سورية

«التحالف» يقر للمرة الأولى بفرار مقاتلين دواعش باتفاق الرقة … كنيسة تل أبيض تقرع أجراسها من جديد

| الوطن – وكالات

في تطور لافت ومخالف لكل التصريحات التي كانت تخرج عن قيادة «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، اقر الأخير بـإمكانية أن يكون مسلحون أجانب من تنظيم داعش الإرهابي تمكنوا من الهرب وسط المدنيين من مدينة الرقة السورية قبل خروج التنظيم منها.
وقال الناطق باسم التحالف رايان ديلون في تصريح للصحفيين ونقله موقع «روسيا قناة اليوم» الإلكتروني: إن من بين 3500 مدني خرجوا.. من الرقة في ذلك الوقت، هناك أقل من 300 شخص تم فحصهم وتعريفهم كمقاتلين محتملين لتنظيم داعش»، كاشفاً أنه «خلال عملية الفحص، تم التعرف على أربعة مقاتلين أجانب اعتقلتهم «قوات سورية الديمقراطية -قسد». وأشار ديلون إلى أن التحالف اتفق مع هذه القوات على التحقق من صور وبصمات كل الرجال في سن القتال، لمنع المسلحين المعروفين من الهرب، لكنه لفت إلى أنه «لم يجر التأكيد بنسبة 100 بالمئة، أنه تم التعرف على كل جهادي خرج من الرقة»، مُقراً في الوقت ذاته باحتمال أن يكون بعض هؤلاء المقاتلين، قد تمكنوا من التسلل كمدنيين أو كمقاتلين محليين. وكانت «قسد» المدعومة من التحالف، أعلنت أنه تم إجلاء نحو 3 آلاف مدني من المدينة منتصف الشهر الماضي، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين المجلس المدني في الرقة وعناصر داعش، قبيل أيام من إعلان تحرير المدينة. وقال «التحالف» في ذلك الوقت إنه «مُصّر جداً» على عدم السماح للمسلحين الأجانب في داعش بمغادرة الرقة.
الناطق باسم التحالف كشف أيضاً في تصريحاته، أن طائرات التحالف المسيّرة راقبت قوافل داعش بعد مغادرتها الرقة، لكن القرار اتخذ بعدم ضربها بسبب وجود مدنيين في صفوفها. من جهتها، شجبت تركيا عبر رئيس وزرائها تصرفات التحالف أمس، كما عبرت الخارجية التركية عن «صدمتها» بسبب ما اعتبرته موقف وزارة الدفاع الأميركية من اتفاق بين «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قسد»، وداعش على انسحاب مقاتلي التنظيم من الرقة. وكانت الـ«بي بي سي» كشفت أمس في تقرير لها انتقال مئات من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم، الذين كانوا محاصرين في مدينة الرقة، إلى مناطق أخرى من سورية، وفق اتفاق تم بينهم وبين التحالف الغربي و«قسد»، وهو أمر تصر تلكما الجهتان على نفيه، ووصف التقرير تلك الصفقة بـ«سر الرقة القذر».
ونفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في وقتها ضلوعها في الاتفاق المذكور، مشيرة إلى احترامها له. وقال الناطق باسم البنتاغون: إن «الهدف الرئيس من الاتفاق هو حماية المدنيين»، مضيفاً «قد لا نتفق دائماً مع حلفائنا «في إشارة إلى قسد»، لكننا نحترم مساعيهم لإيجاد حلول لمشاكلهم».
وثار غضب تركيا من واشنطن بسبب الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» التي ترى فيها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وقالت الخارجية التركية «صار الاتفاق المعني مثالا على أنه إذا دارت المعركة مع تنظيم إرهابي فإن تلك التنظيمات الإرهابية ستتعاون مع بعضها البعض في نهاية المطاف» في إشارة للوحدات الكردية وداعش.
إلى ذلك وبعيداً عن السجال الحاصل بخصوص الاتفاقات الحاصلة مع داعش، ذكرت مواقع إعلامية معارضة قيام مواطنين مسيحيين من أهالي مدينة تل أبيض بترميم كنيسة الاستقلال بعد أن دمرها عناصر داعش. وقال أحد أبناء المدينة: إن «عدداً من أبناء الرقة المسيحيين قاموا أمس بترميم كنيسة الاستقلال بمدينة تل أبيض، وعادت لقرع أجراسها من جديد بعد تحريرها من داعش، الذي قام بحرق كافة محتويات الكنيسة وتدمير أجزاء منها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن