سورية

«التغيير الديمقراطي» متفائلة حيال الزخم السياسي الحالي بخصوص الأزمة السورية … خدام: قمة سوتشي الثلاثية مهمة ويتم وضع اللمسات الأخيرة للحل السياسي

| موفق محمد

أبدت «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة تفاؤلها حيال الزخم السياسي الحالي بخصوص الأزمة السورية، ووصفت القمة الثلاثية المرتقب عقدها في مدينة سوتشي بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا بأنها «مهمة»، واعتبرت أن التحضيرات التي سبقتها هي بمثابة وضع اللمسات الأخيرة للحل السياسي.
ومن المقرر أن يعقد في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود غداً قمة تجمع رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران محمد حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان ستركز على سبل حل الأزمة السورية، بالترافق مع عقد منصات المعارضات السورية مؤتمر «الرياض 2» في العاصمة السعودية، قبيل انعقاد جولة جديدة من مباحثات جنيف أواخر الشهر الجاري، وسط تحضيرات روسية لعقد «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي الشهر المقبل.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال الناطق «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» منذر خدام في رده على سؤال: إن كان متفائلاً بأن يفضي الزخم السياسي السابق إلى خرق على صعيد إيجاد حل سياسي في سورية، قال: «بالنسبة لمؤتمر الرياض كما قلت في السابق سوف يتم تجاوز الهيئة العليا للمفاوضات إلى تشكيل وفد واحد لكن من دون المتشددين وعلى الأرجح سوف يكون الوفد برئاسة (رئيس تيار الغد السوري أحمد) الجربا أو أحد رجال الأعمال مثل خالد المحاميد».
واعتبر خدام أن مسار جنيف المقرر أن تعقد منه جولة جديدة من المباحثات في 28 الشهر الجاري «لن يفضي إلى أية نتيجة في المستقبل القريب».
ورأى خدام أن ما يجري من تحضيرات لعقد القمة الثلاثية لرؤساء روسيا وإيران وتركيا في سوتشي والاجتماعات التي سبقتها لوزراء خارجية تلك الدول فهو «المهم». وأضاف: «أعتقد توضع الآن اللمسات الأخيرة للحل السياسي هناك»، لكنه استدرك وأشار إلى أنه «لاتزال توجد عقبات مثل تحفظ تركيا على مشاركة الأكراد وتحفظات إيران على مسائل تتعلق بالدستور والرقابة على الانتخابات». وأعرب الناطق «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» عن اعتقاده بأن يتم إظهار ما يتم التوافق عليه خلال القمة الثلاثية عبر «مؤتمر الحوار الوطني السوري» الذي تحضر روسيا لعقده بداية الشهر المقبل في سوتشي.
تأتي القمة الثلاثية بعد أيام قليلة من البيان المشترك الذي أصدره الرئيسان الروسي بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة فيتنام بخصوص سورية، وأيضاً بالترافق مع مؤتمر «الرياض 2» للمعارضات السورية والذي سيتم يهدف إلى توسيع «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة عبر ضم منصتي موسكو والقاهرة لها وكذلك شخصيات معارضة مستقلة، وأيضاً تشكيل وفد موحد للمعارضات إلى جولة جنيف المرتقبة لمواجهة الوفد الحكومي الرسمي السوري.
واعتبر خدام أن توقيت عقد القمة الثلاثية «يؤشر بالضبط إلى عدم التعويل كثيراً على مسار جنيف قبل نضوج الحل، وهذا بالضبط ما يتم العمل عليه في سوتشي، وهو يتم بمشاركة أميركية غير مباشرة الآن».
وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بداية الشهر الجاري تأييده للجهود الدبلوماسية والدولية لإنهاء الحرب في سورية، وذكر أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تباحث كثيراً مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حول إمكانية «نقل ما يحدث في أستانا إلى جنيف حتى يتسنى لنا بالفعل إشراك الأمم المتحدة للمضي قدماً».
وإن كان الهدف من القمة الثلاثية هو التحضير لإستراتيجية جديدة للدول الثلاث لمواجهة الاندفاع الأميركي نحو جنيف، قال خدام: «لا أعتقد أن الروس يقبلون بذلك، ولا يمكن لأي حل أن يتم من دون موافقة أميركية».
وأضاف: «الروس يبقون الأميركيين على اطلاع مستمر حول ما يقومون به بخصوص سورية وبعض المناكفات من وقت لآخر فهي جزء من المسار السياسي».
ورأى الناطق باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي»، أن القمة الثلاثية يمكن أن تتمخض عن «التوافق على عقد مؤتمر الحوار الوطني، وتمهيد الطريق أمام الحل السياسي، حيث يجري البحث في الدستور المقبل وشكل الدولة السورية والإجراءات الضرورية خلال المرحلة الانتقالية».
وإن كان يمكن خلال القمة تجاوز عقبة رفض تركيا إشراك حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي في الحوار، على حين ترى روسيا أن مشاركته ضرورية، قال خدام: «مشاركة الكرد ضرورية لأي حل سياسي، وربما يتم تأجيل مشاركة الكرد إلى حين نقل مؤتمر الحوار الوطني إلى سورية».
وفيما يتعلق بتوغل الجيش التركي في محافظة إدلب بحجة تنفيذ اتفاق «تخفيض التصعيد» في المحافظة والذي تمخضت عنه اجتماعات أستانا، واعتبار دمشق هذا التوغل احتلالاً، قال خدام: «تركيا تخشى من الكرد، ولذلك فهي تعمل على حشد قواتها في مواجهتهم، ثم إن منطقة تخفيض التصعيد في إدلب لا تشمل مناطق سيطرة النصرة وبالتالي الجيش السوري لن يتوقف إلا بعد استعادة مدينة إدلب وجسر الشغور وغيرها، أما بخصوص مناطق تواجد القوات التركية فسوف يتم التفاهم حولها لاحقا فهي جزء من الحل السياسي».
وأكد وزير الدفاع الأميركي في تصريحات أطلقها مؤخراً، أن قوات بلاده لن تنسحب من الأراضي السورية، قبل انتهاء عملية جنيف، وإتمام التسوية في سورية، في مؤشر على نية أميركا البقاء إلى أمد طويل في سورية. وقال خدام: «لا مصلحة أميركية للتواجد في سورية على المدى البعيد، إذ لا يوجد قبول شعبي ورسمي به باستثناء الكرد، ومن ثم هناك تصريحات أميركية متناقضة بهذا الخصوص».
وأضاف: «تواجدهم هو جزء من الحل السياسي. مسار جنيف مهم عندما ينضج الحل لإظهاره بمشاركة الأمم المتحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن