ثقافة وفن

عينك ع برامج التلفزيون الصباحية!

| يكتبها: «عين»

«أصبحنا وأصبح الملك لله»

في بلادنا، يمكن لنا أن نتعلم من تقاليد أسواق الشام العريقة مسائل حساسة تتعلق بالحياة اليومية والأخذ والعطا كما يقولون، فالبديري الحلاق سجل تاريخ دمشق من السوق، في دكان للحلاقة قريبة من البزورية اليوم، والسياسيون القدماء قالوا إنه يمكن أن تحكم سورية بالتحالف مع سوق الحميدية والتجار، وعندما هاجم تيمورلنك دمشق كان التجار هم من ورطوا قاضي عسكر بفتح أبواب الشام من دون صمود!
كل ذلك لا يهم الآن، فللسياسة حديثها ونحن لسنا بصدده الآن، ولكن ماذا عن الحياة والفن؟!
لا يمكن لنا أن نبتكر شيئا جميلا من دون البحث عن صورته في الحياة أو انعكاسه عليها ، ونحن فقط نريد أن نتعلم منهم، أي من السوق، كيف نتعامل مع الصباح، فهم يقولون عند الصباح يا فتاح يا رزاق، ويقولون أصبحنا وأصبح الملك لله، ويقولون إن على التاجر أن يحرص على الاستفتاحة الأولى في البيع ولو لم تحقق ربحا، ويقولون ويقولون.. وفي كل أقوالهم صورة عن الترويج والمعاملة وفهم أطباع الناس والخلق!
أما برامج صباح الخير في التلفزيون، فلم تتعلم من الحياة، ولا من الأسواق، ولا حتى من الإعلام الآخر الذي يأسر مشاهدنا بأدواته، وإنما تتعلم هذه البرامج بعضها من بعضٍ، فقناة نور الشام أخذت برنامج (مرحبا يا صباح) من الإذاعة، وما يمشي حاله في الإذاعة لا يمشي حاله في التلفزيون، وهو عبارة عن أغنية ثم فقرة عن موضوع مترابط، أي: إذاعة عبر التلفزيون!
وبرنامج الفضائية الصباحي يشبه برنامج تلاقي أيام زمان، وبرنامج صباح التربوية يشبه برنامج الفضائية، والغريب أن الضيوف تتشابه، والأفكار تتشابه، والفقرات إن لم تكن فوتو كوبي، فهي متشابهة مع رتوش، وعليك أن تعرف الفرق بين الصورة الأولى والثانية لتأخذ جائزة!
والغريب أيضا أننا نشاهد باحثا في علم النفس يأخذ أفكاره من الإنترنت، وآخر في علم الاجتماع يأخذ معلوماته من الشعارات، ومرة استضاف أحد البرامج قريبة لي فقرأت ما لخصته من الإنترنت لتقرأه على المشاهدين، فقلت لها: هذا ضد مبادئ سورية كلها. فشكرت الله أنني انتبهت إلى ذلك!
ثم، هل وصل التقديم إلى هذا الحد من اللامبالاة في فقرات البرامج، فلا يوجد من المذيعات إلا قلة ممن تحضر موادها لتبدو أفضل من اليوم السابق! … يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم..
هام جدا!

وأنا أقلب أوراقي وجدت نسخة من تقرير المجلس الوطني للإعلام لإحدى السنوات التي مرت، فإذا فيه نقد مهم للإعلام السوري، ومنه بعض الإطراءات، والغريب أن من بين الإطراءات إطراء لبرنامج (كاتب وموقف) الإذاعي، فإذا بي أسمع أن البرنامج ألغي!!

بصراحة، ما فينا زعل!
الندوة التي عرضتها قناة سما عن الثقافة وقدمها المذيع محمد عبد الحميد كانت أسوأ ندوة من جهة إدارة الحوار في مسألة من أهم المسائل الوطنية، ويمكن لأي مذيع مبتدئ أن يقدم أفضل منها. يفترض ألا يحصل ذلك في موضوع مهم على هذا النحو، فيطرح فيه أربعة أسئلة فقط.. له يا محمد!

أسرار
• هناك رغبة استجدت لدى الإدارة بإطلاق دورة برامج تلفزيونية جديدة كنا ننتظرها منذ سنتين!
• هناك حماسة لدى الإدارة بتعديل قيمة التعويضات للبرامج والضيوف ولكن الحق ع المالية!
• برنامج حلو الكلام بث على مدار يومين متتالين خبرا عن الطفلة العروس التي أقيم لها عرس قبل العمل الجراحي، وكأن معد اليوم لا يشاهد برنامج أمس!
• تراهن مخرجان على مستقبل أولئك الذين يعلموننا الرياضة على البحر، فقال الأول: سيزداد وزن الجميع، وقال الثاني: سيتوقف البرنامج قبل ذلك!

باليد
• إلى المذيعة رشا حسن:
البقاء في الحوارات الفنية أفضل من الدخول على خط البرامج الصباحية!
• إلى المراسل جعفر يونس:
الغبار الذي يغطي وجهك في البو كمال دبلوم مهني!
• إلى صحفيي الصحف:
لماذا لم تكتبوا شيئا عما يجرى في الإعلام. دخولكم على الحوار ضروري..
• إلى المخرج سليم شامية:
الفيلم الذي عرضته الفضائية عن مآذن دمشق يدل على إلمامك في الهندسة المعمارية بعكس الكثير من البرامج التي لا تفرق بين الجوسق وصحن الجامع!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن