سورية

مقتل عسكريين تركيين والبرلمان يعقد جلسة طارئة الأربعاء…مواقف غربية مؤيدة للعمليات التركية ضد داعش والعمال الكردستاني.. وطهران تدعو لاحترام سيادة الدول

بينما اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن من حق تركيا ضرب حزب العمال الكردستاني، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه لما أسماه «الجهود التي تبذلها تركيا من أجل مكافحة تنظيم داعش وكافة أشكال الإرهاب»، ليأتي الموقف الإيراني أكثر اتزانا عندما دعت طهران إلى احترام «السيادة الوطنية» للدول في إطار مكافحة الإرهاب، على حين قتل عسكريان تركيان اثنان وجرح أربعة آخرون في انفجار سيارة مفخخة تبناه حزب العمال الكردستاني واستهدف قافلة عسكرية في محافظة دياربكر جنوب شرق تركيا، لتستمر الاجتماعات الأمنية في تركيا على خلفية تطورات الأحداث.
وذكر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس الذي يرافق الرئيس باراك اوباما في زيارته إلى كينيا من نيروبي، بأن الولايات المتحدة تعتبر حزب العمال الكردستاني «منظمة إرهابية»، ورأى أن تركيا «من حقها القيام بأعمال ضد أهداف إرهابية». كما رحب رودس بالهجمات التركية على تنظيم داعش.
من جهته قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق وإيران وسورية بريت ماكغورك: «نحترم تماماً حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية لمنظمة «بي كا كا» (حزب العمال الكردستاني)».
وأشار ماكغورك إلى عدم وجود أي صلة بين الهجمات التركية ضد حزب العمال الكردستاني والنهج الذي ظهر مؤخراً تجاه تكثيف التعاون بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية.
بدوره قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليستير باسكي: «نحترم تماماً حق تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في الدفاع عن نفسها ضد هجمات منظمة «بي كا كا» الإرهابية، ونؤيدها في ذلك». جاء ذلك في بيان صدر عن «باسكي»، أول من أمس تناول فيه الغارات التي شنتها القوات التركية مؤخراً ضد أهداف تابعة للحزب الكردستاني. وأضاف «باسكي» قائلاً: «وفي الوقت ذاته ينبغي على الطرفين خفض حدة التوتر، والتمسك بمسيرة السلام الداخلي كسبيل لإحلال السلام الدائم في البلاد، لأن العنف لن يعود بالفائدة على المواطنين الأتراك، وسيلحق ضررا بهم من ناحية الأمن والتنمية على المدى الطويل».
في سياق متصل أكدت الممثلة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني دعمها لما أسمته «الجهود التي تبذلها تركيا من أجل مكافحة تنظيم داعش وكافة أشكال الإرهاب».
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لموغريني بشأن اتصال هاتفي جمعها ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أول من أمس، أن المسؤولة الأوروبية دعت إلى «الابتعاد عن أي تصرفات من شأنها أن تُعرّض مسيرة السلام الداخلي ووقف إطلاق النار للخطر».
وشددت موغريني على أن «الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الحكومة التركية فيما تقوم به من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد».
في المقابل دعت إيران إلى احترام «السيادة الوطنية» للدول في إطار مكافحة الإرهاب بعد الغارات التي نفذتها تركيا على مواقع لداعش.
ورداً على سؤال حول الضربات الجوية التركية ضد التنظيم في سورية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: إن «محاربة الإرهاب يجب أن تتم ضمن احترام القوانين الدولية والسيادة الوطنية للدول».
وأضافت: «إن أي عمل يؤدي إلى إضعاف الحكومات الوطنية قد يشجع في الواقع المجموعات الإرهابية على تنفيذ أعمالها الإجرامية». وتابعت أن إيران ترحب بـ«التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب».
من جهة ثانية أعلنت مصادر رسمية تركية مقتل عسكريين تركيين اثنين وجرح أربعة آخرين مساء أول من أمس في انفجار سيارة مفخخة استهدف قافلة عسكرية في محافظة دياربكر جنوب شرق تركيا. وفي بيان على موقعها الإلكتروني نسبت هيئة أركان الجيش التركي الهجوم إلى حزب العمال الكردستاني.
وقالت القيادة العسكرية: إن سيارة مفخخة انفجرت عند وصول قافلة مدرعات تابعة للقوات الخاصة للدرك لتعزيز وحدة دركيين أخرى تدخلت بعد احتراق ثلاث آليات على طريق في منطقة ليجي. وتبنى حزب العمال الكردستاني الهجوم متحدثاً عن «عمل تنكيلي» نفذته قواته، مؤكداً أنه قتل 8 جنود وأصاب 11 غيرهم. من جهته، قال مكتب محافظ دياربكر: إن «عملية واسعة أطلقت للعثور على منفذي هذا الهجوم الشنيع». هذا وأغلقت السلطات التركية، أول من أمس، خدمة شبكات «تركسل» و«فودافون» للانترنت في بعض المناطق، إضافة إلى إغلاق العديد من المواقع باللغة الكردية بحسب موقع «الحل السوري». إلى ذلك كشفت مصادر تركية مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن مسار جديد للغارات على تنظيم داعش في سورية بعد الاتفاق الأميركي مع تركيا.
ونص الاتفاق وفق الصحيفة على «تلزيم» الغارات على التنظيم لتركيا على طول خط الحدود مع سورية وفي عمق يصل إلى 20 كيلو مترًا، في حين تتولى أميركا وحلفاؤها الغربيون والعرب الضرب في مدينة الرقة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل أول من أمس رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، وذلك في قصر طرابيا بمدينة إسطنبول.
وبحسب مصادر الرئاسة التركية، فإن اللقاء استمر لمدّة 3 ساعات ونصف، حيث تناول المسؤولان خلال الاجتماع آخر التطورات الحاصلة في المناطق الجنوبية للبلاد، كما انضمّ رئيس هيئة الأركان للجيش والقوات المسلحة التركية إلى الاجتماع الثنائي.
في سياق متصل أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يانس ستولتنبرغ اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي حيث صرح داود أوغلو أن الحكومة التركية ستقوم باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمن وسلامة أراضيها وأنّها لن تتوانى في توجيه ضرباتها ضدّ المجموعات الإرهابية.
هذا واتخذت رئاسة البرلمان التركي قراراً بعقد جلسة طارئة يوم الأربعاء القادم لمناقشة وتقييم التطورات الأخيرة الناجمة عما سمته «الإرهاب الداخلي والخارجي».
وذكرت محطة «سي. إن. إن. تورك» أمس أن حزب الشعب الجمهوري قدم في بداية الأسبوع الماضي مذكرة لرئاسة البرلمان لعقد جلسة طارئة لأن الأوضاع التي تشهدها البلاد تستوجب ذلك
(أ ف ب – رويترز – سانا – الأناضول – ترك برس – أ ش أ)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن