رياضة

أمنيات زائفة

| محمود قرقورا

عندما يبادر مسؤول رياضي معني بإدلاء تصريح ما لوسائل الإعلام فالأجدى أن يكون حكيماً في أقواله أو التزام الصمت، لأن الكلمة التي تخرج لا رجوع عنها كالماء عندما يسيل على الأرض.
مدير منتخب السلة فايز قباني يقول عن منتخب الهند الذي نلتقيه اليوم على طريق المونديال السلوي بأنه ليس سيئاً وليس مرعباً، ولديه محترفون من مستوى عالٍ إذا شاركوا فسيكون موقفنا صعباً وإذا غابوا تهون المهمة ونقترب من الفوز.
لا نعتقد أن هذا التصريح واقعي، وإذا كنا نتمنى غياب العناصر البارزة فيه لكن ذلك لا نظهره في تصريح باطنه الإساءة لأفراد منتخبنا السلوي.
هذا التصريح ذكرني بإحدى لقطات المباراة التاريخية لمنتخبنا الأول بكرة القدم أمام العراق ضمن تصفيات كأس العالم بدمشق 1985 يوم كان مدافع العراق عدنان درجال كالسد العالي بوجه مهاجمينا الذين حضروا أجساداً فقط ويومها قال معلقنا المحبوب ياسر علي ديب: لو أن لاعباً غير عدنان درجال موجود.. إلخ.
شاهدنا أن الرياضة مجال رحب للمنافسة وقيمة الفوز تكون أكبر عندما تواجه الخصوم بتشكيلهم الأساسي تماماً كما فعل منتخبنا الأول خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة فاستحق المديح والثناء من كل حدب وصوب واستحق المدرب أيمن حكيم والمهاجم عمر السومة مكاناً في استفتاء أفضل مدرب وأفضل لاعب عربي.
فالفوز على برشلونة قيمته كبيرة وعندما يكون ميسي حاضراً القيمة أكبر، والفوز على ريـال مدريد عظيم وعندما يكون كريستيانو رونالدو موجوداً فالأمر أعظم.
اللافت أن تصريحات كهذه ليست جديدة فسبق لرئيس اتحاد المصارعة أحمد جمعة عقب إحدى البطولات أن قال: لو كان خصومنا الأفارقة لحققنا الميداليات، ولكن لسوء الحظ واجهنا أبطالاً آسيويين لهم باع طويل باللعبة وكأن المطلوب بطولات على مقاسنا.
نأمل من المعنيين أن يكونوا أكثر واقعية في تعاطيهم مع الإعلام وخاصة أن المتلقين متعددو الشرائح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن