ثقافة وفن

عمل الوزارة في المجالات الثقافية عمل يومي وواجب … وزير الثقافة: في السابق كانت الاحتفالية يوماً واحداً ولكن هذا العام أصبحت أسبوعاً نعرض فيه الأنشطة بمجملها

| سوسن صيداوي – تصوير طارق السعدوني

بالفن والثقافة نقهر الموت. بالثقافة تُرفع الرؤوس عالية شامخة نحو السماء، هذه الرؤوس لا تخشى المصائب ولا الويلات، بل هي مستنيرة بحكمة، تحيط بكل مصابها، ناشلة من حولها من هول الشرور التي ممكن أن تحدق بهم. هذا الكلام ليس من نسج الخيال، فما طال سوريتنا الحبيبة من مؤامرات مدّبرة وما نتج عنها من ويلات حرب لم تعرف أو تميّز بين طفل أو شيخ، إضافة إلى كوننا اليوم و نحن في السنة السابعة، أصبحنا مدركين تماماً بأن الجهل بالثقافة، والإيمان المغلوط بمعتقدات خاطئة بعيدة عن التنوير، حققت دماراً بشرياً كارثياً نتائجه قد يمتد أثرها إلى سنوات مقبلة. ولأن الواجب هو نشر الثقافة بخيرها وسلامها وجمالها، بما تتضمنه من فنون وآداب، يأتي يوم وزارة الثقافة مفعما بحيوية البرامج والأنشطة المتعددة والمتنوعة والتي لا يمكن لأي مهتم أن يتابعها بالكامل. وحول برنامج الاحتفالية وما تتضمنه من برامج، عقدت وزارة الثقافة برعاية الوزير محمد الأحمد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه الوزير عن أهم النقاط.

تشييد مشروع وطني
تحدث وزير الثقافة عن العطاءات الإبداعية المتنوعة التي نتجت في زمن الأزمة، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى لبناء مشروع وطني تنشر من خلاله الثقافة في كل الأنحاء السورية وذلك ضمن تعاون لابد أن يكون مع مجموعة من الوزارات، قائلاً للسنة السابعة على التوالي، تستمر هذه الحرب الشرسة على سورية، وللسنة السابعة تواصل سورية إبداعها في جميع المجالات، ومنها المجال الثقافي، لأن حقيقة الفعل الثقافي يتمخض عنه الحق والخير والجمال، أنا لا أحب الحديث عما فعلناه في مجال السينما والمسرح و الكتاب والآثار، لأن هذا عمل الوزارة اليومي، وهو واجب. ولكن أريد الحديث بأننا نسعى في الوزارة عبر الفترة السابقة والقادمة، إلى تشييد مشروع وطني للثقافة، قائم على مسائل كثيرة، وخصوصا أنّ دور وزارتنا سيبدأ عندما تنتهي هذه الحرب، وأرى-كما كثيرين- بأن هذه الحرب أوشكت على نهايتها. ولهذا المشروع أهميته وخصوصا أنه ضمن العائلة الواحدة تصدّعت الآراء، فهناك إخوة ضمن عائلة تباينت آراؤهم خلال السبع سنوات الماضية، لهذا من الضروري أن تتشارك وزارة الثقافة مع وزارات أخرى كالتربية، والإعلام، والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية والعمل، لتحقيق المشروع المطلوب. وهنا علينا أن نقر بحقيقة، بأن المشروع الثقافي الوطني، لم يلب المطلوب منه في السنوات التي سبقت الحرب، والسبب يعود إلى وجود نتائج كارثية، كوننا لم نول الثقافة الأهمية الواجبة. ومن وجهة نظري لا شيء اسمه مستحيل بالمطلق، بل يجب أن يكون هناك محاولة تستمر بالعطاء، وهذه المحاولة تتجدد وتتنوع، وبالنتيجة الفعل الثقافي ليس فعلاً جامداً، بل هو متجدد باستمرار. وطبعاً أحب أن أشير إلى أننا أدركنا أثناء عملنا الثقافي حقيقة، وهي سوء التواصل مع المحافظات، كنا نعتقد بأن مديرية الثقافة في المحافظات تقوم بالعمل الثقافي، ولكن الواقع أوصلنا إلى نتيجة بأن هذا الأمر غير كاف، وكنا لمسنا ثماره عندما قمنا بمهرجانين ثقافيين الأول في اللاذقية والثاني في حلب، بحضور عدد هائل من الحضور المتعطش للأنشطة الثقافية، وهذا أكد أنه يجب أن يكون هناك عملية تواصل بين الوزارة و مديرياتها في جميع المحافظات».

البرامج والأنشطة
تابع الوزير الحديث حول احتفالية يوم وزارة الثقافة، معدداً ما تتضمنه من أنشطة وفعاليات واحتفاليات ستعقد الاحتفالية في يوم وزارة الثقافة، اليوم الذي أسست به، وهو الثالث والعشرون من الشهر الحالي، كعادتنا سنحيط بكل صنوف الثقافة من فن تشكيلي وسينما، مسرح، كتاب، موسيقا، آثار، كل هذا الجسد الثقافي نسعى بأن نقدمه بأجمل صورة ممكنة. في السابق كانت الاحتفالية يوماً واحداً وتنتهي، ولكن نحن اعتباراً من العام الماضي أحببنا بأن يكون هناك أسبوع كامل نعرض فيه هذه الأنشطة بمجملها، فلذلك سوف يكون ضمن الاحتفالية معرض كبير للهيئة العامة السورية للكتاب، ومعرض فني للأطفال واليافعين، وسيكون لأول مرة معرض للآثار والمكتشفات الأثرية في ريف دمشق، ومعرض صور وبوسترات نتاج وزارة الثقافة لعام 2017، معرض توثيقي مسرحي في حلب، كما ستتضمن الاحتفالية حفل افتتاح رسم مباشر لمجموعة من الفنانين مع عرض لمجموعة من أعمالهم السابقة، ومعرض لوحات معبرة عن الأزمة والحرب في سورية، وخلالها سيكون المعرض الأهم وهو معرض الخريف السنوي للفن التشكيلي المتضمن تصويراً ونحتاً وأعمالاً تجريدية، وسيتخلل الفعالية أيضاً معرض وثائق ومخطوطات تقدم للمرة الأولى في مكتبة الأسد، هذا إضافة للعديد من العروض المسرحية والحفلات الفنية، والفنون الشعبية، وبالنسبة للندوات هناك ندوة مركزية بعنوان «دور الثقافة في تحقيق النصر» ستمتد على مدار يومين، وندوة ثقافية بعنوان: المسرح في حلب اليوم و غداً وندوة تكريمية للباحث الراحل الدكتور عفيف بهنسي. وبالنسبة للاحتفالات لدينا احتفالية «عطر الخالدين» وهي عبارة عن تكريم لفائزين من أبناء الشهداء بمسابقة وزارة الثقافة لعام2017، إضافة إلى إعلان جوائز الوزارة، أضف إلى أنه سيكون هناك مهرجان شعري يشارك فيه مجموعة من خيرة الشعراء، ومجموعة من الحفلات الفنية في دار الأسد للفنون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن