ثقافة وفن

يوم كنا وكانوا…. روضة.. دم الصوفي المصري

| إسماعيل مروة

هل يجمع الدم بين دمشق والقاهرة؟
كم من دم مصري سال في أرض سورية؟
وكم من دم سوري هدر في أرض مصر؟
كان مشهداً مزعجاً، مؤلماً، ذابحاً لكل من يملك ذرة من شعور، فما بالنا بالانتماء؟
تموج أرضنا بالإرهاب والدم والقتل، وعاطفة كل مصري تأتي مع كل حركة، وفي مصر جرح نازف دمه طاهر يرتفع منارة في ساحات دمشق وسورية.
صدمة.. ذهول..
شيخ كبير..
طفل مدلل أصرّ على مرافقة والده…
مسعف لم يتردد بالدخول في قلب الرماد لم يخرج منه..
أدان هذا.. استنكر ذاك
دول وجهات ومنظمات تدين، ومشاهد الدم خلفية لإدانات متورطين.. ولكن الدم الذي يجري بالتزامن في أرض شام لم يره أحد، لم يصوره أحد بكت شام للدم المصري كما لم يفعل أحد… لكن رابطة الدم حجبت الرؤية الظالمة..
وحده الفاعل يروّج لاستنكاره
وحده المتورط يطلق زغاريد الفرح
كل سبابة أزهقت روحها تتشهد
وتشهد بأنها والشام دم واحد..
المكان: مزرعة بحر البقر
الزمان: حصة دراسية
الأبطال: أطفال يرسمون وردة للغد
الشهود: معلمون يمسكون أيادي الأطفال.
الحدث: تناثر أشلاء الأطفال ودفاترهم..
هبّ العرب يومها
هبت مصر
كتب صلاح جاهين
غنى المغنون
رسم الفنانون
وشادية أبكت العالم وهي تبكي بحرقة: لمّو الكراريس..
وبقي الدم شاهداً وشهيداً.
إنه العدو
إنه الكيان الإسرائيلي
أراد أن يقتل مستقبل مصر
مستقبل الطفولة فناً وثقافة
ولبحر البقر من يحمي، من يبكي..
واليوم بحار من بقر
المكان: قرية الروضة
الزمان: حصة إيمانية
الأبطال: أناس يبحثون عن استراحة روح.
أطفال يشاركون أهلهم التسلية
الشهود: محراب يبكي ما ينتظره
مصاحف رصفت والغبار يعلوها..
آيات منثورة عن الحب
قوله تعالى
«ادخلوا مصر آمنين»
الحدث: تتناثر أشلاء المؤمنين وهم يقولون:
الله أكبر
تتناثر أجساد الأطفال وهم يرقبون الأهل لتقليدهم
تتبعثر رغبات الطفولة بالعودة لوجبة طعام..
تتناثر حبات الملبس التي أعدها المؤمن ليحتفل بميلاد الرسول
لابد أن يموت من أعدّ للاحتفال بميلاد محمد
لابد أن تتناثر أشلاؤه..
استنكر العرب اليوم
أعلنت مصر الحداد
مات صلاح جاهين ألماً
خرس المغنون
ضاعت ألوان الفنانين
وشادية لم تكن في المشهد
جاء العمال ومسحوا الدم مات الشاهد والشهيد
إنه الحقد
أرسلهم ويستنكر
أراد أن يقتل إيمان مصر
وحدها مآذن الشام تدرك وتصدح بأذان جماعي ومقام حزين
وحدها كنائس الشام تقرع أجراسها وبيد غاضبة
ولروضة مصر
ولعباءة صوفي يدرك لحظة الوصل مع ربه
يدور ويدور
هو يصعد إلى السماء
والآخر يأخذ كنوز الأرض
لكنه يكتب برقية
أيا مصر لن تتبدل الآيات
على الزمن
(ادخلوا مصر آمنين)
أيا مصر رددي ما قاله جاهين:
يا عدو الإنسانية..
ورددي مع الخال الأبنودي:
خلي السلاح صاحي
واحلفي مع حليم:
أحلف بسماها وبترابها…
واستذكري سلام شوقي:
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
لك يا مصر ما تجمع من ألم وحرقة ودمع ودم…
لجناح أرادوا له الانكسار
ومع الشام يكتمل الجناحان
طيري إلى الشام فصدرها لك
واستقبلي الشام طارت إليك حقيقة..
معها المزيد من الإيمان..
وحلوى المولد من بزوريتها العابقة في خان الخليلي

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن