«سوتشي» وانتصارات الجيش باتجاه أبو الظهور زادت من العرض … إدلب تجر دولار السوداء في حلب إلى 432 ليرة

| حلب- إدلب- الوطن

جر استمرار عرض الدولار في إدلب بكميات كبيرة، وخصوصاً بعد قمة «سوتشي» الروسية الإيرانية التركية الأخيرة، إلى مزيد من تدهوره أمام الليرة السورية في سوق حلب السوداء التي تحصل على حصة وافرة منه عبر قنوات غير رسمية، ما أدى إلى تخفيض سعر إقفال الأخضر مساء أمس إلى 432 ليرة للشراء بتراجع مقداره نحو 60 ليرة خلال آخر يومين فقط.
وتوقع متعاملون في السوق السوداء في حلب لـ«الوطن» استمرار تحسن الليرة أمام الدولار مع استمرار خفض قيمته في إدلب وتدفقه إلى حلب التي أثرت على باقي الأسواق السورية وإن انحصر التداول فيها على كميات غير وافرة جراء شح السيولة بالليرة السورية بيد التجار وحتى المضاربين في السوق الذين يأملون بخفوضات جديدة تعوضهم عن الخسائر التي منوا بها بسبب شرائهم كميات كبيرة خلال الأيام الماضية.
وبين صيارفة في إدلب لـ«الوطن» أن بإمكان تجار العملة الصعبة رفد حلب، بشكل خاص لعلاقتهم التجارية معها، بكميات لا بأس بها من الدولار يومياً عبر نظراء لهم فيها وسماسرة أو حتى عن طريق المسافرين إليها، ما يزيد العرض وينعش سعر الليرة السورية على الدوام.
وأكد الصيارفة أن عرض الدولار للبيع ارتفع كثيراً بعد قمة «سوتشي» الثلاثية في ظل مخاوف لدى مدخري الدولار، ومنهم المسلحون، من مواصلة خفض سعره وتعميق خسائرهم بعد خروج القمة بسياسات لمصلحة الحكومة السورية، وهو ما ظهر في تصريحات وزير الخارجية التركي أخيراً حول إمكانية إعادة علاقات بلاده بدمشق بالتوازي مع الإنجازات العسكرية للجيش العربي السوري وخصوصاً تقدمه اللافت باتجاه مطار أبو الظهور العسكري شرق إدلب.
ولفت هؤلاء إلى أن الليرة السورية باتت ملاذاً آمناً لمدخرات الأدالبة بعد أن جربوا الاحتفاظ بقسم منها عبر الليرة التركية التي فقدت الكثير من قيمتها وحام سعرها حول 4 ليرات للدولار الواحد خلال اليومين الماضيين، ما أفقدهم الثقة بها بعد موجات من التحريض على اعتمادها بديلاً من العملة السورية.
ولم يلمس المستهلك في حلب فائدة ترتجى على سعر المواد والسلع في السوق بعد موجة الهبوط الأخيرة للأخضر، إذ امتنع التجار عن بيع بضائعهم المستوردة نهائياً متجاهلين أيضاً مطالب المستهلكين خفض سعر المعروض منها في السوق بما يعادل السعر الجديد للدولار بذريعة أنهم استجروا بضائعهم بسعر مرتفع في انتظار تبلور سياسة جديدة للمصرف المركزي لتحقيق سعر توازني مطلوب ومعقول بين السوقين السوداء والنظامية التي بقي دولار الحوالات والمستوردات مستقراً رسمياً في الأخيرة منذ الأحد الماضي عند 490 ليرة، نزولاً من 496 ليرة للدولار الواحد.