعتبر من الدول الضامنة لمسار أستانا الذي تمخضت عنه تلك الاتفاقات. ويعتبر المراقبون، أن الزيارة إن دلت على شيء إنما تدل على العلاقة الحميمية بين أنقرة و«النصرة» وأن تركيا ليست بوارد طرد التنظيم من المحافظة.
ورافق المسؤول التركي من جانب الائتلاف المعارض كل مما يسمى مدير معبر «باب الهوى»، ساجد أبو فراس، وما يسمى مدير صحة إدلب التابعة لحكومة «الائتلاف» المؤقتة، منذر خليل. وذكر خليل، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة، أن الاجتماع بين الوفد التركي ومديرية صحة إدلب تطرق إلى الواقع الصحي في المنطقة الشمالية وسبل التعاون بين الطرفين من أجل تذليل العقبات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة في المحافظة.
إلى ذلك، أصيب مدنيون في مدينة «الأتارب» غرب حلب، برصاص مسلحون يتبعون لـ«النصرة»، خلال مشاركتهم بمظاهرة نددت بالاقتتال الحاصل بين الأخيرة من جهة، وميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» من جهة أخرى.
وذكر ناشطون، وفق المصادر، أن مسلحي «النصرة» استهدفوا بالرصاص الحي مظاهرة نددت بالاقتتال الحاصل في عدة قرى وبلدات محيطة، وطالبوا خلالها بتحييد المدينة ومنع مرور الأرتال العسكرية التابعة لأي طرف من أطراف الاقتتال. وذكرت المصادر، أن المتظاهرين توجهوا خلال مظاهرتهم نحو المدخل الشرقي لمدينة «الأتارب» حيث يتواجد حاجز لـ«النصرة» على بعد أكثر من كيلو متر عن المدينة.
وأضافت: «ما إن وصلت المظاهرة إلى الحاجز حتى فتح مسلحو النصرة النار بشكل عشوائي نحو المتظاهرين، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين بينهم قاسم عبيد».
وأشارت المصادر، إلى أن أبناء المدينة اضطروا لإطلاق النار في الهواء بأسلحتهم الشخصية لإجبار المسلحين الموجودين على الحاجز على الانسحاب وحماية المتظاهرين.
هذا ويستمر التوتر بين «النصرة» و«الزنكي» في ريف حلب الغربي، رغم التوصل إلى اتفاق يضمن وقف الاشتباكات وإطلاق سراح المعتقلين من الجانبين.
واتهم رئيس المكتب السياسي في «الزنكي»، محمد محمود السيد، الثلاثاء، «النصرة» باستقدام حشود عسكرية إلى أطراف مدينة الأتارب غربي حلب، كخطوة لاقتحامها.
وذكر وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة أن «النصرة شنت هجوما كبيراً مساء الثلاثاء عقب الاتفاق بحوالي ألفي مقاتل على مقرات ومواقع الزنكي غربي حلب، إلا أنها لم تحرز أي تقدم رغم تركز هجومها من ثلاثة محاور»، على حين اعتبرت «النصرة» أن «الزنكي» تضع عراقيل رفضاً للصلح ولمبادرة وجهاء المنطقة. ونقلت وكالة «إباء» التابعة لـ«النصرة» عن مسؤول قطاع حلب أبو إبراهيم العنداني، أن «الزنكي وضعت شروطاً غريبة وتعجيزية، كحل المدن و«الدندنة» حول التحكم بالمعابر والمقدرات، وفتحهم الخلافات السابقة مع الفصائل».
وشهدت الأيام الأربعة الماضية مواجهات عسكرية بين «الزنكي» و«النصرة» في ريف حلب الغربي، على خلفية اعتقالات متبادلة بدأها الطرفان في مناطق سيطرتهم.
وتم التوصل مساء الأحد، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين منذ بدء الخلاف، بالإضافة إلى بنود أخرى.
وعقب الاتفاق، وضعت «الزنكي» شروطاً تمثلت بعدم السماح لقائد «النصرة»، أبو محمد الجولاني بالهيمنة على القرار السياسي، إضافة إلى عدم تحكمه بالمعابر والمقدرات الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن