عربي ودولي

بطلب من السعودية.. اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لـ«تحذير» إيران

في سيناريو يعيد للذاكرة الدور الذي مارسته الجامعة العربية تجاه سورية بضغط من دول الخليج، عقد وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعاً طارئاً بطلب سعودي يهدف إلى توجيه «رسالة حازمة» لإيران بشأن ادعاءات السعودية بما يتعلق بتدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية، وغاب عن الاجتماع كل من وزراء خارجية قطر ولبنان وعمان والإمارات والجزائر والعراق، الذين أرسلوا ممثلين عنهم.
هذا وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن الصواريخ، التي يستهدف بها الحوثيون السعودية، إيرانية الصنع.
وقال أبو الغيط: إن إيران تريد، ومن خلال تزويد الحوثيين بصواريخها، توجيه رسالة مفادها أن العواصم العربية في مرمى نيرانها.
وشدد أبو الغيط، مخاطباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، على أن «التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد وتدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة»، مؤكداً ضرورة أن توقف إيران «تدخلاتها» في شؤون الدول العربية.
وقال أبو الغيط في كلمته: «الدول العربية تعتز بسيادتها وهي قادرة على الدفاع عن استقرارها وأمنها ولن تقبل أبدا أن تعيش رهينة الخوف أو تحت ظل الترهيب». واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن «البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية يمثل تهديداً كبيراً للمنطقة».
بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي «أمام العدوان الإيراني».
وأعرب الجبير عن شكره «للأشقاء على الاستجابة السريعة لدعوة المملكة لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة الموقر»، معتبراً أن «هذه الاستجابة تعكس وبشكل كبير استشعار دولنا للمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها أمن المنطقة واستقرارها كنتيجة حتمية للانتهاكات الصارخة للنظام الإيراني».
وقال الجبير: إن «الصاروخ الباليستي الغادر الذي تم إطلاقه» على العاصمة السعودية «يعكس الاعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة التي شهدت إطلاق 80 صاروخاً باليستياً تحمل الهوية الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن».
وشدد على أن «السكوت على هذه الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لا يترك أي عاصمة عربية في أمان من هذه الصواريخ الباليستية».
وأضاف وزير الخارجية السعودي: «نحن جميعاً مطالبون بتحمل مسؤولياتنا القومية، وصيانة أمن واستقرار دولنا، للتصدي لهذه السياسات الإيرانية العدوانية تجاهنا».
وتابع: «بلادي حاولت منذ انطلاق الثورة الإيرانية أن تتعامل مع إيران وفق مقتضيات مبدأ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، إلا أنه وللأسف الشديد ضربت إيران عرض الحائط بهذه الجهود… إيران ضربت عرض الحائط بكافة القوانين والأعراف والمبادئ والأخلاق الدولية، واستمرت في نهج الثورة القائمة على تصديرها وعدم احترام الحدود القومية للدول».
وشدد الجبير على أن «أي تراخٍ في التعامل مع سياسات إيران العدوانية تجاهنا من شأنه أن يشجعها على التمادي في عدوانها»، مؤكدا: «مطالبون اليوم أن نقف وقفة جادة وصادقة مع دولنا وشعوبنا، والالتزام بمبادئ وميثاق جامعة الدول العربية والقوانين الدولية في التصدي لهذه السياسات الغاشمة».
ويعقد وزراء الخارجية العرب، أمس الأحد، اجتماعاً طارئاً في القاهرة بطلب من السعودية لبحث سبل التعامل مع دور إيران في الشرق الأوسط، على خلفية إطلاق الحوثيين، يوم 4 تشرين الثاني، صاروخاً باليستياً على الرياض.
وعقد الاجتماع وسط غياب وزراء خارجية كل من قطر ولبنان وعمان والإمارات والجزائر والعراق، الذين أرسلوا ممثلين عنهم.
وأوضح المراسل أن وزراء خارجية السعودية والبحرين ومصر، عادل الجبير وخالد بن أحمد آل خليفة وسامح شكري، بالإضافة إلى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عقدوا لقاء للمجموعة الوزارية الرباعية المعنية «بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، التي تضم الدول الـ4 المذكورة، جرى بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط. وأعد المشاركون في هذا اللقاء تقريراً يدين «التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية»، وتم توزيعه على أعضاء الجامعة لبحثه خلال الاجتماع الوزاري.
وقال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية أمس: «إن ما تقوم به إيران ضد بعض الدول العربية يستدعى القيام بأكثر من إجراء لوقف هذه الاعتداءات والتدخلات والتهديدات التي تتم عبر طرق ووسائل كثيرة»، وأضاف: «وبالتالي، فالحد منها يتطلب سياسة عربية جماعية».
وذكر زكي أن الاجتماع «سوف يشكل رسالة حازمة لإيران للتراجع عن سياستها الحالية في المنطقة».
ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية الرسمية عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن الاجتماع قد يحيل الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن