رياضة

غياب كارثي

| محمود قرقورا

شهد الأسبوع الفائت زلزالاً ضرب الكرة الإيطالية في الصميم وجعل محبي المستديرة عموماً والمونديال خصوصاً محرومين من وجبة البيتزا التي لطالما كانت ركناً أساسياً في طبق المونديال الشهي.
لا أحد ينفي أن الطليان من القوى العظمى كروياً وجمائلها تحتاج إلى مؤلفات للإحاطة بتفاصيلها، لكن كرة القدم لا تلعب على الأطلال والأسماء الشامخة تحتاج إلى أدوات الشموخ والسؤدد وهذا ما افتقره الأتزوري الذي انضم لمقاعد المتفرجين في المونديال القادم وتلك هي الحقيقة الدامغة الجارحة المؤلمة.
عندما كان يخرج الطليان من الدور الأول لكأس العالم كانت الحياة تتوقف في كل أرجاء إيطاليا فكيف الحال عند الغياب التام؟
عندما غابت قبل ستين عاماً عن مونديال السويد كان حدثاً وليداً وعُدَّ ذلك كبوة قد لا تتكرر ولكن تصفيات مونديال روسيا أتت بجديد مؤلم علماً أن المقدمات كانت توحي بصعوبة مسار الأرجنتين والبرتغال مع النجمين الأشهر ميسي ورونالدو ولأن الاجتهاد ركن أساسي في التصفيات فقد غاب بطل الكونميبول تشيلي وبطل القارة السمراء الكاميرون وبطل الكونكاكاف الذهبية أميركا واحتاج بطل آسيا الكنغارو للشوط الثاني من المباراة 22 من التصفيات ليتأهل كما احتاج بطل أوروبا البرتغال لمباراته الأخيرة في المجموعة ليتأهل، لكن غياب أبطال القارات لا يشكل شيئاً أمام غياب الأتزوري، فنحن في حضرة بطل العالم أربع مرات والوصيف مرتين وهذا لا يستهان به نحن أمام منتخب بطل من أول مشاركتين وهذا لم يحققه إلا أورغواي.
نتحدث عن أول منتخب احتفظ بالكأس ولم يقلّده في هذا الجانب إلا البرازيل ومدربه بوزو الوحيد الذي فاز اللقب مرتين، ولاعبه مالديني أكثر من لعب من حيث عدد الدقائق بـ2217 دقيقة.
نحن أمام منتخب أفرز هدافين وحاملين لكرة المونديال الذهبية وهما باولو روسي وسكيلاتشي وخرّج خمسة لاعبين حازوا كرة فرانس فوتبول الذهبية وهم سيفوري وريفيرا وروسي وباجيو وكانافارو.
ولا نتجاهل الرقم المذهل لحارسه زينغا كأكثر من حافظ على نظافة شباكه مطلع مونديال 1990 بـ517 دقيقة.
ولا نغفل أن المتوج الأكبر بكأس العالم إيطالي هو دينو زوف وهذا يكفي ليبقى العبير الإيطالي منتشراً في حدائق المونديال رغم الغياب المؤلم الذي بدأت مقدماته منذ الخروج من الدور الأول لمونديال 2010.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن