ثقافة وفن

سؤال ينتظر جواباً

| د. اسكندر لوقــا

في كتابه «شوام.. شيوخ الصحافة»، يطرح الأستاذ شمس الدين العجلاني سؤالا وهو يعرّف القارئ بأحد هؤلاء الشيوخ هل كرمته صحافتنا يوما؟ بغض النظر عن الصحفي المقصود، سؤال كهذا يستحق التوقف عنده.
ولأنني أعرف الكثير من شيوخ الصحافة، بحكم الهواية ثم العمل في الحقل الصحفي، أتبنى سؤال الأستاذ العجلاني، بكل ما فيه من معنى، لأن الكبار من أبناء الوطن، الذين تركوا بصمتهم على صفحاته، من الأهمية بمكان التعريف بتفاصيل حياتهم، ومقدار ما عانوه وهم على الدرب، في عالم لم يكن يخلو يوما من منعطف ربما أودى حتى بحياتهم، لسبب أو لآخر.
بين دفتي الكتاب الذي أشرت إليه، تفاصيل حياة عدد من شيوخ الصحافة الذين عرفتهم شخصيا أيام الشباب، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وبينهم من عملت في صحيفته، من درجة موزع جريدة على المشتركين، وصولا إلى درجة كتابة زاوية أو ريبورتاج أو قصة… إلخ، وأخيرا مديراً للجريدة التي كنت أعمل فيها قبل أن أغادر مهنة المتاعب اليومية، إلى العمل في الدولة.
في هذا السياق، تعرفت على حبيب كحالة وصبري القباني وعزة حصرية وعباس الحامض ونشأت التغلبي وعبد الغني العطري وياسر عبد ربه، ونصوح بابيل، وأحمد العسه ومحمد كامل البني والبعض ممن لم يرد ذكرهم في الكتاب بينهم جلال فاروق الشرف وبشير كعدان، على سبيل المثال.
هؤلاء الذين كانت لهم وقفاتهم سواء في وجه المستعمر الفرنسي أم بعض الشخصيات المحسوبة على بعض الأحزاب أو الجهات الخارجية، هؤلاء بغض النظر عن انتماءاتهم وأهوائهم الشخصية، يبقون في ذاكرة أبناء سورية الحديثة، وتحديدا في ذاكرة الذين عرفوهم عن قرب أو من خلال كتاباتهم أو رافقوهم على درب المهنة كأصدقاء أو كعاملين معهم. واليوم من حق من يلوذ بهم بحكم الخلف أن يعودوا إلى سؤال الأستاذ شمس الدين العجلاني مؤلف كتاب «شوام.. شيوخ الصحافة» هل كرمتهم صحافتنا يوماً؟
بأمل أن يلقى هذا السؤال جواباً، ليعرف أبناء جيل اليوم شيئاً عن حياة الذين وضعوا قلوبهم ذات يوم على أكفهم، سواء تعاطفوا معهم أم لم يتعاطفوا، ولكن فقط من أجل قراءة تاريخ البلد الثقافي الذي رعاهم أو كانوا ينتمون إليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن